استقالة أعضاء بارزون من الحزب الاشتراكي

السبت 29 أغسطس-آب 2009 الساعة 09 مساءً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 11545

توقعت أوساط سياسية في اليمن أن تؤثر الاستقالات الجماعية لأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني سلبا على مستقبل الحزب وتؤدي إلى تراجع شعبيته في المحافظات الجنوبية والشرقية التي كان يحكمها قبل الوحدة.

وكان نحو 20 عضوا بارزا من الحزب مقيمين في موسكو قدموا استقالاتهم وأعلنوا تخليهم نهائيا عن الحزب إثر حوار أجراه الأمين العام للحزب ياسين سعيد نعمان مع صحيفة إماراتية اتهم فيه القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن باعوم بتبني مشاريع بعيدة عن مطالب الحراك، وتأكيده على أن قواعد الحزب الاشتراكي تنخرط في الحراك وتؤيده تحت سقف الوحدة.

وتضمنت قائمة المستقيلين أسماء هامة في مقدمتهم السكرتير الثاني للحزب بروسيا هيثم النقيب وسكرتير اللجنة المالية للحزب علي عاطف.

من جهته اعتبر المحلل السياسي ورئيس تيار المستقبل عادل الشجاع أن الحزب الاشتراكي من أضعف الأحزاب في الساحة اليمنية نتيجة الضربات الموجعة التي تعرض لها عقب حرب صيف 1994 حيث صودرت مقراته وأمواله واتفق الحزبان الحاكمان في ذلك الوقت -المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح– على تصفيته.

وتوقع الشجاع في حديث "للجزيرة .نت. أن تؤدي هذه الاستقالات إلى تعميق الأزمة التي يعيشها الحزب منذ سنتين والمتمثلة في انقسامه إلى قسمين أحدهما يدعو إلى وجود الحزب في الجنوب واقتصار أعضائه على الجنوبيين، والآخر يرى ضرورة أن يكون الطرف الشمالي ضمن المنظومة الحزبية.

وقد حدثت خلافات حول هذه المسألة بين أعضاء اللجنة المركزية واستطاع الأمين العام الحالي ياسين سعيد نعمان أن يخرج برأي لم يرض الأعضاء الجنوبيين.

وبحسب الشجاع فإن الحزب الاشتراكي شمالي في حقيقة الأمر لأن مؤسسه الفعلي الذي أعطاه بعدا دوليا هو الراحل عبد الفتاح إسماعيل الذي ينحدر من محافظة تعز الشمالية، في حين يعتبر اشتراكيو الجنوب قبائل في مقدمتهم القائد العسكري الراحل علي عنتر الذي اشتهر عنه أنه غير مؤدلج.

وعزا أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء محمد الظاهري استقالات الأعضاء إلى غياب الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للحزب الاشتراكي مؤكدا أن عدم نجاح الأحزاب عموما في تأدية وظائفها التي أنشئت من أجلها سيدفع بأعضائها إلى الانسحاب منها.

 وقال الظاهري .للجزيرة نت. إن نجاح الاشتراكي مرتبط بمدى قربه من الاحتجاجات الجنوبية وتعاطيه مع القضية الجنوبية التي تنادي بالمواطنة المتساوية وتوفير الخدمات الأساسية وما شابه ذلك.

ويرى الظاهري أن الحزب الاشتراكي قادر على امتصاص هذه الصدمات خاصة أنه أظهر تكيفا وتماسكا أمام الامتحانات العسيرة التي تعرض لها من قبل.

أما عضو الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي عيدروس النقيب فقد قلل من التأثيرات السلبية لهذه الاستقالات موضحا أن ما يقوله ياسين نعمان يضيف للحزب الاشتراكي أتباعا جددا كل يوم.

مضيفا إن الانضمام للحزب الاشتراكي أمر طوعي ومن أراد الخروج منه فهذا قراره، مشيرا إلى وجود بعض أعضاء الحزب ممن يريدون ضمان مستقبلهم، وهم يعلمون أن الانتماء لحزب معارض بحجم الاشتراكي لا مستقبل له في ظل سياسة التنكيل والإقصاء والملاحقة التي تمارسها السلطات الرسمية ضد المعارضين.

*الجزيرة.نت