ذهبنا إلى عدن
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 5 أيام
الخميس 25 يونيو-حزيران 2009 07:49 م

رحم الله شاعرنا الفلسطيني الثائر "محمود درويش" فهو صاحب الحق الأدبي لهذا العنوان( ذهبنا إلى عدن) الخاص بنصه الشعري الذي نظمه عندما ذهب إلى عدن.

استدعيت العنوان لأني قبل أيام زرتُ عدن، فكانت هذه الزيارة غير كل زيارة لهذه المدينة الجميلة بمكوناتها وبأهلها الطيبين..

زُرتها لحضور زفاف صديق عزيز من أبناء يافع.. وقد أخذتها فُرصة لمُحاكاة الناس في المُحافظات الجنوبية كوني من المُتابعين للقضية الجنوبية وأحد من يكتبون عنها.

لا أخفيكم أني كأي مُتابع لبعض الأخبار (بمعنى اصح الأكاذيب) التي يروّج لها بعض زُرّاع الفتنة في بعض المواقع الإخبارية الالكترونية؛ قد انتابني شيء من التوجس مما ستحمله النفوس في عدن بعد تلك الحملة الشرسة التي شنها بعض مرضى القلوب على كل ما هو قادم من المُحافظات الشمالية، والتي تم فيها بحثاثة ووتيرة عالية تشويه وتقبيح أبناء المُحافظات الشمالية.. فهو- حسب ما يقولون- المجرم واللص والمُعتدي والمتسول والمُتخلف .. إلخ من الأوصاف التي سيسألهم الله –لاشك- عنها يوم يقفون بين يديه..!

هذه الفئة نفسها التي نشرت تلك المفاهيم والأوصاف؛ قامت أيضاً مؤخراً بنشر شائعات مفادها أن أبناء المُحافظات الجنوبية يقاطعون أبناء المُحافظات الشمالية .. فلا يؤَجَّر للشمالي وأن الشمالي- على حد تعبيرهم- لا يدخل الأسواق ولا يبيع أو يبتاع بسبب مقت وكره الجنوبي له .. وإلى غير ذلك من الأكاذيب التي لن يرضاها دين ولا خُلق ولا عُرف إن حدثت حقاً في الواقع.

للأسف بهذه التصرفات يُصوَّر أبناء جنوب اليمن بأبشع الصور من قِبل (بعض) مرضى النفوس، والهدف هو صنع برزخ اجتماعي وزرع الحقد والغل بين أبناء الوطن الواحد.

نعم.. هناك امتعاض وانزعاج في نفوس الكثير من أبناء جنوب الوطن، بسبب أوضاع اليمن المُزرية والتي تؤرقنا جميعاً؛ لكن هذا لا يعني أنهم عنصريون كما يصورهم بعض مرضى القلوب مرتادي شبكة الانترنت، فأبناء جنوب الوطن اكبر من أن يُمثلهم بعض الهمج الذين اعتدوا بالضرب على ضيوفهم فريق أهلي الحديدة لكرة القدم عندما زار الضالع قبل أشهر.. كما أن أبناء جنوب الوطن أكبر من أن يُمثلهم بعض المُخربين الذين اعتدوا على بعض المحال التجارية الذي يملكها أشخاص من المُحافظات الشمالية في المُكلا ..!

هنا أعرف بأن أبناء المُحافظات الجنوبية لا يحتاجون لدفاعي عنهم، لكنهم بحق يحتاجون إلى من يُسكِت بعض من امتهن تمجيد واستحسان الأفعال القبيحة التي تصدر من شواذ المُجتمعات، ونشر بعض الإشاعات الخبيثة، لأن هذا الاستحسان للأفعال التخريبية وهذه الإشاعات تعكس صورة شائهة عن أبناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه والله المستعان على ما يفعلون.

في الأخير استغل هذه الورقة للمُباركة لصديقي العزيز الشاب الخلوق الناجح والمُتميز المُهندس" وليد الحمري" بمناسبة زفافه الميمون، كما أستغلها لإرسال شكري الجزل والعميق لأبناء عدن الذين استقبلونا خير استقبال وأغدقونا كرماً وأخجلونا بدماثة أخلاقهم الطيبة، التي لطالما كانت ميزة من مزايا أهل اليمن.. أهل الطيبة والنقاء والكرم.

وقفات :

*حمَّلني أحد أبناء يافع -ممن يؤيدون الحراك السلمي للمُطالبة بحقوق اليمن وليس عقوقها- رسالة إلى رئيس الجمهورية، وفي الحقيقة قد لا أعرف وسيلة لإيصالها لكني سأضعها هُنا علها تصل ..!

طلب الرجل الذي تجاوز العقد الأربعين من عمره -تقريباً- منك يا رئيس الجمهورية أن تستقيل فوراً من حزب المؤتمر الشعبي العام، وأن لا تكون مظلة للمُفسدين كما اعترفت سابقاً، لأن العداء للمؤتمر وبعض زبانيته المفسدين سبب في صنع العداء للوحدة اليمنية كون هؤلاء المفسدين يتمترسون خلف الوحدة بعذر الدفاع عنها، كما أشار على أنه على ثقة بأنكم لو استقلتم يا فخامة الرئيس من حزب المؤتمر الشعبي العام، وقمتم باحتواء جميع الأطياف السياسية أي قمت باحتواء اليمن لا الحزب، فإن هذا من شأنه تقويض الحراك المُطالب بعقوق اليمن وتفتيت وحدته، وهذا يعني تفويت الفرصة على من يريدون النيل من هذا الوطن ... (كانت رسالة وما على الرسول إلى البلاغ) .

* أن تنقطع المياه عن المواطنين في عدن فهذا شيء مؤلم، لأني لا أستطيع أن أتخيل منطقة حارة مثل عدن دون ماء لساعات، فما بالك بأيام كما يحدث في منطقة "التواهي" بعدن هذه الأيام .. فالتقوا الله في الناس وجدوا الحلول التي تُحاكي همومهم وتُعالجها بدلا من المؤتمرات والمهرجانات والاحتفالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع..!

* قبل أيام ظهر لنا "علي البِيض" عبر وسيلة من وسائل الإعلام مؤكداً –وقد كذب- بأن حراك من يُنادون بعقوق اليمن وفك الارتباط على حد تعبيرهم؛ إنما هو حراك سلمي ..!

ولا أدري بحق .. هل غابت عنه تلك الصور التي بثتها وسائل الإعلام العربية والتي أظهرت مسيرات بعض الفوضويين في الحراك وهم مدججين بجميع أنواع الأسلحة بالتحديد في أبين والضالع ؟ فكيف لها أن تكون سلمية ؟

صدق أخوننا المصريين حين قالوا ( الذي اختشو ماتوا ..! )