آخر الاخبار

الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين تقرير أممي مخيف يكشف: ''وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات''

الحوثي، هل هو في طور الانتقال من موقع الضحية الى موقع الجلاد؟
بقلم/ نبيل سبيع
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:04 م

يبدو أن عبدالملك الحوثي في طور التحول إلى صورة القادة السيئين الذين أنزلوا بأسرته أبشع الجرائم والإنتهاكات والتنكيل مع طائفته أيضا طيلة السنوات الماضية، وهذا خبر سيء للغاية لجميع اليمنيين وفي مقدمتهم جماعة الحوثيين تحديدا.

فمنذ عدة أيام، وأمين عام نقابة الصحفيين الزميل مروان دماج يبذل جهودا مضنية مع قيادات الحوثيين في صعدة من أجل إطلاق سراح عدد من الزملاء الصحفيين الذين توجهوا الى منطقة دماج لتغطية الأحداث الجارية هناك وتعرضوا للإحتجاز ومصادرة بعض متعلقاتهم الشخصية من قبل عناصر تابعة للحوثي، لكن جهوده لم تفض الى نتيجة حتى الآن وحتى بعد تدخل عديدين تربطهم علاقات جيدة بقيادة الجماعة. هذا يذكرني بالانتهاكات التي تعرضت لها الزيدية والتي تمخضت عنها جماعة الحوثي طيلة الفترة 2004- 2010 كما بالجهود المضنية والحزينة التي كانت تبذل لإطلاق سراح المعتقلين منهم من قبل أجهزة أمن نظام صالح. لذلك، فاحتجاز الزملاء الصحفيين محمد الأحمدي، حمود هزاع، مختار الرحبي والمصور فاروق الشعراني والإنتهاكات غير المبررة والخطيرة التي تعرضوا لها ومايزالون لن تلحق الأذى بهم فقط وإنما بسمعة الحوثيين التي تشكلت طيلة السنوات الماضية وخلال فترة الثورة في الأساس.

الحوثيون جماعة كانت ثمرة الإنتهاكات والجرائم الممنهجة ضدها من قبل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه في المعارضة. وبالرغم من أنها لم تلق التعاطف الوطني الذي تستحقه شأنها في ذلك شأن الحراك الجنوبي ومختلف فئات المجتمع التي تقع تحت طائلة التنكيل الجماعي، إلا أن هذا ليس بسبب عدم تعاطف اليمنيين بل بسبب غياب القنوات السياسية والإعلامية التي تحشد هذا التعاطف وتعبر عنه، ولهذا اقتصر التعاطف على شرائح صحفية وحقوقية ومدنية قادرة الى إيصال صوتها الى حد ما. وقد شكل هذا التعاطف جزءا مهما من سمعة الجماعة وقوتها على السواء.

غير أن ممارسات الحوثيين اليوم أصبحت على مايبدو تستلهم سلوكيات من كانوا بالأمس ينتهكون حقوقها وينكلون بها وتعيد صب هذه الإنتهاكات على ضحايا جدد وهذا سيفقدها رصيدا كبيرا من التعاطف في اليمن وخارج اليمن، وبالطبع سيخصم قدرا لا بأس به من قوتها المعنوية والمادية أيضا على المستويين المحلي والدولي. وإلا ماذا نتوقع بعدما حدث للمنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تم طردها بشكل غير لائق وغير مبرر والتي توجهت أصابع الإتهام في هذا العمل الى الحوثيين أيضا؟

إن سمعة الحوثيين باتت اليوم على المحك ويتعين على قادة الجماعة وحكمائها القيام بعملية إنقاذ لهذه السمعة والرصيد السياسي الذي كونوه في الفترة الماضية التي شكلت مرحلة الضحايا بالنسبة إليهم في نظر الإعلام المحلي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان. ولاشك ان عبدالملك الحوثي وكل القيادات التي معه في أمس الحاجة اليوم لمراجعة أدائهم وأداء جماعتهم في الميدان بما يكفل إزالة غبار الأخطاء والأوساخ التي أخذت تحجب صورتهم السياسية الجيدة نسبيا مقارنة ببقية الجماعات المسلحة، وهذا ما لن يتأتى بدون الإقلاع عن ممارسات الجلاديين التاريخيين في اليمن الحديث.