صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
كثيراً ما دأب بعض شبابنا في المُحافظات الجنوبية –مروجو الحراك- إلى نشر أفكاراً وأحلاماً لطالما كانت ولازالت ضرباً من الخيال في نظر العُقلاء ، وكثيراً من المُخضرمين في السياسة اليمنية أمثال " العطَّاس" وهذا ما اتضح بجلاء في برنامج " زيارة خاصة " والذي عُرض مؤخراً على قناة الجزيرة ..
وبالرغم من أن مواقف المُهندس/حيدر أبو بكر العطَّاس .. تجاه اليمن ، قد اتسمت بالحدة والانتقاد للوحدة في كثير من المُناسبات سابقاً ؛ لكني اليوم واحد من آلاف المُتابعين الذين تفاجئوا من موقف هذا الرجل تجاه الوحدة اليمنية في حواره مع قناة الجزيرة مؤخراً ، تحديداً حينما قال أنه لا يتمنى الانفصال ..! في حين أن السلطات اليمنية تعتبره الأب الروحي لحراك اليوم في المُحافظات الجنوبية ، وبالأمس كانت قد وصفته بمهندس حرب الانفصال على لسان والد من وصفه العطَّاس اليوم بالوطني ، إضافةً إلى أن مروجو الحراك جعلوا– كذباً - من هذا الرجل مرجعاً لحراكهم الذي يُطالب بدولة الجنوب العربي المزعومة في حوارياتهم ، حتى نجحوا في جعلنا - نحن جيل الوحدة - نقتنع بكلامهم وبالتالي نمقته ونجعله أحد أخطر السياسيين على اليمن الواحد .. فقد كانوا يحوّرون مواقف الرجل ويعكسونها للشارع بالمفهوم الخاص بأهوائهم ومآربهم السوداوية تجاه اليمن ..!
فقد كشف حوار " العطَّاس " مع قناة الجزيرة ، ما كانت تخفيه " شِلَّة الحراك " من عدم توافق بين أهداف باعوم وتاج من جهة وأهداف العطَّاس وعلي ناصر من جهة أُخرى .. وبالتالي أثبتت أقوال العطَّاس –بطريقة غير مُباشرة -بأن " شِلَّة الحراك" كانت تستثمر بعض مواقفه المُعارضة للنظام اليمني القائم للترويج لأهدافها بين الناس ، راميةً إلى رفع نسبة نجاح مشروع الجنوب العربي في مُخيلة ضعفاء النفوس الذي لا يخلو منهم زمان ولا مكان وبالتالي كسب تأييدهم ..!
وأوضح هذا الحوار – أيضاً – أن هناك هوّة تفصل بين أسلوب تفكير بعض القادة التاريخين لجنوب اليمن ، وبين تفكير بعض الشباب الطائش الذي لم تستغل الحكومة اليمنية طاقاته في خدمة الوطن، واستغلها مأزومون لإشعال فتنة لن تُخمد إن اتقدت .. وهذا أمر طبيعي كون الفئة الأولى – القادة التاريخيون – أصحاب خبرة ويُجيدون العمل السياسي ، ويعلمون أن الوحدة اليمنية ليست لُعبة مُراهقين ، بينما الفئة الأخُرى يعبثون ويفكرون بعواطفهم وعضلاتهم وبطونهم ..!
قبل عرض البرنامج ، استهلك زبانية الحراك وقتاً كبيراً في الترويج لهذه المُقابلة في الأسواق وغرف البالتوك والمُنتديات ، لأنهم كانوا يعتقدون بأن " العطَّاس " سيمتهن استخدام مُصطلح " الاستقلال " أو جُملة " فك الارتباط " وإلخ من خُزعبلات " تاج " في حواره مع المنبر الإعلامي الأشد تأثيراً في الساحة العربية قناة الجزيرة ، وبالتالي يكون هذا نجاح كبير لمشروعهم ، بينما الذي حدث هو العكس ، فقد تسبب البرنامج في تعرية الحراك الذي كان يستأسد بهذا الرجل وهو في الأصل لا يعتمد أهدافهم أهدافاً له ، وربما يُبارك بعض وسائلهم في المُطالبة بالحقوق المشروعة ، وبالتالي كان هذا اللقاء التلفزيوني وبالاً على مشروع الجنوب العربي ، كما أنه أرجع الحراك إلى مراحل مُتأخرة ، وربما قد يُصيب قادته بالتخبط بسبب بعض التصريحات التي أدلاها العطَّاس في هذا اللقاء .
قد تغيَّب عن أذهانهم -المُغطاة بالحقد والأنانية - انه لمن السُخف أن يقوم قائد تاريخي لجنوب اليمن السابق بتكرار ما يُردده بعض مُرتادي البارات في لندن ، أو بعض المُراهقين في غرف البالتوك ؛ من كذب ومُبالغة في تصوير حال المُحافظات الجنوبية .. كما أنه قد غاب عن ذهنهم بأن "العطَّاس " ليس أرقعاً كي يقبل أن يكون ساذجاً أو كاذباً أو مُثيراً للضحك أمام شاشات التلفاز العربية إذا ما جرَّد المُحافظات الجنوبية اليمنية من يمانيتها وتكلم بلسان من يروجون لدولة الجنوب العربي المزعومة ، لأنه يوقن بأن العالم يعلم عن تاريخ اليمن أكثر من اليمنيين أنفسهم .
في الأخير يتآمرون - مكراً - على الفتك بالوطن ، ولكن الله عز وجل خذلهم في هذا الحدث ، كيف لا والله خير الماكرين .
توضيح :
· * الحراكيون ينقسمون إلى قسمين .. الأول: يُطالب بحقوق ، والثاني من تحدثنا عنهم في مقالنا أعلاه .