آخر الاخبار

رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق يوجه انتقادا ساخرا  للإدارة الأمريكية بخصوص تعاملها مع الحوثي... من كانوا يحثونا على الانخراط مع الحوثيين لصنع السلام معهم  هم الآن في صراع مع الحوثي وزير العدل يدشن إصدار البطاقة الشخصية الذكية لمنتسبي الوزارة ناطق جماعة الحوثي فليته يثير شكوكا في حقيقة السلطة المطلقة لعبد الملك الحوثي ويرفض توجيهات مباشرة وصريحة .. تفاصيل تمرد داخلي لجنة الأراضي بمأرب: عمليات البيع والشراء في الاراضي والمنازل المؤقتة في مخيمات النزوح غير صحيحة وغير قانونية كونها املاك خاصة مليشيا الحوثي تمنع مرور المواطنين من طريق مارب الجوبة - البيضاء بعد أيام من إعلانهم فتحها من جانبهم .. تركيا تعلن منح اليمن مقاعد في الدراسات العلمية والشرعية .. لقاء يمني تركي على هامش القمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي بإسطنبول وزير المالية السعودي: حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر تضررت ونجحنا في سياسات الاستمرارية واستدامة الاقتصاد قطر تكشف عن استثمارات كبيرة مع السعودية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلن عن اعتماد 9 مليار ريال كتائب القسام تعلن تمكنها من قتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية ''مركبة'' حكومة جديدة في الكويت وتوجيهات لأمير البلاد

اختطاف مقاول في المكلا وإطلاق سراحه عاريا.. بعد تعهده خطيا على مغادرة الجنوب

الخميس 23 يوليو-تموز 2009 الساعة 06 مساءً / مارب برس- خاص
عدد القراءات 19950
 
بصورة هادئة وعادية مروا عليه في الشارع الخامس من منطقة الشرج في مدينة المكلا ، في تمام التاسعة صباحا من يوم الاثنين الموافق20يوليو الجاري وعرضوا عليه مشروع عمارة لهم في منطقة الحلة في نهاية فوة ، وعلى أن يكون هو المقاول الذي سينفذ المشروع ، وعليه أن يخرج معهم إلى منطقة العمل ليشاهد موقع المشروع بنفسه ويعطي ملاحظاته ، ويتم الاتفاق بينهم على بينة .
 

ذهب المقاول عبد الباري قايد فائد الشميري مع ثلاثة مجهولين لم تسبقه إليهم معرفة ، سوى المعتاد والمتعارف عليه في طبيعة المقاولات وأعمال البناء ، ونفسية الثقة المعتادة التي سارت عليها مدينة المكلا وغيرها من المحافظات الأخرى .

وفي الطريق وعلى سيارتهم التاكسي ( يشتهر هذا النوع باسم العنزة ) كانوا يحادثونه بلغة المعني وصاحب الشأن عن سعر المتر ، والمتر المكعب ، ومفردات أخرى من هذا القبيل ، والمسكين في حالة استرخاء وثرثرة يجيب ، فلما تجاوزوا به آخر نقطة للانتشار الأمني باتجاه الحلة سارع الذي بجانبيه إلى تصويب مسدساتهم على رأسه ، ثم تعصيب عينيه بشاله من فوق رأسه ، ولما حاول المقاومة انهالوا عليه بالضرب وتحديدا في بطنه طالبين منه السكوت ، ثم ساروا به إلى منطقة مجهولة وفي طريق وعرة بمقدار ساعة ، وعند وصولهم سارعوا إلى خلع ملابسه طالبين منه البقاء في الشمس هكذا وعلى محله دون حراك أو غطاء أو أكل حتى التاسعة مساء (ليلا ) .

وعند تمام الساعة العاشرة من نفس اليوم أعادوه إلى منطقة (حِلّة) والقوا به في الشارع العام بعد أن اخذوا منه ستين ألف وخمس مائه ريال كانت معه ، والتلفون ، والملابس ، وبصموه على عدد من الأوراق ، لم يكن يعلم مضمونها إلا أن واحدة منها تقضي بتعهد منه على مغادرة (أرض الجنوب) حسب جواب احدهم عند استفساره ، وعاد المقاول على سيارة النجدة عريانا يبسا إلى مسكنه بعد حالة رعب شديدة ويوم نفسي عصيف وعصيب يتذكر ساعاته فيرتجف .

 هذه الرواية المختصرة لحادثة الاختطاف تناولناها بصعوبة من لسان صاحبها بعد حالة من الصمت فضلها أو خيمت عليه ، وعن حقيقة هذا النفر الذي اختطف ، ووجهته , وماذا يريد ؟ وهل استشف المخطوف شيئا منهم على الأقل من بعض سقطات كلامهم أو تعليقاتهم ، أجاب متحدثا لموقع مأرب برس " انه لم يستبن شيئا من الأمر حيث كانوا يستخدمون اللغة الصومالية التي يميزها ولكن لا يستبينها .

أما عن وقع الحادث على الجهات الأمنية ، ومدى التفاعل فان المعنيين بالمتابعة من طرف المخطوف ، وآخرين يقدرون الجهود الأمنية التي لم تتوانى أو تقصر ، وتحديدا شخص مدير امن المحافظة الذي استنفر كل ممكناته في هذا السبيل ، في قضية تعد خطيرة تستهدف الأمن العام والتنمية والسكينة .

الملفت هنا أنها أول مرة ، تظهر فيها القناعة والارتياح وبعض الرضا عن الجهد الأمني في مثل هذه القضايا أو غيرها .

يذكر أن العميد بامشموس تم تعينه مؤخرا على امن حضرموت خلفا للعميد الحامدي ضمن قائمة التعينات الأمنية الأخيرة لأكثر من محافظة .

وتأتي حادثة الخطف عقب الأحداث الأخيرة وتداعياتها في المحافظات الجنوبية وحادثة حبيلين جبر في لحج والتي أتت على ثلاثة من أبناء القبيطة كانوا يعملون في بيع الحلويات ، والتي كانت كرسالة أو جزء من مخطط دشنه ما يسمى الحراك الانفصالي ضد من كان من أبناء المحافظات الشمالية حسب التجليات أو ما يسفر عنه بعض هذا الحراك بنفسه من خلال منشوراته ، ومفردات خطابه التعبوي في المسيرات ومختلف الفعاليات.

الملفت للانتباه هنا في حضرموت هو دخول العنصر الصومالي في الخط وفي النسيج الاجتماعي بتشبيك معقد .

وبطرف من قصة الصوماليين في حضرموت ، فإن مئات تتوافد إلى المحافظة عبر البحر أسبوعيا منذ سنين حتى أصبح لهم في حضرموت مساحات وحارات وعقال ومشايخ ،ونشاط ومزاحمة ، بل إن عدد كبير منهم قد اخذ البطاقة الشخصية والمواطنة اليمنية :

فمنهم من جنسًه(أعطاه البطاقة الشخصية ) الحزب الاشتراكي أثناء أزمة 1994م كورقة لها احتياج يومها .

ومنهم من جنسته قيادة المؤتمر الشعبي العام في المحافظة اثناء المواسم الانتخابية ـــ كصوت انتخابي ـــ من خلال التوجيه للاحوال المدنية بعد حمله البطاقة الانتخابية بقطع بطاقات شخصية موازية كثمن للتصويت في مقابلة عدوه الإصلاح .

ومنهم من قطع لنفسه البطاقة الشخصية بوسيلة الرشاوي وسماسرة محليين مختصين بمثل هذه الأمور.

والمثير للريبة والضحك معا أن هناك من الصوماليين الوافدين من شابك لنفسه نسب من بعيد مع كثير من العائلات والبيوتات الحضرمية العريقة ، فهذا إلى بافلان وذك إلى بن فلان .

ولعل الانفلات الرسمي والأداء السلطوي سيقود إن ظل على هذا النمط في قادم الأيام إلى قصص وملاحم ، سيحفظها ويذكرها عنا آخرون كقصص ودروس في ذات فيلم أو مغناة تعرض ذات مساء.