آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

من أجل التحرر من الاستبداد والحكم العائلي القبلي وإقامة حكم جمهوري عادل انتفضت «تعز» ولا تزال تجدد الحلم

السبت 13 أغسطس-آب 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس – منال القدسي – خاص:
عدد القراءات 6034
 
مسيرة حاشدة في تعز, جنوب غرب اليمن, 27/7/2011
 

ثورة الـ11من فبراير الشبابية الشعبية السلمية اندلعت في محافظة تعز, جنوب غرب اليمن, مساء يوم الجمعة الموافق 11/02/2011م (ليلة إسقاط الشعب المصري لنظام مبارك)، للمطالبة بإسقاط نظام صالح وإقامة الدولة المدنية الحديثة؛ دولة المواطنة المتساوية.

بدأت الثورة بخروج مجموعة من الشباب عددهم لا يتجاوز الـ200 شاب انطلقوا إلى شارع جمال عبد الناصر وانضم إليهم المئات، في مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة, هاتفين «الشعب يريد إسقاط النظام», وقد لاقت هتافاتهم الصدى الكبير في نفوس أبناء المدينة الذين يعاني السواد الأعظم منهم سياسة التجويع والتهميش والإقصاء المتعمد من قبل نظام صالح.

في بادئ الأمر اتخذ شباب الثورة شارع جمال عبد الناصر ساحة اعتصام الأمر الذي لم يستمر لعدة ساعات, حيث نزلت القوات الأمنية وبلاطجة النظام للاعتداء عليهم ومنعهم من الاعتصام، مما دفعهم للتوجه الى ساحة بالقرب من محطة صافر واطلقوا عليها «ساحة الحرية» وموقعها يُعد شريان حيوي مهم حيث تتوسط تقاطع أربعة شوارع حيوية في تعز.

كسبت الثورة زخماً شعبياً أخذ بالتزايد يوماً بعد يوم، فقدم الشهداء ارواحهم ثمناً لهذه الثورة العظيمة ومازالت التضحيات مستمرة، وهناك تحدٍ وإصرار على تحقيق أهداف الثورة مهما كانت التضحيات.

لماذا قامت الثورة؟

يقول سليم عبده أحد شباب الثورة «الثورة الشعبية قامت من اجل تحقيق الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر, وأهم تلك الأهداف التي خرجنا من أجلها: التحرر من الاستبداد والحكم العائلي القبلي وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات, رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً, وبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد».

ويقول عرفات, أحد شباب الثورة «قامت الثورة من أجل حياة ومستقبل أفضل، ومن اجل ان نحقق ذلك لابد من إيجاد نظام جمهوري حقيقي ورفع مستوى المعيشة والقضاء على البطالة والفقر والتطلع الى مستقبل زاهر، فأنا في السنة الثالثة من دراستي الجامعية وإذا استمر النظام الحالي فحتماً سيكون مصيري كمصير من سبقوني, إما عاطلين عن العمل او متسكعين في الطرقات او مغتربين او سائقي باصات أجرة او مبسطين في الشوارع او منتحرين؛ لذا قامت الثورة».

أما علاء عبد الرحمن, إحدى الأمهات الثائرات في ساحة الحرية, فقالت «الناس ماتوا من الجوع والقهر والظلم، الأراضي تُنهب والحرمات تُنتهك والحقوق تُصادر، منذ قيام الثورة وانا اشارك في كل المسيرات والمظاهرات, وساحة الحرية هي بيتي الثاني والثورة بالنسبة لي هي ضمان مستقبل أفضل لأبنائي حتى يستطيعون الحصول على حقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة مثلهم مثل عيال المسؤولين».

ما الذي حققته الثورة إلى الآن؟

يقول الثائر علي نعمان «الثورة حققت الكثير من المنجزات فكرياً واجتماعياً وعسكرياً وثورياً وميدانياً. الثورة كسرت حاجز الخوف، الحاجز النفسي الذي سيطر على الناس عشرات السنين نتيجة للقمع الممنهج من قبل السلطة وأدواتها. الان يشارك في الثورة الملايين من أبناء الشعب، وهذا يشير إلى حالة وعي واستعداد للتحدي للواقع الذي فرضه علينا النظام، وبات الشعب يطالب برحيل النظام وفي نفس الوقت قادراً على دحر النظام، وكلما حاول النظام قمع هذه الثورة كلما ازدادت روح المقاومة والتحدي من قبل الشعب لفرض خياراته».

يضيف «نحن الآن على أعتاب نقلة تاريخية حضارية في حياة الشعب اليمني سوف تبدأ بمجرد الانهيار الكامل لنظام صالح وزبانيته».

