آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

  من ينقذ اليمنيين من أحزانهم ؟
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 22 يوماً
السبت 10 فبراير-شباط 2018 05:11 م
 

الحديث قد يبدو مكررا ولكن ما يحدث داخل اليمن من تفاقم للأمراض والدمار، ومعاناة تزداد قسوة على الناس، لم يعد معه ممكنا إلا الاستمرار برفع الصوت عاليا لإيجاد حل يوقف النزيف والدمار الهائل وتراكم الأحقاد، وعلى اليمنيين الذين لا يرون سوى الحل العسكري عنوانا وحيدا للخروج من هذه الدوامة أن يتذكروا أن الضحايا الذين سقطوا في ميادين الحرب وقودا للصراع على الحكم تحت شعارات «المسيرة القرآنية» و«الدولة الاتحادية»، لا يرون في هذه اللافتات البراقة أي قيمة، فهي خالية من المضمون عند الأم التي فقدت أبناءها وعند الشباب الذين ضاعت أحلامهم، كما لا تعني الكثير عند الموظف الذي لم يستلم راتبه منذ أشهر، ولا يقيم لها وزنا إنسان أقعدته الأمراض.

محزن ومخجل للغاية أن يتنازع قادة الحرب الأهلية ووسطاؤهم كل ما يصل إليهم من مداخيل قد تبدو شحيحة، ولكنها حتما قادرة على تدبير أقل القليل للناس، ويكفي هنا الإشارة إلى ما يصل إلى المتنفذين في الطرفين من عائدات لا يعلمها إلا الله، ثم هم مقدارها وكيف يتم صرفها، إذ قام فيه (الانقلابيون) في صنعاء بمصادرة كل الصناديق التي ساهم فيها المواطنون على مدى سنوات طويلة، مثل صندوق الضمان الاجتماعي فضاعت مدخراتهم، وعائدات الشركات التي تساهم فيها الدولة، مثل شركات الاتصالات والتبغ والكبريت وكثير غيرها، وجرى ومازال كل هذا دون مراقبة ولا محاسبة تحت عنوان (المجهود الحربي).

في الجانب الآخر تمتلك الحكومة (الشرعية) قدرا من الإيرادات تستهلك أغلبه في تدبير مصاريف وزرائها وموظفيها في الخارج، ولكنها في المقابل لم تتمكن من الإفصاح عن الرقم الحقيقي ولا أعلم إن كان ذلك راجعا إلـى عدم تمكنها من السيطرة على المنافذ التي تقع تحت مسؤوليتها، أم أن القائمين عليها لا يتبعون سلطتها، وفي الحالتين فإن ذلك قصور من الواجب الإعلان عن أسبابه حتى لا تبدو متسامحة مع عملية نهب منظمة فتزداد الاتهامات لها، كما أن شكوكا كثيرة تدور حول إيرادات شركة الطيران اليمنية التي صارت قيمة تذاكرها هي الأعلى عالميا، ولا يعلم أحد مصير إيراداتها المتضخمة ناهيك عن مبيعات النفط والغاز.

لقد ذكرت كثيرا وعرضت الأمر على المهتمين بالشأن اليمني بأن نقل البنك المركزي كان قرارا سياسيا صرفا بطبيعة شخصية لم يراع التبعات المالية والاقتصادية، وتسبب في توقف صرف مرتبات كل قطاعات الدولة وأقحم الناس في معركة بين طرفين لا يراعيان أن أغلب المواطنين يعيشون علـى الراتب فقط ولا يمتلكون دخلا غيره، وأصبح لزاما الآن إعادة تشكيل إدارة البنك المركزي من شخصيات اقتصادية محايدة بكفاءة عالية وتجربة مالية كافية تشرف على كل الموارد التي يجب أن تذهب إليه، مع استمرار الضغط لإجبار الحوثيين على تسليم ما يجنونه من موارد ضخمة، ويجب هنا التذكير بأن كل الاتهامات التي وجهت للمحافظ السابق محمد بن همام اتضحت سطحيتها وعدم صدقها وتم الترويج لها لتشويه سمعته رغم مهنيته المشهودة وحياده التام.
يعيش اليمنيون فترة هي الأشد ظلمة وحزنا ومعاناة في تاريخهم، ويزيد من مراراتها أن حكامهم الافتراضيين تخلوا عن بعض مسؤولياتهم الأخلاقية وتفرغوا لتأمين مستقبلهم وأسرهم، فوقعوا بين سلطة (انقلابية) في صنعاء تدير شؤون المواطنين الذين يعيشون في محيط نفوذها بالقمع والترهيب والابتزاز، وأخرى تعيش بعيدة عن هموم الناس مكتفية بالدعم الإقليمي والدولي، ومن الواجب على قيادة التحالف (خصوصا الرياض وأبو ظبي) مواصلة جهودها لانتشال الأوضاع المالية والاقتصادية من الهاوية التي بلغتها وليس ذلك بضخ المزيد من الهبات والقروض ولكن بممارسة دور الحليف الكامل للحكومة الشرعية ودفعها لتقليص العبث المالي؛ لأن الناس فقدت ثقتها في مصداقية ونزاهة كل الأطراف المحلية.