واصل الطيران قصفه منذ صباح اليوم الخميس لما يعتقد أنه مخابئ يتمترس بها أتباع الحوثي, بعد ساعات من تعهد الرئيس بالقضاء على الحوثيين, وتطهير كل مديريات محافظة صعدة منهم. معتبرا أن قضية صعدة لا تحل إلا عسكريا.

ونقل مراسل مأرب برس مشاهدته صباح يوم أمس, لوحدات من قوات الجيش وهي تتقدم في طريقها إلى صعدة من خط يريم صنعاء, بصحبة مايقارب 20 دبابة من طراز (تي 72) في طريقها إلى صعدة, محمولة على ناقلات كبيرة.

ووفقا لمراسلنا فقد شوهد أعداد من المواطنين و الأطفال وقفوا لتحيتهم على جانبي طريق المناطق التي عبروا منها, متمنين لهم العودة قريبا سالمين, وبادلهم الجنود نفس المشاعر , وفي مشهد مؤثر.

وإلى ذلك شكك خبراء عسكريون يمنيون, بمقدرة القوت النظامية اليمنية حسم المعركة منفردة من دون الدعم الذي وجده النظام في حروبه السابقة, كحربه مع المناطق الوسطى في ثمانينات القرن الماضي و الذي شاركت فيها الحركة الإسلامية في اليمن بفاعلية, وبقيادة عبد الرحمن العماد و الذي استطاع دحر قوات الجبهة المدعومة من النظام الحاكم في جنوب اليمن سابقا، لتسمح بعدها صنعاء بإقامة المعاهد العلمية بدعم من الدولة و أصدر الرئيس علي عبد الله صالح، الذي لم يكد مضي على حكمه لليمن سوى سنتان- القانون رقم 8 بتاريخ 5 شباط فبراير 1980، واعتمده مجلس الشعب التأسيسي، برئاسة القاضي يحيى بن لطف الفسيل

وذكّر الخبراء بمستوى الأداء الذي قدمه الجيش اليمني في أزمة جزر حنيش حينما تفاجئ اليمنيين أن جزرهم أصبحت بيد غيرهم.

واعتبر الخبراء, في حديثهم لـ"مأرب برس", قدرة النظام في صنعاء على ضم الإسلاميين وغيرهم إلى جانبه في حرب صيف 94م - أساس انتصاره على قاعدة الوحدة و تحت إرادة تحقيقها, ورغم اعتقاد الكثيرين حينها أن قوات نائب الرئيس علي سالم البيض- ستنتصر نظرا للترسانة العسكرية التي كانت بحوزته في الجنوب.

وأشار الخبراء إلى أن تنكر الرئيس صالح لحلفائه وتحالفاته مع الإسلاميين- كما وصف يوما في حواره مع قناة للجزيرة -حلفائه بأنهم عبارة عن كروت, استخدمهم بمرحلة معينة واليوم انتهت مهمتها بالنسبة له-حسب وصفة، متسائلين:" ومن الذي سيقبل أن يبقى كرتا و ما هي الأثمان الذي سيدفعها النظام للقوى في اليمن كي تدعمه في حربه هذه المرة بعد فقدانه قاعدته للحوار مع تلك القوى الذي دعمته في حروبه السابقة

وكان تقرير صادر عن الكونغرس الأميركي مؤخرا قد حذر الكونغرس الأميركي من تجاهل صناع القرار الأميركيين فيه من ما أسماه خطورة عدم الاستقرار في اليمن,وتأثيرها على المصالح الأميركية في المنطقة، بسبب موقع اليمن الإستراتيجي المشرف على مضيق باب المندب.

مشيرة التقرير -الذي أعده الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط "جيريمي شارب", والصادر عن مركز أبحاث الكونغرس إلى أن "على الولايات المتحدة أن تركز قدرا أكبر من الاهتمام في ما يحدث في اليمن، بسبب المخاطر التي يمثلها فشل الدولة اليمنية على الأمن القومي الأميركي".

منوها التقرير إلى أن عدم الاستقرار في اليمن يمكن أن يؤثر على الكثير من المصالح الأميركية, وما ه8و أكبر من ذلك, ولما يمكنه أن يؤثر على أمن الطاقة العالمي، بسبب موقع اليمن المطل من جانبين على مضيق باب المندب بين البحر الأحمر والمحيط الهندي