آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

هادي وبعثرة أحجار الشطرنج
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 3 أيام
السبت 24 يناير-كانون الثاني 2015 02:31 ص

كغيري تابعت استقالة الرئيس هادي في خطوة مفاجئة للكثير من الناس ، وكنت قد كتبت قبل هذا أن هادي يقف بين خيارين لا ثالث لهما ، إما ينحاز للحوثيين ويُضْرَبُ بالصميل السعودي ، وإما ينحاز للسعوديين ويُضْرَبُ من الحوثيين الإيرانيين ، أي أنه كان واقفًا حائرًا أمام نقلة شطرنجية قاتلة ( كش ملك ) ، لكن نستطيع القول بعد ما تبين آخر فصول المسرحية العبثية من مأساة اليمن السعيد - من وجهة نظري - أن الاستقالة المفاجئة التي قام بها هادي لا تخرج عن أمرين إثنين هما : 1) أن المخطط يسير في فصل شمال اليمن عن جنوبه ، وإعادته إلى ما قبل عام 90م ، أو 2) أن الأمر ضاق على هادي ووقف حائرًا أمام الضغط الحوثي الكبيــــــــــر الذي لا مناص منه ، ويخشى من المواجهة الكبيرة مع السعودية والشعب اليمني ككل ، فقام ببعثرة أحجار الشطرنج ليعيد اللعبة من جديد ، بتأزيم الموقف اليمني وإيصاله إلى حالة اختناق مريب .
نؤكد أن الإستقالة المفاجئة لهادي لم تكن ذا بعد وطني بتاتًا ، ومن أين تأتي وطنيته وقد عبث بمصير البلاد والعباد والجيش وكل شيء جميل في هذا البلاد ليحقق مآرب إيران الفارسية ؟ ، ولذلك نقول أن ما حصل أو ما سيحصل له من جراء العبث واللعب بالبيضة والحجر لم تعد تنطلي على أحد ، وأن السنن الإلهية تقضي أن الغادر والماكر مهما تآمر لابد أن ينال جزاء غدره ومكره ، والكل يعلم كم هي ضحايا تلكم المؤامرات التي كان هادي سببًا بصورة مباشرة أو غير مباشرة فيها ، وكم دماء سُفِكَتْ ؟ وكم أيتام وأرامل شردوا من كل أبناء اليمن ؟ ولذلك فالإستقالة لم يحزن عليها أحد وهي تحصيل حاصل ، ورفض بعض القوى الخيرة لها من باب أن شرور استقالته فى الوقت الحالي وإدخال البلاد في فراغ دستوري هي السبب ، وليس لشخص هادي الذي أجمع على عدم جدوى بقائه الصغير قبل الكبير ، وكذلك كل المتناقضين فى البلاد ، مع يقيننا التام أن سداد ديون الضحايا لم يُستكمل من هادي وغيره من العفاشيين والحوثيين ، وسيبقى الشعب اليمني هو المنتصر الوحيد إن شاء الله ولو بعد حين ...
