|
مرّت القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأربع مراحل حتى وصلت إلى وضعها الحالي، وقد وضّح الباحث (عبد الإله شايع) المُتخصص في دراسة ومتابعة قضية تنظيم القاعدة هذه المراحل كالتالي:
المرحلة الأولى هي مرحلة (الأساس)، والتي تمّت في أفغانستان، حيث تم استقطاب المُقاتلين من شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن والسعودية، وبدأت هذه المرحلة منذ منتصف الثمانينيات حتى بداية التسعينيات..
< المرحلة الثانية وهي مرحلة (الاستكشاف)، وقد تم في هذه المرحلة البحث عن المناطق الجغرافية التي يمكن إدارة أنشطة وعمليات التنظيم من داخلها، كما تم في هذه المرحلة أيضاً إرسال مقاتلين إلى اليمن لتنفيذ عمليات اغتيالات لبعض أفراد في الحزب الاشتراكي اليمني، بالإضافة إلى تنفيذ عملية الرياض سنة1996م عن طريق جماعات جهادية لم يكن قد أطلق عليها اسم القاعدة بعد.
< المرحلة الثالثة وهي مرحلة( البناء التنظيمي)، وهذه المرحلة تزامنت مع الغزو الأمريكي للعراق، وتميزت هذه المرحلة بأن أعضاء القاعدة قاموا بالترويج الفكري للتنظيم وإصدار الأبحاث والمؤلفات العلمية التي تبلور وتمنهج الفكر القاعدي وتصنع له المُسوغات الشرعية.
< المرحلة الرابعة وهي مرحلة (الاستعصاء) وهي الوضع الحالي للقاعدة والتي تخوض فيها حرباً مع دول العالم بطرق ووسائل وأدوات ليست تقليدية..!
هذه المراحل وما تضمنتها من متغيرات، تُشير إلى أن تنظيم القاعدة يملك هدفاً عقائدياً واحداً وهو استهداف أي كيان غير مسلم.. لكنه يتعدد في وسائله، بل إن هذه الوسائل تتغير من وقت لآخر وتتكيف مع مُتغيرات المُناخ السياسي والاجتماعي و حتى الاقتصادي والعلمي، حيث تتطور هذه الوسائل حسب احتياج التنظيم لها وإن كانت بعض هذه الوسائل والطرق مكروهة في الشريعة الإسلامية ولكن التنظيم يجد لها المُسوغات والمُبررات التي تستند على بعض الجوانب الشريعة..!
ففي السابق، كان فرد تنظيم القاعدة تقليدياً في مظهره وسلوكه وحتى في تعليمه.. أي كان الفرد المؤمن بالفكر الجهادي أو القاعدي، باللحية الطويلة وربما بالثوب القصير والعمامة وغيرها من المظاهر التقليدية، لكن أفراد القاعدة اليوم قد يكونون خريجين أكبر الجامعات الدولية، ويلبسون ملابس تواكب الموضة الغربية ويعلقون على صدورهم القلادات ويحلقون رؤوسهم بأشكال لا تختلف عن تشكيلات الفنانين والمغنين والممثلين، والهدف من ذلك هو إبعاد التركيز والرقابة عنهم. ويجدر بنا أن نذكر هنا الطريقة التي استخدمها أفراد التنظيم الذين نفذوا عمليات تفجير القطارات في بريطانيا، فقد استأجروا شقّة فوق ملهى ليلي ليقوموا بصنع المتفجرات فيها، وذلك كي يبعدوا الأنظار والشكوك عنهم..!
مؤخرا في اليمن، قام المدعو( طارق الفضلي) والذي يؤوي بعض من يسمون أنفسهم بالمجاهدين في أبين؛ برفع علم الولايات المتحدة وهو يستمع للنشيد الوطني الأمريكي في باحة منزله، فهل هذه وسيلة جديدة من وسائل تنظيم القاعدة؟ حيث يهدف منها إلى إيهام الغرب بأنه حريص على مصالحها كي تساعده بدورها على تجزيء اليمن وصنع فوضى فيها، وبالتالي تتهيأ له الأجواء لتأسيس دولة قاعدية بعيداً عن عصا واستقرار الوحدة اليمنية؟
أفراد القاعدة يحلقون لحاهم وهم يؤمنون بأن حلق اللحية حرام كما يقولون، وذلك بهدف إبعاد الشبهات عنهم وهذا يُساعدهم على تنفيذ عملياتهم بإتقان.. وأعتقد أن المدعو(الفضلي) أيضاً بذلك العمل قد حلق لحيته القاعدية بهدف الوصول إلى الحلم القاعدي الأكبر، وفي آخر المطاف سيقولون (الحرب خدعة، والغاية تُبرر الوسيلة ..!)
Hamdan_alaly@hotmail.com
في الأربعاء 10 فبراير-شباط 2010 04:18:19 م