صنعاء: 5 قتلى و75 جريحاً في مواجهات الحصبة.. وقادة المشترك تمكنوا من مغادرة منزل الشيخ الأحمر قبل استهدافه وحاشد تسيطر على مقرات حكومية (موسع)

الإثنين 23 مايو 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 68953
 
 

قالت مصادر محلية ان خمسة قتلى و75 جريحا على الاقل سقطوا اليوم في مواجهات حي الحصبة بصنعاء بين مسلحين قبليين وقوات حكومية بعد استهداف منزل الشيخ عبدالله بن حسن الاحمر.

واوضحت المصادر ان الاحصائئية ضمت الذين سقطوا في صفوف رجال القبيلة والمواطنين.

فيما تمكنت وساطة قبلية بقيادة الشيخ حسن غالب الأجدع، أحد مشايخ قبيلة مراد في مأرب،مساء اليوم الاثنين، من إيقاف إطلاق النار بين قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري من جهة وبين قبائل حاشد من جهة أخرى، كانت قد اندلعت ظهر اليوم بعد أقل من 24 ساعة من تلويح الرئيس علي عبد الله صالح، بالحرب الأهلية، في خطاب له مساء أمس.

حيث انفجرت الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء، بين قواته من جنود الحرس الجمهوري وشرطة النجدة، وقوات الأمن المركزي، من جهة، وبين قبائل حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر في منطقة الحصبة بصنعاء، وخلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين بالإضافة إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وخسائر مادية تسببت في أوضاع مأساوية بين النساء والأطفال في منطقة المواجهات.

وقالت مصادر خاصة لـ"مأرب برس" بأن الشيخ الأجدع دخل مساء اليوم إلى منزل الشيخ صادق الأحمر، وحمل وزير الداخلية مسؤولية هذه المواجهات، مشيرة إلى أنه يقود حاليا وساطة لمحاولة التوصل إلى تهدئة للوضع، ويشارك في الوساطة كل من الشيخ جليدان علي جليدان، والشيخ محمد إسماعيل أبو حورية، والشيخ فيصل مناع، والشيخ الرصاص ومشايخ آخرين، ويعمل الوسطاء حاليا على إخراج المقاتلين من المتارس وتسليمها لطرف محايد، في محاولة لتهدئة الوضع.

وتأتي هذه الوساطة بعد نحو 8 ساعات من الاشتباكات العنيفة التي حولت منطقة الحصبة إلى ساحة حرب استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتسببت في سقوط عدد من القتلى لا زال عددهم مرشحا للزيادة، وعشرات الجرحى، في الوقت الذي أطلق فيه سكان حي الحصبة نداء استغاثة عاجلة، وقالوا بأن الوضع الإنساني في منطقة المواجهات أصبح مأساويا، وأكدوا بأن المئات من النساء والأطفال عالقين في منطقة الاشتباكات وغير قادرين على مغادرة المكان.

بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة، ساد مساء اليوم هدوء حذر منطقة المواجهات، في الوقت الذي تتواصل فيه تعزيزات أمنية مدعمة بالدبابات ومختلف أنواع الأسلحة إلى المنطقة، فيما يتوافد رجال قبائل حاشد إلى المنطقة تلبية لدعوة "النكف القبلي" الذي أطلقته قبائل حاشد لمقاتليها عقب الهجوم على منزل الشيخ صادق الأحمر ومحاولة اقتحامه من قبل قوات النجدة والحرس الجمهوري ظهر اليوم.

تضاربت الأنباء حول سبب اندلاع هذه المواجهات، ففي الوقت الذي اتهم فيه الموقع الرسمي للجيش اليمني على شبكة الإنترنت، قبائل الشيخ الأحمر، بمحاولة اقتحام مدرسة الرماح، يؤكد الطرف الآخر بأن السبب هو محاولة اقتحام قوات النجدة لمنزل الشيخ الأحمر، عقب منع حراسة الشيخ الأحمر لبلاطجة موالين للرئيس صالح أسلحة إلى مدرسة الرماح القريبة من منزل الشيخ الأحمر.

كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن مصدر مسئول بوزارة الداخلية بأن أولاد الشيخ الأحمر قاموا بإطلاق النار والاعتداء على مدرسة الرماح بحي الحصبة ومبنى وكالة سبأ، محملا مشايخ بيت الأحمر مسؤولية كل ما سيترتب عن هذا الحادث من نتائج.

بدأت المعركة بالقرب من منزل الشيخ الأحمر ظهر اليوم، وسرعان ما اتسع نطاقها للتحول المنطقة المحيطة بمنزل الشيخ الأحمر من جميع الجهات إلى ساحة للمواجهات، التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر بأن ضحايا المواجهات لا زالت مرشحا للزيادة، قالت بأن هناك قتيلان على الأقل من بين الجنود الموالين لصالح، أما بين رجال قبائل حاشد فقالت اللجنة الطبية التابعة لهم بأن 4 قتلى سقطوا و52 جريحا، غير أن هذه الأرقام ليست هي الحصيلة النهائية، فقد أكد شهود عيان لـ"مأرب برس" بأن هناك العشرات من الجرحى، وعددا من القتلى سقطوا من المارة الذين حوصروا في منطقة المواجهات، بالإضافة إلى سقوط قتلى من الباعة المتجولين في سوق الحصبة القريب من منزل الشيخ الأحمر، ولا زال عدد القتلى الذين سقطوا من المواطنين مجهولا حتى اللحظة.

