النائب الأسلمي لـ(مأرب برس): يؤكد النزول والمشاركة مع المحتجين، ويدعوهم إلى الصمود، والسلطة إلى ترك العناد، وبقية الأعضاء للاستقالة

الجمعة 25 فبراير-شباط 2011 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - خـاص - جبـر صـبر
عدد القراءات 8604

يعتبر أول عضو برلماني في الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) يقدم استقالته منه احتجاجاً على ما اعتبره قمع المحتجين سلمياً، وكذا احتجاج مسبق منه حسب قوله: على عدم حل الأزمة السياسية، التي بوجهة نظره تجر البلاد إلى الهاوية، واحتجاجه بشده على عدم محاربة الفساد، وعدم تقديم أي فاسد الى المحكمة..

وفي أول لقاء صحفي معه لـ"مأرب برس" منذ تقديم استقالته من الحزب الحاكم أكد النائب البرلماني عبد الكريم الأسلمي عن الدائرة(250) محافظة حجة- على نزولهم ومشاركتهم للوقوف الى جانب الشعب في الاحتجاجات، داعياً المتظاهرون الذين خرجوا للتغيير الى الاستمرار، الصمود لأنهم كما قال: على حق، واختارهم الله عز وجل لأن يكونوا أداة التغيير، كما دعا السلطة الى عدم العناد وسرعة الاستجابة للمطالب الخاصة بالتغيير حفاظا على أنفسهم، وعلى مصلحة البلد. مؤكداً ان "ساعة التغيير دقت"، ولايمكن تجاهلها إطلاقاً.

ودعا عبد الكريم الاسلمي كل برلماني شريف، وعنده إحس اس بالوطن، أن يقدم استقالته بأي طريقة كانت الى السلطة الحاكمة، من اجل التغيير المطلوب، وإيصال هذه الر سالة حتى تجنب مشاكل كثيرة جدا قد تحدث في حالة تجاهل هذه الحقيقة.

ورأى أن الخروج من الأزمة الحالية والعودة الى الحوار الحقيقي الجاد "إذا اثبت الرئيس وقام بخطوات جدية وعملية تطمن الناس انه جاد، من خلال قيامه بعزل أبناءه وإخوانه وأبناء إخوانه من المناصب القيادية في القوات المسلحة والأمن، "لان الناس قلقون بشده من هذا الجانب"، أيضا إذا قام رئيس الجمهورية بعزل كبار الفاسدين، الذين يقومون الآن بنهب المال العام بشكل استفزازي وبشكل مهين، ووضع يده عليهم وإحالتهم الى المحاكم المختصة، فهذا سيجعل نوع من المصداقية، والناس قد تجلس لتحاور على بقية القضايا السياسية، كالتعديلات الدستورية، وقانون الانتخابات، وآليات التنفيذ وغيرها، فهذا ممكن، لكن لابد أن يبدي الرئيس حسن النية انه جاد في ذلك".حسب حديثه.

لقاء/ جـبر صـبر

وفي ثنايا اللقاء تحدث النائب الاسلمي حول تفاصيل الاستقالة، وكذا العديد من القضايا فالى نص اللقاء:

*ما الذي دفعك لتقديم استقالتك من حزب المؤتمر الشعبي العام؟

- الاستقالة كان التفكير فيها مسبقاً، وهو احتجاجا مني على الأزمة السياسية التي كانت بوجهة نظري تجر البلاد الى الهاوية، وكنت مؤمن بأن قيادة المؤتمر الشعبي العام عن طريق حل الأزمة ستجنب البلاد مخاطر كثيرة جدا، وأيضا كنت محتج بقوة على عدم محاربة الفساد، وعدم تقديم أي فاسد الى المحكمة، وكان لدي تحفظات قوية على بعض قيادات المؤتمر بسبب عدم حل مشكلة الجنوب، وحل مشكلة صعده، لما يمثل ذلك من تهديد جدي على وحدة الوطن، ولذلك كتبت رسائل الى قيادة المؤتمر بهذا الخصوص وحددت لهم هذه النقاط، وهددت الاستقالة، إذا لم تعالج مثل هذه الأمور.

* منذ متى كنت قدمت هذه الاستقالة؟

- منذ أكثر من شهر، ثم جاءت الأحداث الأخيرة، وخروج الشباب للتظاهر، وقامت أجهزة الأمن بالقمع وإطلاق الرصاص، والاعتداء عليهم بواسطة العصي والخناجر والجنابي، ولم أجد بداً من تقديم الاستقالة احتجاجاً على هذا الوضع.

