بي بي سي:اليمن تعاني أزمة جوع صامتة أسوأ من أفريقيا وبها أعلى نسبة عالمية للتمييز بين الجنسين

الأربعاء 11 أغسطس-آب 2010 الساعة 11 مساءً / مأرب برس- ترجمة خاصة من محمد الثور:
عدد القراءات 8728

وصف تقرير صحفي نشره موقع (بي بي سي) تسمية منطقة “ بلاد الطعام” الواقعة جنوب غرب العاصمة صنعاء، بالمفارقة المحزنة حيث قال أن تسمية هذه البلدة التي تتبع إداريا محافظة ريمة، والمصنفة بكونها من المحافظات النائية الموصلة بـ “ بلاد الطعام” عبر طريق وعرة قد "أصبح اسما ذات مفارقة محزنة".

مؤكدا أنها من بين المناطق الأكثر بؤسا في اليمن، وأن نصف الأسر فيها تعاني من نقص مزمن في الغذاء، فيما تعاني اليمن من مشكلة الجوع، الذي قال أنه" أسوأ من أفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى".

وأضاف تقرير موقع (بي بي سي ) أن أجيال من الأطفال في اليمن تكبرغير ناضجة جسديا وعقليا. في حين نقل الموقع عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن ثلث السكان اليمن - أي أكثر من سبعة ملايين شخص – يكافحون كل يوم النقص الحاد في الغذاء. بينما ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص ينفقون أكثر من ثلث دخلهم لشراء الخبز.

وبينما اوضح التقرير أن اليمن تعاني من مجاعة حادة ، فقد وصف هذا العجز بالصامت لعدم تجاوب المجتمعات الغربية مع اليمن كنظيرات من الدول الفقيرة في أفريقيا و واصفا ذلك بأنه حقيقة من حقائق الحياة القائمة في اليمن في ظل تدهور مقومات الصحة والتعليم الذي قال انه ما يتم توارثه جيل بعد جيل.حسب التقرير.

وتناول معد التقرير قصة المواطن عبده العمري وبناته في التعليم، حيث قال انه مزارع من ”بلاد الطعام” يستخدم دراجته "كتكسي" لتوفير الغذاء لأسرته المكونة من عشرين عضوا، بعد أن جفت مزرعته. فيما قال أنه ورغم الخِمار التي ترتديه زوجتيه الا أن السعادة كانت واضحة لدى إحداهن كونها حامل بطفلها الثاني عشر - حسب رواية معد التقرير ،معتبرا أن منظر ساقي أبناء عبده و بروز العظم تؤكد حقيقة سوء التغذية التي ينمو على أساسها أبنائه.

ونقل التقرير عن عبده قوله :"نحن نعتمد على الخبز لتناول الافطار والغداء والعشاء ، كل يوم " ،في حين قال انه يشتري البامية أحيانا لأسرته و أحيانا أخرى لا يجد ما يشتريه لأسرته.

الأمية و الجوع

وقال معد التقرير:"لا تعاني اليمن من الجوع فحسب بل و من أزمة التعليم كذلك"، مضيفا:"فلـ عبده ابنتان ، سلامة ونعيم ، و اللتان لم يلتحقا بالمدرسة بسبب الفقر.

وأكد الموقع أنه وبحسب تقارير دولية فان اليمن تعاني من أعلى نسبة عالميا في عدم المساواة بين الجنسين في التعليم كذلك، حيث تتمكن فقط ثلاث نسوه من أصل عشر القراءة و الكتابة.

مستشهدا بتحقيق النجاح الكبير في ربط تعليم الفتيات في برنامج الغذاء العالمي ، والذي قال أن البرنامج كان يعطي القمح للأسر مقابل ذهاب الفتيات و انضباطهن في الدراسة، منوها إلى ان البرنامج تكفل كذلك بالمستلزمات المدرسية والتي قال ان هذه الخطة حققت نجاحا كبيرا حسب التقرير.

وتابع التقرير:" الا أنه و بعد وقت قليل تم إيقاف البرنامج مما حذا بعبده و آخرين إلى إيقاف دراسة بناتهم.حيث نقل عن عبده قوله :"أوقفت تعليم بناتي لأنهم توقفوا عن تقديم القمح" ، و أضاف قائلا "إننا فقراء ، لذلك أعدتهم إلى البيت ، وعندما يعود القمح سيعدن للدراسة".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن