ثرثرة من عدن..
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 21 يوماً
الأحد 09 أغسطس-آب 2009 06:18 م

أنت لا تختلف مع الله ، فمعركتك كإنسان في الأرض وليس في السماء ، حد تعبير سياسي مخضرم معروف، لكن الذي يحدث أن الأمور هنا في عدن يراد لها أن تكون كذلك ، وعلى نحو فيه من الكهنوتية ما يجعل مصالح ممتهنيها بمنأى عن أن تمس ، وهكذا يصبح كل ما حدث أو يحدث قدر الله الذي لا يمكن رده ، إحالات غير علمية وتبتعد عن كونها كذلك بمسافات تعيدنا إلى الوراء أزمنة شديدة التخلف.

ليس ذلك فحسب ، إن الذين يسعون إلى جعل الحياة أكثر تعقيدا ويعارضون مسار التحولات الايجابية التي تبني مع المدى هدفا منشودا يشمل الكل ، هم من تجدهم في النهاية كهنة أفكار وأساطير وخرافات ، إن ذلك يدعو إلى التعجب الذي يبرز التناقض والتحولات المتطرفة من نقيض إلى نقيض أكثر جمودا وانغلاقا.

الله لا ينكر ، وليس المعركة معه ، فهو في سماءه يتجلى وكفى ، لا نشجع التصادم مع معتقدات المجتمع ، بقدر ما نسعى إلى استجلاء أسباب ما يحدث بهدف إبراز الحقائق ، ومد الشعب بهول وفداحة ما مارسه نصر 7-7 ليتبين له أن الانفصال الأساسي يأتي من الشمال وأن الجنوب أبعد ما يكون ، وأن الذي يحدث هو نتيجة أفضت إليها ممارسات مركزية نهبوية جشعة أتت على كل ما يمكن أن يشكل نواة لنهوض أشمل وأرقى وأنيق رائع ، فالناهبون وإن اختلفت مراكزهم ومناطقهم هم جميعا انفصاليون ، ذوي تفكير ونفس واحد يصب في مجرى التحولات السلبية التي تسلب الوطن إمكانية تحوله الى وطن حقيقي يستوعب كل أبناءه.

لن تجد من يمدك بما يعزز من إمكانية الكتابة عن ما يجب الكتابة عنه ، ثمة تسييس موغل في تنظيرات وأوهام لا تخدم الا التربيت على كتف هذا الوضع ومد صناعه بمزيد من الطمأنينة كي يمارس عبثه بثروات البلاد وإمكاناته التي كانت ستعزز قوة الاقتصاد الوطني وتبقيه بمنأى عن التسرب الذي يذهب إلى غير مكانه...

لو تساءلنا مثلا عن مصنع الأوكسجين بـ"كريتر"منطقة حقات من الذي استولى عليه ؟ سنجد أن رأس السلطة ضالع في عملية نهبه ، إنه يقع اليوم ضمن أملاكه الخاصة ، هذا ما يؤكده بعض الذين يتحدثون بهمس ، إن الخوف لن ينجز لنا وطنا حقيقيا متقدما ، إذا كنت الكلمة مرتجفة ، والقلوب واجفة ، وإذ1ا كنا خائفين على ذواتنا ننشد البقاء لقاء وجودا ضعيفا لا يصنع تقدما أو ينجز تحولا ، الذي يراد له هو أن يظل الوضع هكذا..!!

مطار عدن الدولي كان ضاجا بالحركة ، لكنك الآن حين تصل إليه تشعر أنه منطقة شبيهه بتلك الصور التي تظهرها الأفلام الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية ، لا ترى إلا هناجر، وبقايا زنج خاوية ، كما لو أن المطار تحول إلى منشأة تاريخية قديمة ، إن المتنفذين في المركز المقدس ، حرصوا على نزول السواح والمسافرين والمغتربين من أجل أن تمتلئ فنادقهم بالزبائن وتتحرك سيارات التاكسي خاصتهم للنقل والغرض مزيدا من الدولارات ، إنهم لا يريدون ان تنتعش عدن ، فالمركز يريد أن يكون كل شيء له ، وما عداه فعليه السلام.

مطار عدن مطار يتميز بكونه مفتوحا خبراء في شركة هندسية عملت دراسة عن صلاحيات المطارات في اليمن وتوصلت الى أن مطار عدن هو أنسب المطارات ويختلف عن مطار صنعاء في أن الأخير تحيط به الجبال من مختلف الجهات.

الماضي حين يستحضر ، لا يستحضر إلا كطقوس سحرية تثير الخلاف ، فيما المستقبل اليوم يستولي عليه المستفيدون من ماض تحفه ألغازا وأوهاما تروى بغرض الذهاب بعيدا عن ما يجب أن يقال، إن ثمة إشكالية تتمثل في أنك حين تبحث عن معلومة تستوجب النشر للرأي العام ، لا تجدها إلا بعد أن يكون قد نالك رشح التوجسات التي ليس لها ما يبر.

من أهم المصانع التي كانت في عدن ، مصنع الغزل والنسيج ، والبسكويت ، والأحذية ، والمنتجات الحديدية ، مصنع الطلاء والرنج"الاميلشن"، ومصنع المواد البلاستيكية، ومصنع الطماطم الذي تم نقل معداته إلى محافظة تعز ، كانت مزارع الطماطم بجانبه وكان نقلها إلى المصنع يتم بسهولة ، وبدن تكاليف تذكر.