الدم اليمني بين القتلة والمستهترين
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و 6 أيام
الإثنين 17 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:53 م

من أجل السلطة، يُدمر وطنه ويجوّع شعبه.. من أجل الكرسي، يقتل ويبطش. هذا هو علي عبد الله صالح الذي عرفه العالم مؤخراً.

أصبح شخصية دموية بشعة في نظر الشعوب العربية، ومادة دسمة للتندر في وسائل الإعلام الغربية بسبب كذبه ومراوغته.

لم يعد رئيساً بل مشرفا من قصره على عمليات قتل شعبه. لا أعتقد أن هناك جريمة أبشع وأشنع من جريمة التضحية بالوطن والشعب من أجل الكرسي والسلطة..!

في المُقابل في الطرف الذي نؤيده بقوة، هناك من يشارك في إراقة الدم اليمني وهم أولئك الذين يدفعون بالمتظاهرين إلى مواجهة بعض أنصار صالح المسلحين في الشوارع وهو يعلمون كل العلم بأن هذه المواجهة تعني إراقة الدم اليمني وسقوط الضحايا من المتظاهرين السلميين..!

لماذا يدفعون بالمتظاهرين إلى خطوط النار والمواقع التي يحتلها أنصار صالح المسلحون في شوارع صنعاء؟ أين دور قادة الساحات وعقلائها في توجيه الحشود وتسييرها بما يضمن عدم المواجهة وسقوط الضحايا مادمنا اخترنا منهج السلمية للمطالبة بحقوقنا؟ أين دورهم في امتصاص حماس الجماهير الزائد واندفاعهم العاطفي؟ لماذا لا يعمل هؤلاء المتهورون بعقلية مسؤولة حريصة على سلامة أرواح المتظاهرين بدلاً من الاندفاع بـ"سيكولوجية الجماهير" وعقليتها المنفعلة والغير متزنة والتي توقعنا في عواقب تتناقض مع جوهر التظاهر السلمي وأهدافه؟

قد ينزعج بعض المندفعين في الساحات من مقالي هذا، لكن هذا ليس رأيي، بل هذا رأي ونصيحة العقلاء في العالم.. حيث ينصح المفكر الإسلامي "فتح الله كولن " قيادات الشعوب الثائرة والتغييرية بـ"عدم إتاحة الفرصة لأيّ نوع من أنواع التفكير الفوضوي والسلوك الاستفزازي الذي من شأنه أن يثير الحشود الجماهيرية إلى تصرفات عشوائية مجهولة العاقبة.. وفي حال وجود بؤر استفزازية ينبغي التصدّي لها فورًا.. لذا ينبغي ألا تتاح الفرصة لأفراد الحشود العشوائية في أن يجرفوا أنفسهم والأمة التي ينتمون إليها نحو عواقب مأساوية بسبب معالجات متعجلة متسرعة، أو تحت تأثير بعض النفوس المولعة بالمغامرات. أجل، ينبغي التصدي لتلك النفوس المغامرة حتى لا تعبث بمقدرات الأمة"

في نهاية يوم السبت الدامي 15 أكتوبر قرأت تصريحاً للدكتور فتحي العزب رئيس إعلامية حزب الإصلاح يقول فيه: غدا ستمر المسيرات من شارع الزراعة والقاع وبعده سنمر من شارع حده وبعده سنمر من أمام الرئاسة ولا يمكن لأحد أن يحدد لنا من أين نمر فالأرض أرض اليمنين ولليمنيين الحق في ان يسيروا في أي مكان من بلادهم.

هذا يعني بأن القتلة والمستهترين بالدم اليمني يصرون على تواصل مسلسل الدم والحزن اليمني في الأيام القادمة والله المستعان.