*كيف كانت ردود أفعال قيادات المؤتمر على ذلك؟

- طبعا قيادات المؤتمر الشعبي بصفة عامة لم تكن مرتاحة من تقديم الاستقالة، وتواصلوا معي لأتراجع عنها، على أساس انه سيتاح لي التعبير عن رأيي من داخل كتلة المؤتمر، وذلك كان لمجرد "تعال أتكلم" ولم يعدوا بأي حلول، وهذا بالنسبة لي لا اطلب مسألة الكلام، وأنا اطلب معالجة القضايا التي أنا محتج عليها، وعندما وجدت انه ليس جدية لمعالجة هذه الأمور اضطربت لتقديم استقالتي.

  أما ردود الأفعال بين زملائي فكانت ايجابية، وشعروا ان هذا الموقف يجب ان يسلكوه لذا شعرت بتعاطف كبير جداً منهم، وذلك ما جعل مجموعة تنضم وتقدم استقالتها، ومجموعة لازالت تفكر بنفس الموضوع حيث أنها ليست راضية عن موقف الدولة مما يجري في الشارع.

*إلى من قدمت استقالتك، وهل تم قبولها؟

- قدمتها الى رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام – سلطان البركاني لأنه المسئول المباشر علي، ولم يرد على ذلك، لكن أنا لايهمني موافقته تكون أو لاتكون، ما يهمني فعلا أني قدمت استقالتي، وهو يوافق أو لايوافق هذا شأنه ولا يخصني.

* هل اتصل بك رئيس الجمهورية بذات الخصوص؟

- لا لم يتصل بي، لكن وصله الخبر، لكن على ما افهم انه اعتبر ان ذلك من حقي دستورياً وقانوناً، وهذه ديمقراطية.

* صدر مؤخراً بياناً عن النواب المستقلين من الحزب الحاكم، أعلنوا فيه عن تشكيل تكتل، فما أهداف هذا التكتل ومحدداته؟

- نحن نفكر أننا مجموعة من البرلمانيين الذين لنا هم وطني، وبالتالي لابد ان يكون لنا نشاط، وبالتالي لايمكن ان نقدم استقالتنا ونذهب الى بيوتنا، لابد ان يكون لنا دور فاعل طالما ونحن في مجلس النواب، وهو مؤسسة وطنية هامة، ولذا قررنا أن ننشأ هذا التكتل الجديد، ومن خلاله سنضغط على عمل التغييرات والإصلاحات المطلوبة في البلد، للقضاء على مثل هذه الاختلالات الموجودة.

* هل يعني أنكم ستشاركون مع المحتجين المطالبين بالتغيير؟

- بالنسبة لموقفنا الآن هو الوقوف الى جانب الشعب، والمشاركة معه، وسننزل معهم بكل تأكيد، لأنه إذا لم نوقف معهم فمع من سنقف،،لو كنا نريد ان نقف مع السلطة لكنا نحن معها،وسنجلس هناك، نحن خرجنا لأننا نريد ان نقف مع الشعب.

* لازال رئيس الجمهورية يدعوا الى الحوار بوجهة نظرك لو وجدت محاولات للعودة لذلك، هل ستكون مجدية في الوقت الراهن، وبعد القمع والقتل؟

- إذا اثبت الرئيس بخطوات جدية وعملية، بأنه يرغب في الحوار فلا مانع، وكذا قيامه بالخطوات العملية التي تطمن الناس انه جاد والتي تتمثل بقيامه بعزل أبناءه وإخوانه وأبناء إخوانه من المناصب القيادية في القوات المسلحة والأمن، لان الناس قلقون بشده من هذا الجانب، وخاصة ان عدد من أعضاء المؤتمر الشعبي لديهم مطالبة بهذا الخصوص ان يتم عزل مقربين، وهذا طبعاً لايحتاج لحوار مع أحد، وإذا قام بعزل كبار الفاسدين وهم الآن يقومون بنهب المال العام بشكل استفزازي وبشكل مهين، فإذا وضع يده عليهم وإحالتهم الى المحاكم المختصة، فهذا سيجعل نوع من المصداقية، والناس قد تجلس لتحاور على بقية القضايا السياسية، كالتعديلات الدستورية، وقانون الانتخابات، وآليات التنفيذ وغيرها، فهذا ممكن، لكن لابد ان يبدي الرئيس حسن النية انه جاد في ذلك.

