صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
وضع الرئيس صالح أصابعه في أذنيه وأدار ظهره لمن كانوا حوله من الشرفاء الذين نصحوه بالالتفات لقضايا شعبه كي يخلده التاريخ كزعيم يمني عملاق، بدلاً من الحرص على حماية ودعم أصحاب رؤوس الأموال المشبوهة وبعض مشايخ القبائل وقادة الجيش كي يضمنوا بقاءه فترة أطول ووصول الحكم لابنه أحمد من بعده..!
فشل صالح بعدما تعامى كثيرا ورفض أن يصغي لأوجاع وآهات البسطاء من شعبه، وأصر على إرضاء مشايخ القبائل وأصحاب النفوذ طوال 33 عاماً، وفي نهاية مطاف مرحلة حكمه، أجرم حين أوغل في قتل الشباب الثائر ضده سلميا والمطالب بالتغيير والتحرر من براثن حكم العائلة في اليمن.
وعندما اجتمع الفشل مع الرغبة في التوريث ثم الإجرام والقتل، كان لابد من انتزاع السلطة والشرعية من هذا الرجل.. وحقق اليمنيون ذلك فيما يسمى بأربعاء الرياض 23 نوفمبر عندما وقّع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وثيقة طي صفحة حكمه بايجابياته وسلبياته وفق تسوية سياسية توافقية وصفها المتابعون العرب والغرب بأنها تجربه سياسية ناضجة ورائدة في الشرق الأوسط ويجب على بقية الحكومات والشعوب الأخذ بها كي لا تنجر للحروب والتصفيات.
بالرغم من رضا ومُباركة أغلبية الشعب اليمني في الداخل، وإشادة الأخوة والأصدقاء في الخارج؛ لكن ما زال البعض مصرا على رفض الحل التوافقي مشككاً بمدى قدرة التسويات السياسية في تحقيق أهداف الشباب الذين خرجوا مطالبين بالتغيير.. هنا أتفهم دوافع هذا الرفض وذلك أولا بسبب رصيد النظام الكبير في المراوغة والكذب، بالإضافة إلى تأثّر البعض بالخطاب التحريضي التعبوي غير المدروس على مر أكثر من عشرة أشهر، وهذا ثانياً.
رغم ذلك، أدعو هؤلاء إلى استدعاء وتحكيم العقل والموضوعية وتجنيب العاطفة الثورية قليلاً، فالتجارب السابقة في اليمن أثبت لنا بأن الحلول العنيفة والاقصائية غير مجدية في هذا الزمان.. ولذا لابد من القبول بالآخر واستيعاب مخاوفه وتطلعاته مادامت في إطار وطني جامع. فالتسوية السياسية التوافقية والتغيير السلمي التدريجي يعكس سلوكا سياسيا واجتماعيا حديثا للشعوب.. يهدف هذا المزاج السياسي الحضاري إلى السلم والاستقرار والمدنية والحياة التشاركية والتكاملية المنتجة.
عليهم أن يثقوا بأن انتزاع السلطة من صالح بهذا الشكل الحضاري والسلمي وبرعاية العائلة الدولية؛ يعني انتهاءنا من مهمة تغيير الحاكم، وبقي علينا أن نغير من سلوكنا السياسي الرافض للآخر.. يجب أن تبدأ الثورة الثانية.. ثورة المصالحة الوطنية بين كل مكونات المجتمع اليمني، كي نستعد للثورة الثالثة وهي ثورة العمل والبناء والرقي بهذا الوطن. ولن يكون ذلك إلا إذا تصالح وتصافح وتعانق كل اليمنيين.