وقالت مصادر خاصة لـ"مأرب برس" بأن عددا من قادة المشترك بينهم الدكتور ياسين سعيد نعمان، ومحمد سالم باسندوة، وسلطان العتواني، ومحمد السعدي، وحسن زيد، في منزل الشيخ الأحمر خلال الهجوم، ولكنهم تمكنوا من مغادرة المنزل قبل استهدافه بشكل مباشر، نافية تواجد الشيخ صادق الأحمر في المنزل خلال الهجوم.

أما الأضرار المادية التي خلفتها الاشتباكات فقد طالت عددا من المنازل والمؤسسات في المنطقة، حيث تسبب قذائف الآر بي جي التي استخدمها الطرفان خلال المواجهات في احتراق مقر طيران السعيدة أمام منزل الشيخ الأحمر، فيما تعرض مقر وكالة الأنباء سبأ للحصار خلال المواجهات، وحوصر صحفيو الوكالة، الذين أطلقوا نداء استغاثة لطرفي القتال بوقف المواجهات حتى يتمكنوا من مغادرة المكان، غير أن شرطة النجدة قامت باقتحام الوكالة والتمركز فيها خلال المواجهات، ما أدى إلى إصابة الزميل الصحفي فاروق مقبل الكمالي، ولم يتضح حتى الآن وضعه الصحي جراء هذه الإصابة.

وخلال المواجهات توافدت قبائل حاشد إلى منطقة المواجهات، موسعة من رقعتها، لتصل إلى مدخل مدينة صنعاء الشمالي في نقطة الأزرقين جراء تدفق مقاتلي حاشد إلى صنعاء، تلبية لاستنفار حاشد لجميع مقاتليها.

وخلال المواجهات حامت مروحية عسكرية في سماء منطقة الحصبة، وقامت قوات الحرس الجمهوري بتعزيزات عسكرية مدعمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة، بعد أن تمكنت قبائل حاشد من السيطرة على عدد من المقرات الحكومية في المنطقة، حيث وصلت عدد من الدبابات إلى محيط وزارة الداخلية بعد أن حاول مسلحون قبليون اقتحامها، خلال الاشتباكات، وارتفاع سحابة كثيفة من الدخان فوق محيط الوزارة، وفرار بعض حراستها.

كما قامت قبائل حاشد بالسيطرة على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم، بعد فرار حراستها من وجه رجال القبائل المدججين بمختلف أنواع الأسلحة، والذين قاموا بإغلاق مقر اللجنة الدائمة، بعد سيطرتهم على مقر وزارة الصناعة، واقتحامهم مقر المعهد العالي للإرشاد، الذي قالوا بأنهم عثروا بداخله على كميات كبيرة من الأسلحة.

في هذه الأثناء أغلقت السفارة الأميركية أبوابها خوفا من توسع منطقة المواجهات القريبة من محيطها، خصوصا بعد أن قام مسلحون مدنيون موالون للرئيس صالح بإغلاق الشارع الشوارع المحيطة بها.

ومع دخول الليل توقفت الاشتباكات، ولكن التوتر لا زال هو سيد الموقف، حيث لا زالت التعزيزات من قبل الطرفين متواصلة، في الوقت الذي تتالت فيه ردود الأفعال على اعتداء قوات الحرس الجمهوري وشرطة النجدة على منزل الشيخ الأحمر ومحاولة اقتحامه، حيث أدان ملتقى مأرب هذا الاعتداء واعتبره اعتداء على قبائل اليمن أجمع، محذرا صالح من محاولة تفجير الوضع.

أما اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية فقد حملت نظام الرئيس صالح مسؤولية أحداث العنف التي جرت في منطقة الحصبة، وأدانت الاعتداء على منزل الشيخ الأحمر، مؤكدة استمرار نهجها السلمي في الثورة حتى إسقاط النظام.

فيما حذرت نقابة الصحفيين في بيان عاجل لها من استهداف الصحفيين المحاصرين في منطقة المواجهات، واستنكرت استخدام مقر وكالة الأنباء اليمنية سبأ من قبل قوات الأمن لإطلاق النار خلال المعركة، ما تسبب في حصار أكثر من 70 صحفيا في مقر الوكالة.

أحزاب اللقاء المشترك من جانبها استنكرت بشدة محاولة اقتحام منزل الشيخ الأحمر، من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، ووصفته بالسلوك الإجرامي الخطير، فيما قال ناطقها الرسمي محمد قحطان بأن هذه محاولة للزج بالبلاد في أتون حرب أهلية يخطط لها النظام.

أما شباب الثورة في محافظة عمران فأعلنوا في بيان عاجل لهم مساء اليوم، بأنهم يتابعون بقلق بالغ ما يقوم به نظام صالح من استهداف لمنزل الشيخ الأحمر، وما وصفوه بالاعتداء على المدنيين من النساء والأطفال في منازلهم، معتبرا ذلك جريمة نكراء تجاوزت كل الأعراف والقيم.

وحمل شباب الثورة في عمران صالح مسؤولية هذه الممارسات والتصعيد الذي قالوا بأنه يسعى للزج بالبلاد في أتون حرب أهلية، مؤكدين بأن ما تتعرض له أسرة آل الأحمر هو بسبب مواقفها الوطنية المؤيدة لثورة الشعب، وقالوا بأن هذا أمر لن يتم السكوت عليه وأن عاقبته ستكون خطيرة.

كما حمل شباب الثورة بعمران الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي، والسفارة الأميركية بصنعاء مسؤولية إتاحة المجال وتوفير الوقت الكافي لصالح كي يتمكن من قصف المنازل، ودعوهم إلى اتخاذ موقف واضح تجاه هذه الجريمة، كي لا يكونوا شركاء فيها، كما دعوا قبائل اليمن إلى اتخاذ موقف عاجل وحازم.