آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

الانتخاب بالكلاشنيكوف
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 10 أيام
الخميس 23 فبراير-شباط 2012 04:23 م

لم تكن الصورة التي نقلتها الجزيرة عن سير الاقتراع يوم 21 فبراير في عدن، كما في كل محافظات الجنوب كاملة الدقة لكنها قدمت تلخيصا شبه كامل، للمشهد الأمني قبل الانتخابي في الوقت الذي يفترض أن يذهب الناس لانتخاب رئيس هو منتخب بصورة مسبقة لغياب التنافس ولرغبة الناس المتناهية في إسدال الستار على مرحلة هي من أكثر المراحل مقتا في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، في وقت كهذا كانت ساحة العديد من شوارع عدن وضواحيها أقرب إلى ساحة قتال لم أر له شبيها إلا شوارع ضحيان والطلح في أوج حروب صعدة الرابعة والسادسة أو شوارع بيروت في أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي.

لا أستبعد زرع الأجهزة الأمنية لمندسين يرتكبون ما ارتكب في عدن وغيرها باسم الحراك، لكن هذا كله لا يمنع الحراك وهيئاته من إدانة ما ارتكب باسمه، لأن إزهاق روح إنسان واحد من أجل إفشال الانتخابات أو من أجل إنجاحها أمر مشين ومرفوض والمواطنين الجنوبيين كانوا سيقاطعون الانتخابات دونما حاجة إلى كل هذه المشاهد المأساوية، ومن لم يقاطع لأسباب سياسية فهو سيقاطع خوفا على حياته من شغل العصابات وقطاع الطرق الذين تنشرهم قيادة المنطقة العسكرية وأجهزة الأمن في عدن.

لا أستطيع إدانة أطراف الحراك التي لا تجيد تسويق قضيتها ولا حتى الدفاع عن براءتها من تهمة قتل الأبرياء، لكن المؤكد أن أي سلطة تحشد عشرات آلاف الجنود لحفظ الأمن لا بد أن ترسم خطة وقائية تستبق حصول أي إراقة لقطرة دم واحدة، وليس إزهاق أرواح وإسالة شلال من الدماء من أجل نجاح انتخابات هي ناجحة بناخبين أو بدونهم.

ليس ما نقلته وكالات الأنباء والقنوات الفضائية عن عدن هو كامل الحقيقة بل الحقيقة أن أبناء عدن والمنصورة والقلوعة ودار سعد وغيرها من مدن عدن قد عاشوا يوم رعب لم تشهده من قبل رغم تكاثر أيام الرعب في حياتهم في السنوات الأخيرة.

في كل بلدان العالم يكون الشرطي حارسا لأرواح الناس وإذا ما أجرم مجرم يحرص رجال الأمن على القبض عليه دون إطلاق الرصاص إلا لهذا الغرض فقط بينما في بلادنا مجرد رمي قارورة ماء فارغة بالقرب من أي نقطة أمنية تدفع رجال الأمن إلى إطلاق النار على كل من تواجد ولو بالمصادفة في مكان سقوط قارورة الماء.

ما جرى في عدن يوم 21 فبراير لم تكن السلطة بحاجة له، فالانتخابات مضت وستمضي ولو صوت سكان صنعا وتعز وحدهم لانتخاب عبدربه لاعتبرت الانتخابات ناجحة أما وقد شارك الملايين في هذه الانتخابات فلم تكن أجهزة الأمن بحاجة إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء، وحتى لو سارت الانتخابات في عدن بشكل طبيعي فإن هذا لا يلغي مضمون القضية الجنوبية التي لم تلقها لا عديد الانتخابات التي تمت على مدى ثمان عشرة سنة ولا حملات القتل والحروب والفتك بنشطاء الحراك السلمي الجنوبي.

علينا أن ننظر للانتخابات من زاويتين فمن ناحية تأكد اليوم والى الأبد ذهاب علي عبد الله صالح، وأصبح لليمن رئيس جديد وعبر صندوق الاقتراع التي ظل علي صالح يبتز الناس به، ومن ناحية أخرى على الرئيس الجديد أن يعلم أنه إذا صحت حكاية الـ40 % الذين قيل إنهم صوتوا في عدن ومدن الجنوب فله أن يتصور كم منهم من العسكر وهي مهنة لم يعد يعمل بها أحد من أبناء الجنوب، ومن العمال المتنقلين من غير أبناء عدن والجنوب، ومن المجيشين الذين قدموا للتصويت بنظام الدائرة الواحدة والذين قبضوا بدل السفر وعلاوات السكن، له أن يعلم أن المصوتين من أبناء الجنوب قد لا يصلون إلى 20 %، وربما أقل كثيرا. . . وليس من حقنا أن نطلق الأعنة لشرح الأسباب لكننا نطرح السؤال : هلا اعترفنا أخيرا أننا لا نستطيع إجبار أبناء الجنوب على القبول بالوضع القائم والتسليم به على إنه آخر الخيارات وأفضل الحلول، أم إن علينا أن نطرح السؤال للبحث والأجوبة المتعددة والمفتوحة، التي لا تخجل من قول الحقيقة ولا تعترف بمحرمات وممنوعات.

أيها السادة، لقد سارت الانتخابات وكان صوت الكلاشنيكوف والميم طاء في عدن أقوى من كل صوت انتخابي، وفاز الرئيس بعد سقوط القتلى والجرحى، وإشاعة الرعب في عدن ومدن الجنوب، فهلا فكرتم بمعالجة أساس المشكلة أن أننا سنستمر بنظام علي عبد الله صالح :"من مشتقة لا مشنقة فرج" لأننا نخشى أن المشنقة القادمة قد لا تبقي ولا تذر إذا ما ظللنا نتجاهل جذور المشكلة ونتعامل فقط مع نتائجها، كالذي يداوي السرطان بالأسبرين.

برقيات:

*كان مذيع الجزيرة حسن الشوبكي موفقا في نقل الصورة في عدن وما جاورنا وقد تفوق على زميلته غادة عويس التي أصرت ألا ترى في الجنوب إلا مجموعة من الانفصاليين الذين لا قضية لديهم إلا الانفصال فقط..

* لم يكن الأخ علي سالم البيض موفقا في التهنئة للشعب الجنوبي في الوقت الذي كانت النائحة تنوح والمشييعن يشيعون الضحايا، كان سيوفق لو إنه أدان استخدام القوة من قبل من ينتحلون اسم الحراك زورا، وأعلن براءة الحراك من تهمة استخدام السلاح في فعالياته.

* قال شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري:

من موطن الــــــــثلج زحافا إلى عدنِ *** خبت بي الريح في مـــهرٍ بلا رسنِ

كأسي على صهوة مـنـها يصـفــقـــها *** ما قيّض الله لي من خلقه الـــــحسنِ

من موطن الثلج من خضر العيون بهِ *** لموطن السمر من سمراء ذي يزنِ

من كل ملــــــــــــتفَّة الكشحين ناعمةٍ *** مـيـادةٍ مـثـل غـصـن الـبانـة اللـدنِ