* هل ترى أن المبادرة التي تقدم بها وزير السياحة نبيل الفقيه الى رئيس الجمهورية، تنبأ بمؤشرات حسن نية من الداخل، لاسيما وان الفقيه من المقربين للسلطة؟

- أنا لا اعتقد ان هذه المبادرة أتت بإيعاز من السلطة العليا، فالوزير الفقيه رجل وطني، وعنده رؤيا، وهناك كثير من أعضاء المؤتمر في السلطة عندهم رؤيا صادقة للوضع وكيفية معالجته، فمبادرة الأخ الوزير ايجابية، وإذا أخذ ببعض النقاط فيها، فستعطي انطباع عند الطرف الآخر أن الأخ الرئيس جاد لإصلاحات حقيقية، وانه جاد في الحوار.

* هل من جدوى لأي دور للبرلمان يمكن ان يقوم به في الوقت الراهن لإعادة الوضع الى جادة الصواب؟

- اعتقد ان البرلمان كمؤسسة في ظل رئاسة رئيس المجلس يحي الراعي، تعتبر مؤسسة ميتة تماماً ومهمشة، وليس لها أي دور، لأنهم لايريدون طرح القضايا الهامة للأعضاء للنقاش، ولهذا رفع جلسات المجلس الأسبوع الماضي غير صحيح، وبالتالي لو كان المجلس كمؤسسة يقوم بأي دور ما اضطرينا ان نخرج من كتلة المؤتمر لعمل كتلة جديدة نسعى من خلالها على تغيير الأوضاع.

* يتردد أن هناك 59 نائباً من المؤتمر الشعبي ينوون تقديم استقالتهم، فهل لك من دعوة لبقية زملائك النواب؟

- أنا أدعو كل برلماني شريف، وعنده إحساس بالوطن، ان يقدم استقالته بأي طريقة كانت الى السلطة الحاكمة، من اجل التغيير المطلوب، والحقيقة ان ساعة التغيير دقت، ولايمكن تجاهلها إطلاقاً وعلى الجميع ان يقتنع بذلك،ويجب على كل وطني شريف في كتلة المؤتمر ان يوصل هذه الرسالة حتى نتجنب مشاكل كثيرة جدا قد تحدث في حالة تجاهل هذه الحقيقة.

* ما تعليقك على ما يحدث من اعتداءات وقتل بحق المحتجين السلميين، واستخدام ما يسمى البلاطجة في قمعهم، يقودوهم قيادات من الحزب الحاكم؟

- بهذا الجانب أقول للسلطة، انه لايمكن لهم ان يستمرون في السلطة بأعمال البلطجة، لان هذا البلطجة أساءت إليهم وأساءت الى البلد، ولنا جميعا، وبالتالي اذا كانوا يفكرون انهم سيستمرون في مثل هذه الأساليب فينسوا ذلك تماما، فأعمال البلطجة أتت بردود أفعال عكسية، وهذا أثرها الآن على الكتلة البرلمانية التي نراها تتداعى وترفض لمثل هذه الأعمال، وكثير من الأعضاء والذين منهم ال59 عضو الذين ذكرت هو احتجاجاً على أعمال البلطجة، كما ان هناك قياديين كبيرين على مختلف الأصعدة يرفضون رفض قاطع ذلك.

أما يحصل في ميدان التحرير من احتلال بالخيام، وإنفاق وإهدار كبير للمال العام، فهذه جريمة يجب ان نقف إزاءها جميعاً، ونحاسب كل المتسببين فيها، لأنها تهدر يوميا ملايين الريالات بشكل غير مشروع، ومستفز للناس والبلد.

*كلمة أخيرها تود توجيهها عبر "مأرب برس"؟

- كلمتي للإخوة المتظاهرين الذين خرجوا للتغيير ان يستمروا، ونقول لهم انتم على حق، والله عز وجل اختارهم لأن يكونوا اداة التغيير، فيجب ان يعوا رسالتهم ويصمدون، لأنها فرصة لحل القضايا.

واطلب من السلطة عدم العناد وسرعة الاستجابة للمطالب الخاصة بالتغيير حفاظا على أنفسهم، وعلى مصلحة البلد، والمصلحة العليا الآن للبلد تقتضي ان يتجاوبوا مع الشارع والناس.