إستبعدت تورط ليبيا وأشارت إلى دعم إيراني عبر خليجيين

الثلاثاء 01 مايو 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس ـ متابعات
عدد القراءات 5989

كشفت مصادر عربية اليوم أن تقديرات دوائر استخبارات غربية رأت أن المواجهات الدائرة في اليمن أخطر كثيرًا من التصريحات الرسمية اليمنية المتفائلة. وكشف مصدر دبلوماسي غربي عن معلومات إستقاها من دوائر الإستخبارات الغربية، مفادها أن هناك خسائر كبيرة في الأرواح وقعت في صفوف القوات المسلحة اليمنية، وقدرت دوائر الإستخبارات الغربية حجم الخسائر البشرية بأنها تجاوزت الثلاثين قتيلاً بين الجانبين (الحكومي والتمرد). كما قدرت الخسائر المادية بما يتراوح بين 4 إلى 5 ملايين دولار خلال المواجهات الأخيرة، التي يواج هها نحو 45 ألف جندي حكومي ينتشرون على خمس جبهات للقتال، ولفتت المصادر ذاتها إلى أن هناك نحو خمسة آلاف عائلة إضطرت إلى النزوح من أماكنها بسبب المواجهات الدامية .

ليبيا وإيران

وخلافًا لتصريحات وزير الدفاع اليمني التي قال فيها إن من أسماهم بالعناصر الإرهابية أصبحت مشتتة وليس لديها موطئ قدم في المديريات التي مشطتها القوات المسلحة أخيرًا، فقد تحدث الدبلوماسي الغربي عن حجم قوات التمرد، وقدرها بأكثر من 12 ألف مقاتل يملكون الأسلحة والذخيرة، فضلاً عن الاستعداد القتالي والتدريبات بما قد يؤهلها لخوض ما وصفه المصدر بـ "حرب إستنزاف"، قد يطول أمدها خلافًا للتوقعات المتفائلة.

ويرى دبلوماسيون أجانب يقيمون في اليمن أن النزاع الذي بدأ في 2004 هو الآن في جولته الثالثة، وهي الجولة الأعنف كما يبدو ذلك من خلال ملابسات تحيط بهذه المواجهات، وتطرق الدبلوماسي الغربي إلى الإتهامات اليمنية لكل من ليبيا وإيران بدعم تمرد الحوثيين، فأشار إلى أن معلومات أجهزة الاستخبارات الغربية لم ترصد أدلة على تورط ليبي في دعم التمرد، غير أنها رصدت تورطًا إيرانيًا على نحو غير مباشر، لافتة إلى أن أنصار إيران في الكويت والبحرين يقدمون دعمًا ماليًا للحوثيين، على الرغم من اختلافهم المذهبي، فالحوثيون يعتنقون المذهب الزيدي، بينما شيعة إيران والخليج هم من الشيعة الأثنى عشرية، غير أن ذات المصدر أشار إلى ما وصفه بأن هذا الصراع يستند إلى الخلافات العميقة بين السنة والشيعة المرشحة للتصاعد إقليميًا، خاصة في ظل الأحداث الجارية في العراق على خلفية طائفية .

ويدور تمرد الحوثيين في المناطق المحيطة بمحافظة "صعدة" المتاخمة للحدود مع السعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة، ويقودهم حسين بدر الدين الحوثي، وهم يرفضون نظام الرئيس علي عبد الله صالح، ويسعون لعودة "الإمامة الزيدية"، التي أسقطها الإنقلاب العسكري عام 1962.

وعلى الرغم من أن الجيش اليمني تمكن من قتل حسين بدر الدين الحوثي في أيلول (سبتمبر) 2004 غير أن ذلك لم يحسم الأزمة، فقد إضطلع شقيقاه عبد الملك ويحيى، بمواصلة قيادة التمرد وتجدد القتال في العام 2005، وراح يتخذ شكل موجات من الصدام تخبو وتشتعل، لكنها في ما يبدو لم تحسم تمامًا حتى الآن، وذلك على الرغم من اتفاق المراقبين العسكريين وفي دوائر الاستخبارات، على أن هذا التمرد لن يتمكن بحال من الأحوال من قلب نظام الحكم، لكن هذه الدوائر رأت أيضًا أن المواجهات العسكرية لن تكون الحل الحاسم لهذا التمرد، وهو ما اعترف به وزير الدفاع اليمني في آخر تصريح له قال فيه إنه على الرغم من تصدي الجيش لأعمال القتل والتخريب التي تقوم بها (عصابة الحوثي)، غير أن ذلك ليس كافيًا، مؤكدًا أنه يجب مقارعة الفكر بالفكر، وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية لاحتواء هذا التمرد، الذي يستند إلى أفكار توصف بالمتشددة.