حقد حوثي دفين ..هذا ماحصل اليوم لخطيب مسجد في إب طلب من المصلين اقامة صلاة الغائب على الشيخ عبد المجيد الزنداني عالم الزلازل الهولندي يحذر من اليومين المقبلين.. ويكشف مكان الخطر القوات الملكية البريطانية تكشف حقيقة استهداف وإصابة سفينة قبالة سواحل المخا اليمنية عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض
عندما سقطت صنعاء تصدّع اليمنيّ من الداخل، ولا يزال يهوي إلى أعماقه. كانت ساعات وحشيّة، بكى فيها اليمني المعاصر كثيراً، وقال الرئيس الإيراني أن ذلك كان نصراً مؤزراً.
اليمني المعاصر عليه أن يعتذر لكل أولئك الذين أحنوه، ثم غلبوه. سألت فتاة من الناجين من مجزرة مستشفى وزارة الدفاع: ماذا كنتِ تسمعين وأنت مختبئة في غرفة الأشعة؟ وهي تمسح الرعب من شفتيها قالت: أصواتاً عالية تصرخ "الله أكبر" وأصواتاً واهنة تردد: أشهدُ أن لا إله إلا الله.
كانت أصواتاً يمنيّة، وكان الحزن دائماً يمنيّاً. ذلك الحزن الذي سيسميه الرئيس الإيراني نصراً مؤزراً، وسيحتفي به الحوثيون بإشعال النيران والرصاص.
على اليمني المعاصر أن يعتذر لكل المنتصرين. عليه أن يشكرهم لأنهم انتصروا عليه، وأن يعتذر كثيراً لأنه أخّرهم، لأنه قاوم قليلاً ثم انكسر.
سقطت صنعاء في الظلام وماتت في وضح النهار. من النقطة الأكثر ظلاماً في تاريخنا المعاصر خرج الغزاة الجُدُد. قبل عشرين عاماً قالت لي أمي: خبثاء. قبل عشرة أعوام قلتُ لها: تغيّروا، غيرتهم الحضارة. قبل أسبوع قالت لي: "سأعود إلى القرية مرّة أخرى، قلتُ لك إنهم خبثاء".
سنتذكر كل التفاصيل، وسنتذكر معها الرئيس العاري. عندما كان لا يزال طفلاً ذهب والده إلى العمل. كانت مهمته نادرة: يسحب بحبل قوي عمّال "التلييس" من الأسفل إلى الأعلى. في مرّة سحب عاملاً إلى منتصف جدار حديث البناء، ثم ترك الحبل وغادر. لم يتبق في ذلك العامل ضلع لم ينكسر. قبل عام تنبّأ علي ناصر محمد لليمن بمصير ذلك العامل. قال إن هادي سيفعل مثل والده.
سنتذكر وزير دفاعه الذي باع الجيش للغزاة ونقل أمواله بطائرات هيليوكابتر. كان مصنوعاً من النسيج القذر الذي صنع منه رئيسه العاري.
75% من اليمنيين تحت السن الثلاثين. لا يوجد لص، ولا قاتل، ولا غازي، ولا قوّاد تحت هذه السن. ثار اليمني الجديد ضد اليمني القديم. ثرنا كأبناء ضد جبن آبائنا. حتى ونحن نثور كانت صدورنا مليئة بالشفقة. حتى وهم ينكسرون كانت قلوبهم معجونة بالشر. انتصر الشر على الشفقة، وسقطنا أمام الماضي.
عندما اكتشفنا كلمة السر خرجنا ولم ننتظر أحداً. لم ننتظر الجيش، ولا الأحزاب، لم ننتظر الآباء ولا السفراء. وعندما فقدنا كلمة السر من جديد استنجدنا بالجيش فاكتشفنا ـ للمرة الألف ـ إنه لا يطلق النيران إلا حين يستدير للوراء! استنجدنا بالمجتمع الدولي، الذي لم يعد له من وجود. حتى نكتشف كلمة السر من جديد علينا أن نعتذر لأولئك الذين انتصروا أخيراً. كان نصراً مؤزراً غمرنا بالأذى والرهبة.
على اليمني المعاصر أن يعتذر للتاريخ، لنفسه، لأبيه، ولخصومه. أن يعترف أنه هزِم ببشاعة جهنمية، وأنه عالق الآن بين السماء الزرقاء الغريبة وأساطير ملك الخواتم المعتوه.
لن تجدي الصلاة، لن تجدي الكلمات، لن ينقذه التاريخ. غير أن هناك حقيقة صغيرة لا بد وأن توضع في مؤخرة الرأس: المنتصرون ينتمون إلى الماضي، المهزومون ينتمون إلى المستقبل. سننتصر يوماً بحتمية آلية، سننتصر في المستقبل لأننا جزء من ضميره، وسيختفون لأنهم لا يجيدون لغته، لأنهم غرباء عليه. سينقرضون عبر عملية انتخاب طبيعية، وسيعيش الأصلح لا الأقوى. حتى ذلك الحين على اليمني المكسور أن يعتذر للقوادين، والغزاة معاً ..
فعندما سقطت صنعاء بكى اليمنيّون وابتهج الرئيس الإيراني. أما الفتاة التي اختبأت خلف جهاز الأشعة فقد سمعت أصواتاً عالية تهتف "الله أكبر" وأصواتاً ميتة تردد: أشهدُ ألا إله إلا الله.
على اليمني المعاصر أن يضع هاتين الصورتين أمام عينيه، وفي مؤخرة رأسه، وأن يتذكرهما جيّداً.