صالح يستعد لتفجير الوضع عسكريا مع الفرقة الأولى ويجهز لقصف ساحة التغيير بصنعاء تحت غطاء الحرب على القاعدة..(شاهد)

الإثنين 25 إبريل-نيسان 2011 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس/ ماجد الجرافي
عدد القراءات 18179

قبيل مذبحة جمعة الكرامة التي شهدتها ساحة التغيير بصنعاء، في 18 مارس الماضي، كان الخطاب الرسمي لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، مكرسا للحديث عن مضايقة المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام في ساحة التغيير لسكان الأحياء المجاورة لساحة الاعتصام بحي الجامعة الجديدة، جراء تواجد المحتجين بالقرب من مساكنهم ومحلاتهم التجارية.

لأكثر من عشرة أيام قبيل المذبحة ظل هذا الخطاب مكرسا من قبل العديد من مسئولي الدولة، على رأسهم الرئيس صالح، الذي أثار قضية هذه المضايقات التي يتعرض لها سكان حي الجامعة في أكثر من مناسبة، وكرس الإعلام الرسمي جهده خلال الأيام التي سبقت المذبحة للحديث عما يعاني منه السكان من تضرر من قبل المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام.

لم يكن هذا التباكي على تضرر سكان حي الجامعة، حرصا على مصالح سكان الحي، ولكنه اتضح فيما بعد بأنه كان تحضيرا للرأي العام لمذبحة جمعة الكرامة، التي سارع صالح بعد لحظات من وقوعها إلى الظهور أمام وسائل الإعلام في أسرع مؤتمر صحفي يعقده طوال سنوات حكمه ليتهم سكان حي الجامعة بالوقوف وراء المذبحة، بسبب ما تعرضوا له من مضايقات من قبل المعتصمين في ساحة التغيير.

فقبيل تلك المذبحة كرس الإعلام الرسمي جهوده لتبرير عدد من الاعتداءات التي كان يتعرض لها المعتصمون، واتهام سكان حي الجامعة بأنهم من يقف وراءها نتيجة تضررهم من الاعتصام ومضايقة المعتصمين لهم، وتوجت تلك التحضيرات التي سبقت المذبحة بتوجيه الرئيس علي عبد الله صالح شخصيا، التهمة للمعتصمين بالتعرض لسكان الحي، والإضرار بمصالحهم، في أكثر من مناسبة، كان آخرها خلال ترؤسه لاجتماع عدد من القيادات العليا في الدولة مع اللجنة الأمنية العليا، للوقوف على ما وصفها بإثارة المعتصمين للفوضى والشغب والاعتداء على المواطنين ومضايقتهم.

يرجح مراقبون بأن هذا الاجتماع الذي انعقد قبيل المذبحة بخمسة أيام، كان هو الاجتماع الذي أقرت فيه الخطة النهائية لتنفيذ تلك المذبحة، حيث استمع صالح إلى تقرير قدمه وزير الداخلية للرئيس صالح، واتهم فيه مجاميع من العناصر التي وصفها بالفوضوية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك بنصب خيام بالقوة أمام منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية في حي الكويت والرقاص والزراعة وحي الجامعة.

واتهم تقرير وزير الداخلية حينها المعتصمين بمحاصرة المواطنين والحيلولة دون ممارستهم لأنشطتهم التجارية واليومية في محالهم ومنازلهم، وقال بأن هذه المضايقات تسببت في حدوث اشتباكات وأعمال شغب بين المواطنين من سكان تلك الأحياء، والمعتصمين نتج عنها إصابة 161 فردا من قوات الأمن بإصابات مختلفة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المواطنين والمعتصمين، لم يشر إلى عددهم.

ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية فقد ناقش هذا الاجتماع واتخذ قرارات بخصوص ما وصفها بالحفاظ على الأمن والاستقرار، والسكينة العامة والسلم الاجتماعي، وحث المواطنين في حي الجامعة على التعاون لما تقتضيه المصلحة العامة، وفقا للخبر الرسمي.

جميع هذه الاتهامات التي وجهها صالح وعدد من المسئولين للمعتصمين بمضايقة سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير، كانت في إطار الخطة التحضيرية للمذبحة، ولم يدرك سكان حي الجامعة خطورة الاتهامات التي وجهت إليهم إلا عقب وقوعها، ليصدروا بعد ذلك عددا من البيانات التي عبروا فيها عن تبرؤهم من المذبحة، وتلويحهم بمحاكمة صالح عن التهم التي وجهها إليهم، سواء قبل المذبحة أو بعدها بأنهم هم من ارتكبوها، كاشفين عن تفاصيل الخطة التي أعدتها اللجنة الأمنية العليا من أجل إلصاق التهمة بهم.

هذه الخطة التي نفذت بها مذبحة جمعة الكرامة، يبدو حاليا بأن نظام الرئيس صالح يحاول إعادة بعض تفاصيلها في إطار خطة جديدة لاستهداف المعتصمين في ساحة التغيير، والفرقة الأولى مدرع التي أعلنت انضمامها للثورة السلمية عقب تلك المذبحة.

حيث تؤكد المقارنة بين اتهامات صالح للمعتصمين قبيل مذبحة جمعة الكرامة بمضايقة سكان حي الجامعة، وبين اتهامه الأخير (في مقابلة له مع قناة بي بي سي العربية) لساحة التغيير والفرقة الأولى مدرع، بإخفاء عدد من عناصر القاعدة، بأن هناك خطة جديدة يجري التحضير لها لاستهداف المعتصمين في ساحة التغيير، ولكن غطاء الخطة الجديدة هذه المرة ليسوا سكان حي الجامعة، ولكنهم عناصر تنظيم القاعدة.

فقد اتهم صالح خلال المقابلة ساحات الاعتصام ومعسكر الفرقة الأولى مدرع بإيواء عناصر القاعدة، وكرر أكثر من مرة وصفه للمعتصمين المطالبين بإسقاط نظامه، ولمن انضم إليهم من الجيش، بأنهم انقلابيون، وقال بأن "تنظيم القاعدة يتحرك داخل معسكرات الجيش التي خرجت عن شرعيته، وفي ساحات الاعتصامات المطالبة برحيله عن الحكم.

لم يكتفي صالح بهذه الاتهامات، ولكنه اتهم الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة، محذرا دول الغرب بأنها ستدفع الثمن غاليا جراء هذا التغاضي، عن تحرك القاعدة في المعسكرات وفي ساحات الاعتصام.

بكل تأكيد، تبدو اتهامات صالح للمعتصمين ولمعسكرات الجيش التي أعلنت انضمامها للثورة السلمية بإيواء عناصر القاعدة، غير عفوية، فهي تؤكد ما كشفت عنه العديد من وسائل الإعلام والصحافة المحلية، بخصوص مخطط يجري التحضير له لضرب ساحة التغيير بصنعاء، ومعسكر الفرقة الأولى مدرع، تحت غطاء إيواء عناصر القاعدة.

حيث كشفت مصادر سياسية وأمنية عن نية صالح تفجير الأوضاع عسكريا في صنعاء، بعد فشله خلال الأشهر الماضية في إفشال الثورة الشعبية التي توشك على الإطاحة به، وقالت بأن هناك خطة عسكرية رسمها صالح بشكل دقيق وباتت جاهزة للتنفيذ.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن هذه الخطة ترتكز على تنفيذ عمليات قصف مدفعي وصاروخي لمعسكر الفرقة الأولى مدرع وساحة التغيير بصنعاء، ومنازل بعض قادة المعارضة، كمرحلة أولى، فيما تقضي المرحلة الثانية بمداهمة تلك المواقع والسيطرة عليها، من قبل قوات الحرس الجمهوري.

  شـــــاهد

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية