واشنطن:الاضطرابات في جنوب اليمن يمكنها تقويض الوحدة اليمنية, والاتحاد الأوربي:" يمكن أن يصبح اليمن ملاذا آمنا لعناصر القاعدة

السبت 29 أغسطس-آب 2009 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- وكالات:
عدد القراءات 8063

حذر خبراء سياسيون واقتصاديون من مخاطر التحدي التي تواجه اليمن في ظل حكومته الحالية, نتيجة تراجع إنتاج النفط, واستنزاف الموارد المائية, وتزايد حدت تأثيرات الأزمة المالية العالمية على قدرة حكومة الرئيس علي عبد الله صالح في التعامل مع معدلات البطالة المرتفعة والنمو السكاني المتسارع, وانتشار الفقر على نطاق واسع بين سكان اليمن.

وأكد تقرير لوكالة "رويت رز" أن انزلاق اليمن نحو مزيد من انعدام الاستقرار أو حتى الإخفاق الحكومي, قد يعرض جيرانه للخطر- سيما السعودية, إضافة إلى تعقيد الجهود الخاصة بمكافحة تنظيم القاعدة وحماية الممرات الملاحية الدولية من القرصنة في خليج عدن.

اليمن من أفقر الدول العربية, ويواجه تمرد يثور في الشمال, وانفصال في الجنوب, ونشاط مكثف للقاعدة

وأشار التقرير إلى أن اليمن من أفقر دول العالم العربي, ويكافح لمواجهة تمردا يثور ويخمد في شماله وحركة انفصالية في الجنوب فضلا عن نشاط مكثف لتنظيم القاعدة, وفي ظل تزايد القلق الغربي على مصالحة وأمنه واستقراره.

منوها إلى أن القتال الضاري الذي وقع هذا الشهر بين القوات المسلحة اليمنية والمتمردين الشيعة في شمال البلاد, أدى إلى دعوة الولايات المتحدة للطرفين إلى العودة إلى اتفاق الدوحة, الذي أبرم العام الماضي بين الطرفين لوقف إطلاق النار.

قالت واشنطن -في مايو آيار:" أن أعمال العنف في جنوب البلاد و الاضطرابات التي يشهدها الجنوب, يمكن أن يقوض وحدة اليمن.

وحذر مسؤول مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي في مايو آيار من أن اليمن يمكن أن يصبح دولة فاشلة وملاذا آمنا لعناصر القاعدة.

من يحكم اليمن وحكومته التي تآكل حكمها بسبب الفساد وهزلية سيطرتها على مناطق تعج بالسلاح؟!.

يتابع التقرير:"تولى صالح (67 عاما) الحكم في اليمن الشمالي السابق عام 1978 ويرأس البلاد منذ الوحدة مع الجنوب عام 1990 وقد فاز بولاية أخرى مدتها سبع سنوات في انتخابات عام 2006 .

هيمن الضابط السابق بالجيش على الكيانات الديمقراطية الرسمية لليمن من خلال قاعدة نفوذه القبلية في الشمال وشبكات المحسوبية والدعم في القوات المسلحة.

وصوت البرلمان في فبراير شباط على إرجاء الانتخاب ات البرلمانية التي كان من المقرر أن تجري هذا العام الى عام 2011 انتظارا لإجراء إصلاحات انتخابية.

وليس هناك خليفة واضح لصالح. ويواجه عدة تحديات في البلاد التي فيها حكومة تأكل حكمها بسبب الفساد وتمارس سيطرة هزيلة في مناطق يعج فيها السلاح.

ماذا يكمن وراء أعمال العنف المسلحة في الشمال؟

ويتساءل كاتب التقرير عن خلفية الصراع الدائر في شمال اليمن بين الحكومة والحوثي:"بدأ رجال قبائل ينتمون إلى عائلة الحوثي تمردا متقطعا ضد الحكومة في منطقة صعدة بشمال اليمن عام 2004 . وينتمي المتمردون إلى الطائفة الزيدية الشيعية والتي حكم أمامها اليمن إلى أن قامت الثورة عام 1962 .

ولديهم شكاوى اقتصادية ودينية ويتهمون صالح وهو زيدي بمحاباة السنة السلفيين الذين يميلون إلى المذهب الوهابي الذي تطبقه السعودية. وأشارت الحكومة اليمنية إلى أن إيران تدعم المتمردين لكن الأدلة على هذا ضعيفة.

ووقع عبد الملك الحوثي زعيم التمرد اتفاقا للسلام أبرم بوساطة قطرية عام 2007 لكنه انتهك مرارا. وتصاعدت الاشتباكات هذا العام لتصير معارك مكتملة في أواخر يوليو. ووضع صالح شروطا صارمة لوقف إطلاق النار رفضها الحوثيون.

وتقول منظمات الإغاثة أن القتال الذي استخدم فيه الجيش القوات الجوية والدبابات والمدفعية أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من الناس. وقالت منظمة الأمم الم تحدة المعنية باللاجئين أمس أن "حالة الطوارئ الإنسانية الملحة والمعقدة" صارت أسوأ.مما دفع بالمنظمات الإنسانية والاغاثية إلى الضغط على الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي للضغط على الطرفين المتصارعين في اليمن, للسماح للعاملين بالمنظمات الإنسانية للقيام بواجبهم, وتسهيل وصولهم إلى مناطق الاقتتال, والعمل على حمايتهم من قبل الطرفين, سيما في ظل المخاوف التي ماتزل مسيطرة على أطقم الإغاثة بصعدة, بسبب اختطاف وقتل تسعة أجانب في محافظة صعدة الشمالية معقل المتمردين في يونيو حزيران. وعثر على ثلاثة منهم هم ممرضتان ألمانيتان ومدرس كوري قتلى. والباقون مفقودون حتى اللحظة, وهم زوجان ألمانيان وأطفالهما الثلاثة وبريطاني.

لماذا يشعر سكان الجنوب بالاستياء؟

تفجرت أعمال عنف في 28 ابريل نيسان هذا العام في تجمع حاشد لإحياء ذكرى الحرب الأهلية اليمنية عام 1994 والتي هزمت فيها قوات صالح الجنوب الانفصالي الذي كان يعرف قبل اتفاق الوحدة لعام 1990 باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ويشكو سكان الجنوب الذي يوجد به معظم المنشات النفطية اليمنية منذ فترة طويلة من أن سكان الشمال أساءوا استغلال اتفاق الوحدة لانتزاع مواردهم والتمييز ضدهم.

وتحولت مظاهرات بشأن معاشات التقاعد للجيش في الجنوب إلى أعمال عنف في عدن عام 2007 . وتطورت الاحتجاجات حول الوظائف في الجنوب إلى أعمال شغب في العام الماضي, فيما نادى بعض زعماء الجنوب بالانفصال علنا, بسبب ذلك.

ما حجم التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة؟

عانى اليمن الذي ولد به والد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة من موجة جديدة من هجمات تنظيم القاعدة على مدار العام المنصرم. وقالت السعودية أنها تخشى من أن التنظيم يمكن أن يستغل اليمن ليطلق مجددا حملة شنها بين عامي 2003 و2006 للإطاحة بالأسرة السعودية الحاكمة المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وأصدر اليمن قائمة من 38 متشددا مطلوب إلقاء القبض عليهم بعد أن نفذ تنظيم القاعدة تفجيرا انتحاريا أسفر عن مقتل أربعة سائحين من كوريا الجنوبية في مارس اذار.

وغير جناح تنظيم القاعدة في اليمن اسمه الى القاعدة في شبه الجزيرة العربية في فبراير شباط مما أشار الى أنه يهدف إلى إحياء الصراع ضد السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وتعاون اليمن مع واشنطن بعد هجما ت 11 سبتمبر 2001 وهجمات تنظيم القاعدة في الداخل بما في ذلك هجوم على سفينة حربية أمريكية. وقاتل الكثير من اليمنيين القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق بعد غزو عام 2003 .

كيف يسير أداء اقتصاد اليمن؟

يشكل إنتاج النفط ما بين 70 و75 % من الموارد العامة وأكثر من 90 % من عائدات الصادرات. ويبلغ حجم إنتاجه 287 ألف برميل يوميا نزولا من 300 ألف برميل العام الماضي. وكان قد سجل في عام 2002 ما مقداره 457 ألف برميل يوميا. وتراجع حجم عوائد النفط بنسبة 75 % في النصف الأول من العام الحالي بالمقارنة بالفترة نفسها من عام 2008.

ويتوقع البنك المركزي أن ينمو الاقتصاد بنسبة 5% هذا العام وهو أقل من النسبة المستهدفة نتيجة لتأخر مشروع تصدير الغاز الذي تبلغ قيمته خمسة مليارات دولار. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي 4.6 % عام 2008 على الرغم من ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الشهور التسعة الأولى من العام.

ومن المتوقع نمو الاقتصاد بنسبة 7 أو 8 % في عام 2010 مدفوعا بصادرات الغاز الطبيعي المسال والطفرة المتوقعة في المشاريع التي تعمل بتمويل من المعونات الأجنبية. ويقول البنك المركزي ان الدعم للطاقة سيكلف نحو ستة % من إجمالي الناتج المحلي هذا العام.

ويعيش نحو 35 % من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة في فقر. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السكان بحلول عام 2035 . ولحقت بالفقراء أضرار بالغة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء العالمية بنسبة 60 % في عام 2007-2008 م

وأدت الأزمة المالية العالمية الى تباطؤ تدفقات الاستثمار والتحويلات من الخارج. ويقول البنك الدولي ان التوقعات على المدى المتوسط لما بعد عام 2009 هزيلة بسبب تراجع إنتاج النفط.