أبكى الحاضرين لمأساته الإنسانية من أثر التعذيب الوحشي في سجون ومعتقلات اليمن.. هددوه بتهمة أخلاقية مخلة بالرجولة والشرف "اللواط"

الإثنين 23 إبريل-نيسان 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ـ ناس برس- عبد الله قطرن
عدد القراءات 5994

نظم ائتلاف منظمات المجتمع المدني"أمم" ندوة حول "الاعتقالات خارج نطاق القانون" شارك فيها عدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين والبرلمانيين والإعلاميين والمهتمين،

الندوة التي أقيمت صباح اليوم الاثنين خصصت جزءاً كبيراً من برنامجها للاستماع إلى "شهادات حية" من قبل بعض المعتقَلين السابقين وضحايا الاعتقالات الأمنية الذين أدلى عدد منهم بشهادات خطيرة وتفاصيل مثيرة رووا فيها قصصاً مؤلمة عن تجارب مريرة ومعاناة مأساوية تعرضوا لها في السجون والمعتقلات الأمنية..

قصة المواطن/ شايف علي الحيمي –في الثلاثينيات من العمر- كانت هي القصة الأكثر إيلاماُ وتأثيراً من بين القصص العديدة التي استمع لها الحاضرون، خصوصاً وأن صاحبها"شايف" الذي كان يحكي تفاصيل معاناته قد ظهر أمام الملاء بيديه المشلولتين تماماً وجسده المثخن بآثار الحروق والجروح من أثر التعذيب الوحشي الذي قال إنه تعرض له أثناء فترة اعتقاله التي استمرت أكثر من نصف شهر في جهة أمنية لايزال يجهلها كما يقول..

شايف الذي أبكى الحاضرين وهو يسرد بعض التفاصيل المقززة من حكايته، قال بأن سبعة أشخاص داهموا منزله بعد منتصف الليل في أحد الأيام وأخذوه من بين أولاده وزوجته ثم اقتادوه معصوب العينين إلى جهة مجهولة لا يعلمها حتى الآن..!

وفور وصوله أجبروه كما يقول على خلع ثيابه كاملة ثم صبّّوا فوق رأسه وجسده كميّة من المياه الساخنة حتى شعر حينها بأن جلده قد تهتّك أو"اختلس"بحسب تعبيره،

وأضاف شايف قائلاً: "كلما كنت أصرخ من الألم والقيود التي شدّوها على يديّ ورجليّ وعلى بطني ، كان المحققون يشتدون في ضربي وحين كنت أصيح من شدة العطش وأطلب ماء للشرب كانوا يرشونني بماء بارد ويسكتونني بالقوة.."!

وتابع الحيمي:"حين كنت أصيح وأصرخ بلا شعور من شدة الألم كان أولئك المحققون يأتون بقارورة مملوءة بالبول-أعزكم الله- ويشرّبوني إياه بالقوة ثم يصبون الباقي على رأسي ،

ومرة يأتون بصابونة غسيل ويضعوها في فمي ويربطوه لفترة طويلة، وفي مرات عدة كان المحققون يقومون بوضع حذاء في فمي كما كانوا يضربونني في أذني بحذاء غليظة من أحذية العسكر المعروفة بـ"البيادة" حتى تعطلت أذني اليسرى تماماً ولم أعد أسمع بها ".!

ويضيف شايف: كان المحققون يأتون بمزمار ويفتحون أغاني بصوت عالٍ ثم يجبرونني على الرقص وأنا في حالة متعبة من شدة التعذيب..!

وبعد حوالي ستة عشر يوما من التعذيب المتواصل –كما يقول شايف- تم نقله إلى البحث الجنائي وهو مطروح ومغطى ببطانية لعدم مقدرته على الحراك، وهناك وضعوه في زنزانة ضيقة لا تزيد مساحتها كما قال عن (متر في نصف متر)..

ثم قال شايف بأنه تعرض لضغوط شديدة لإجباره على التنازل "وتم الضغط على والدي للتنازل وتم تهديدي بأنني إذا لم أتنازل فإنني سأقدم إلى المحاكمة بتهمة أخلاقية مخلة بالرجولة والشرف "اللواط"

أما التهمة التي وجهت له واعتقل بسببها فقال شايف بإنها "سرقة هاتف جوال"، منوهاً إلى إنه حين لم تثبت عليه التهمة كما قال، هددوه "أنه في حال اشتكيت أو تكلمت حول التعذيب الذي تعرضت له فسوف يأتون بأطفالي وزوجتي ووالدي ويقومون بتعذيبهم أمامي".

وقد تحدث في الندوة عدد من الحاضرين حول ظاهرة الاعتقالات الأمنية التي تنفذ خارج إطار القانون ، حيث اعتبرت العديد من الكلمات أن تداعيات الحرب في صعده كان لها دوراً كبيراً في تنامي هذه الظاهرة وازدياد حالات الاعتقالات العشوائية التي تجري هذه الأيام خارج إطار القانون..

الدكتور المرتضى زيد المحطوري رئيس مركز بدر العلمي قال بأنه قد حضر إلى هذه الندوة للتضامن مع الدولة" ،متسائلاًُ عن الطريقة التي يستطيع من خلالها من سماهم بالزيود الخروج مما وصفها بوصمة الإمامية، مشيراً إلى أن أغلبية الذين قادوا ثورة سبتمبر كانوا هاشميين على حد تعبيره

المحطوري قال بأن الأمن اعتقل العديد من طلاب مركزه دون قضايا أو تهم واضحة ومن ضمنهم مؤذن الجامع ومن سماه الساقي الخاص به ما جعله يتحمل عبئ نحو سبعين طفلاً وأرملة.

وقال المحطوري نحن أبناء القرآن والسنة والدستور والقانون, نحن في حرب فكرية يستخدم فيها سيف الدولة ونسأل الله أن يجنب اليمن فتن العراق.

وأضاف المحطوري: منعوا "حيا على خير العمل" من الأذان ونحن نقول بأننا مستعدون للصلاة على أذان الجامع الكبير.

وتحدثت أمل الحوثي وهي شقيقة الطفل الحدث أمين عبدالقادر بدرالدين الحوثي-14عاما- الذي تم اختطافه كما قالت في في الـ13 من الشهر الجاري، ردا على خطف أتباع جده بدر الدين مواطنين آخرين،

قالت أمل: لقد فررنا من مديرية ضحيان إلى حارة مذبح في العاصمة صنعاء على افتراض أننا سنكون في العاصمة أكثر أماناً وأجبرنا على ذلك أن أختي كانت في أيام حملها الأخيرة,

مضيفة: كنا نظن بأن الاطفال سيكونون بأمان في صنعاء فعظم مصابنا باختطافه بعد أن قتل والدي وأعمامي وتشريد جدي بدر الدين الحوثي الطاعن في السن وبقية أسرتي الساكنين في ضحيان صعدة والذين لا أعلم عنهم شيئاً حتى الان.

وناشدت حفيدة بدر الدين الحوثي كافة منظمات المجتمع المدني في اليمن والعالم لإنقاذ أهلها في صعدة مطالبة السلطات بإطلاق سراح شقيقها أمين.

وإلى جانب شهادات بعض الضحايا التي ألقيت في الندوة ، تحدث أيضاً عدد من الناشطين والحقوقيين منهم النائب شوقي القاضي و محمد مفتاح والمحامي عبدالرحمن برمان والكاتب الصحفي عبدالرحيم محسن والزميلين عبدالكريم الخيواني وأحمد القرشي وآخرين..

مصدر الصورة: الصحوة نت

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن