عبدربه منصور...التحدي وأفق الخروج

الإثنين 06 يونيو-حزيران 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- د. صالح الحازبي
عدد القراءات 73195
 
  

بغض النظر عن الحالة الصحية لعلي عبدالله صالح فانه بات من الصعب أن يعود رئيساً لليمن ولعل خروجه من اليمن كان مطلباً لكثير من القوى الإقليمية والدولية وذلك من خلال دعمها للمبادرة الخليجية لتخليه عن الحكم إلا أن الرجل أظهر معاندة شديدة لهذا السيناريو من البداية. وفي الجانب الأخر يبدو من الواضح أن هناك توافق دولي على أنه بخروج الرئيس من اليمن تكون اليمن قد انتقلت الى مرحلة جديدة تتسابق فيها هذه القوى لرسم ملامح هذه المرحلة فتواصل الرئيس الأمريكي بالرئيس بالإنابة عبدربه منصور واعتماد النظرة الإيجابية بالنسبة له وكذلك استقباله للسفير الأمريكي والأوروبي يؤكد أن عبدربه منصور في نظر الخارج أصبح الرئيس المعترف به حالياً وأن المرحلة الجديدة قد بدأت.

في هذه الأثناء يبدو الرئيس عبدربه منصور في موقف لا يحسد عليه فالموقف ليس بالسهل والرجل فجأة وبدون سابق إنذار وجد نفسه في موقع لقيادة البلاد في مرحلة من أصعب مراحلها وبذلك يواجه تحدياً كبيراً في ظل النظام اللامؤسسي الذي خلفه علي عبدالله صالح خلال سنوات حمكه. وعلى الرغم من الاعتراف الخارجي به يجد منصور نفسه في هذا الوضع الحرج لليمن يفتقد لكثير من مفاتيح السيطرة التي كرسها علي عبدالله لإدارة البلاد واهمها الولاءات الشخصية والقبلية. يجد نفسه وجهاً لوجه مع العائلة الحاكمة ومراكز قواها وهو الذي قضي عهده كنائب للرئيس بعيداً عن كل مشاكلهم وحساباتهم، يبد وحيداً لا يركن إلى قوة حزب أو تنظيم يعنيه ولا قبيلة قريبة من المركز يمكن أن يعتمد عليها في ظل نظام لم يعرف من الدستور سوى اعادة تفصيله بما يتناسب مع مقاساته.

الرئيس عبدربه منصور أمام مهمة وطنية تاريخية لن يستطيع التهرب منها ولن يرحمه التاريخ إن أظهر ضعفاً او تملصاً ومهمته على قصرها وهي الإنتقال باليمن نحو المرحلة التالية تبدو مليئة بالتحديات ولذلك عليه أن يستفيد من الدعم الخارجي حتى يستطيع التحاور مع كل القوى الموجودة علي الساحة لتكوين حكومة مؤقته لتسيير حياة الناس. ولن يتم ذلك إلا بالتواصل مع المعارضة ومع شباب الثورة وكل القوى الفاعلة في اليمن حتى يجمع بين الإعتراف الخارجي والإعتراف الداخلي وحتى يصنع لنفسه قوةً يتكأ عليها في مواجهة قوى الرفض له فيجبرها علي القبول به كرئيس حقيقي يحكم اليمن من داخل المكتب الرئاسي في قصر السبعين وتخضع له كل القوات المسحة والأمن وهو أمر ليس بالسهل وبحاجة لمغامرة شجاعة وبحاجة لشفافية مع الشعب حتى يعرف أبناء اليمن أعداءهم و محاولاتهم لإعادة الزمن لما قبل ثورة الشباب وهو ما بات في حكم المستحيل.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية