منعت إدارة مطابع الثورة الحكومية طباعة العدد الأخير من صحيفة الديار إلا بتعديل صفحته الأولى التي حوت رسما كاريكاتوريا قال عنه رئيس التحرير عابد المهذري إنه يعبر عن الأوضاع المتفاقمة التي وصلت إليها البلاد.

وأضاف المهذري في تصريح لـ"مأرب برس" أن الرقابة المسبقة لمطابع الثورة الحكومية تجتهد دائما وتتعامل مع التناولات المهنية الصحفية بتفسيرات بوليسية بحتة حيث يمارس دور الرقيب شخص لا علاقة له بالصحافة بتاتا, مشيرا إلى أنه من المؤسف أن يكون موظف في المطابع رقيبا على بؤرة النور الوحيدة في هذا البلد.

وقال الهذري: "اليوم منعت مطابع الثورة طباعة العدد (112) من صحيفة الديار بسبب رسم كاريكاتوري يعبر عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد كنا قد خصصنا له مساحة نصف الصفحة الأولى", منوها إلى أنهم في صحيفة الديار ومنذ مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم في مفاوضات مع إدارة مطابع الثورة التي يتعاملون معها تجاريا لطباعة العدد الأسبوعي من الصحيفة, لكن جميع المحاولات والاحتجاجات قد باءت بالفشل "وأرغمنا على إزالة اللوحة الكاريكاتورية وطباعة العدد بدونها".

واعتبر المهذري ما قامت به مطابع الثورة إجراء قمعي يسيء لسمعة البلد ويتعارض مع النهج الديمقراطي ويخالف الدستور, واصفا إياه بأنه "تعد فاضح للحريات الصحفية في بلادنا".

وطالب المهذري نقابة الصحفيين بـ"الخروج من دورها المشبوه والقيام بواجبها في الدفاع عن الحقوق الصحفية خصوصا وإن الهجمة الرسمية ضد الصحافة الأهلية والمستقلة لم تتفاقم على هذا النحو لولا سكوت زملائنا في قيادة نقابة الصحفيين".

ونوه المهذري إلى أن العدد سيطبع منه (15000) نسخة بدلا مما كان مقررا (17000) نسخة؛ بسبب الإجراء الذي تعرض لها العدد في مطابع الثورة, معتذرا لقرائه "الذين سيطالعون عدد اليوم وهو غير مكتمل التفاصيل فنيا؛ بسبب ما طاله في مقص الرقيب للصفحة الأولى".

وقال المهذري إن خمس نسخ من العدد كانت قد طبعت قبل حذف الرسم الكاريكاتوري, ومنعت من التسرب, خرجت منها نسختان لوزراة الإعلام ونسخة لدى الرقيب, حسب تسميته, ونسخة لديه, وحصل مأرب برس على نسخة منها, وتوضح الصورة أعلاه الصفحة الأولى من "الديار" قبل وبعد حذف الكاريكاتير.