ولذلك إن جئنا ننظر إلى الخيار الأول الذي اختاره هادي ، وهو الهروب للجنوب وإعلان الإنفصال ماذا يكون عليه الأمر ؟ نقول إن كان الأمر يسير في إطار المخطط والإتفاق بينه وبين الحوثيين ، وبرعاية دولية ، فأظن الأمر سيسير بسهولة تامة من ناحية الحوثيين ، ولن يؤدي ذلك الأمر بالحوثيين لمعارك استعادة الجنوب من هادي ، لكن بالمقابل يقف أمامه المشروع الإنفصالي العتيد برئاسة البيض وبقية الأطراف الجنوبية الأخرى التي ترى في هادي أنه خائنًا للجنوب بحربه عليه في عام 94م ، يضاف إلى ذلك الإعتبارات المناطقية ( زمرة ، طغمة ) وثأرات يناير ما زالت متجذرة في المشهد الجنوبي حتى الآن ، أما إن كان الأمر في اطار الحل الأخير الذي وضعه هادي لنفسه كحل أخير ، وقد أشرنا إلى ذلك سابقًا في مقال سابق ، حيث قام خلال فترة حكمه بتهيئة الظروف لمثل هذا اليوم ، فأظن هذا الخيار سيقابل بعدة إجراءات معاكسة لطموحه ، ويبدو أنه لم يحسب لهذا الأمر حسابه لاعتبارات كثيرة أهمها : أن الحوثيين لن يسمحوا له البتة بخروجه من صنعاء ولا مغادرة قصره ، حتى وإن مكّن عناصره المؤيدين له فى الجنوب ، وساهم بطريقة أو أخرى لأن يقوم الإنفصاليون للتوحّد تحت لافتة الجنوب ، كما هو حاصل الآن بإغلاق المطارات والموانئ ، والدفع باللجان الشعبية للسيطرة على الموقف على الأرض ، ثم إعلان الإنفصال بعد فشل كل الخيارات الممكنة ، فهذا يعني أنه سيُدخِل أنصاره في معركة خاسرة مع التمدد الحوثي الذي سيطال الجنوب ، وسيساهم في استمرار المتعة الحوثية العفاشية والتحالف العسكري والسياسي ، والذي سيقومون بمواصلة التوسع نحو مأرب وتعز واكتساح الجنوب ، ولن يفلح بعد ذلك من إنشاء دولته الجنوبية بتاتًا ، يضاف إليه أنه سيقف لوحده بزمرته في تلك المواجهة ، ولن يقف معه أحد ، وسيساهم كذلك في انفصال إقليم حضرموت بمحافظاته الغنية ..
أما عن الخيار الثاني في موضوع الإستقالة ، وهو بعثرة أحجار الشطرنج وإعادة اللعبة من جديد ، فهو يريد بذلك وضع الجميع بما فيهم الحوثيين في مأزق معالجة مترتبات استقالته المفاجئة ، فأظن أنه لن يفلح في هكذا موقف ، لاعتبارات كثيرة ، منها إن هو عدل عن استقالته ورضي الإستمرار في إدارة شؤون البلاد تحت الضغط أو مناورة سياسية أيًا كانت ، فهو بالتالي سيعود إلى موقعه السابق في رقعة الشطرنج ، وحينها سيضع نفسه مرة أخرى أمام المطالب الحوثية في استكمال السيطرة على البلاد ، ولذلك تجده الآن يحاول أن يظهر نفسه أمام العالم أنه مسلوب الإرادة أمام قوة الحوثيين ، ليعطي لنفسه المبررات للسير في فلكهم ، ويضع الجميع أمام خياري الإستمرار بالوضع الهش ، والصمت عن بلطجة الحوثيين ، ولكل ما يعتمل من قبلهم فى البلاد إذا عدل عن الإستقالة ، ثم المساهمة بإسقاط مأرب والجوف بصورة خاطفة وبمشاركة الطيران كما يريد الحوثيون ، ثم مواصلة مخططاتهم التوسعية ، وهذا معناه أن يقف في مواجهة مباشرة مع السعودية ثم شعب اليمن كاملاً ، الذي لن يصمت على ضياع مأرب ، أو أن يستمر في استقالته فمعنى ذلك أنه يضع الجميع للإحتراب الداخلي بين الأقاليم ، والتي أظنها ستعلن خروجها عن السلطة المركزية ، وانضمامها لإقليم الجنوب ما يعني أن الأقاليم بكلها لن تكون معه وتتجاوزه ، وفي كلا الحالتين لن يستفيد شيئًا من هذا الترتيب الذي يعده ..
ولأن هادي كان يفكر في نفسه أولاً وأخيرًا ، فما أظنه سيستمر في حكمه وفقًا لأطماعه الشخصية أو المخططات الأمريكية المرسومة له فى القضاء على مراكز القوى ، التي كان بعضها عامل قوته وثباته ، فأضاعها من يده ظنًا منه أنه سيُحسن التدبير ، وإذا به في مواجهة مباشرة مع الوحوش التي كشَّرت عن أنيابها عليه دون رحمة ، ، وكان الأولى له أن يسير بالبلاد بما يحقق طموح شعبه لا طموح أبنائه ، وهو الآن يخسر كل شيء حتى ما بقي من كرامته ..