ومن أهم منجزات الثورة عند علي نعمان, «تفكك البنية السياسية للنظام وانقسامها», «فضح النظام أمام الرأي المحلي والعالمي وإظهار حقيقة تبعيته للنظامين السعودي والأمريكي».

ويقول «حققت الثورة انجازات كبيرة في الجانب العسكري وما يحدث الآن في أرحب هو دليل قاطع, فمجموعة من القبائل المؤيدة للثورة استطاعت أن تقاوم 10 ألوية من الحرس الجمهوري, إضافة إلى تحرير مأرب، الجوف، صعدة، حجة، أبين، عمران، معظم ريف صنعاء و50% من العاصمة صنعاء».

ومن المنجزات, كما يقول نعمان «اندحار الحرس الجمهوري والامن المركزي في تعز وانحصار تواجدهم في اماكن محدودة, وتجفيف ينابيع موارد النظام الذي تكبد خسائر اكثر من 20 مليار دولار كان يستثمرها ضد الشعب في اعمال القمع والابادة وشراء الذمم وتحويل جزء منها لحساباته في الخارج», منها أيضًا «مشاركة جميع فئات الشعب في الثورة، وبروز دور المرأة الذي أعطى الثورة زخماً اكبر واصبحت المرأة شريكًا أساسيًا في الثورة وكان لها دور في النضال الميداني, وباتت الثورة تحلق بجناحين».

أما الانجاز الأهم للثورة, وفقا لـ علي نعمان, فـ«هو انضواء كافة فئات الشعب في الثورة واختفاء الافكار الانفصالية والتشطيرية», و«أسقطت الثورة رأس النظام وبقت أذياله وحتماً ستموت من تلقاء نفسها فلم يعد هناك من يغذيها».

كما استطاعت الثورة «إيجاد حلول لمشكلة الجنوب ومشكلة صعده وهناك مشروع قوى الثورة في اطار المجلس الوطني», واستطاعت أيضًا «أن تحدث اختلالًا للميزان الاستراتيجي والكمي للنظام العائلي السلطوي القمعي», وانتقل وعي الثورة, كما يقول نعمان «إلى الجيش لينضم الى صفوف الثورة كحامٍ لها, وهذا الانضمام بمثابة حسم مسبق لمعركة قد تحدث وقد لا تحدث نتيجة لتساقط وتآكل النظام من تلقاء نفسه», أما «الطغمة العسكرية العائلية» فـ«أصبحت في وضع المقاومة بمخزونها من الثروة والسلاح الذي نهبته من اموال الشعب، وتحول النظام من مرحلة الهجوم الى مرحلة الدفاع في حين بدأت قوى الثورة مرحلة الهجوم بعد اجتيازها مرحلة المقاومة».

أبو عبدالله, أحد قيادات شباب الثورة, يقول «حققت الثورة نصف عام من الحرية والكرامة والامان, نصف عام تفجرت خلاله مواهب الشباب والاطفال, وظهر المبدعون في كل المجالات، نصف عام من الثقافة والحياة المدنية التي شهدتها كافة ساحات الحرية وميادين التغيير».

والثورة, يضيف أبو عبدالله «قضت على حلم صالح بتوريث الحكم الى نجله، وأجبرته على الخروج والقول: لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء», كما «عرت الثورة نظام صالح القابع على كرسي الحكم والذي بدد ثروات ومقدرات البلد وحكم العباد وفقاً لمصالحه الشخصية والعائلية والقبلية», كما أن «اندلاع الثورة أجبر النظام المتهالك في الرجوع عن حماقاته بفرض جرع قاتلة كان على وشك تنفيذها ليثقل كاهل هذا الشعب المغلوب على أمره».

وبالرغم من أن الثورة لم تحقق كامل اهدافها, يقول أبو عبدالله «إلا أنها حدت كثيراً من مظاهر الفساد في المؤسسات والدوائر الحكومية وأصبحت قضايا الناس ومعاملاتهم تسير بيسر ودون الحاجة لدفع الرشاوى، وحدت كثيراً من تسلط المتنفذين والفاسدين ومتفيدي الأراضي», فـ«الثورة منحت الشعب الشجاعة وجعلته يدرك بأن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب, وبأن الشعب هو صاحب الفضل وليس لأحد أي فضل على هذا الشعب, ووحدت أبناء اليمن شمالاً وجنوباً فتوحد الهدف وهو إسقاط النظام، وأثبتت الثورة ان الشعب اليمني يتمتع بالجلد والصبر».

هل فقدت الثورة زخمها الثوري الشعبي؟

تقول سميه, إحدى الثائرات في ساحة الحرية «الثورة لم تفقد زخمها الثوري, فلماذا كل هذا التحامل على الثورة؟ ماذا يعني نصف عام (6 أشهر) أمام 33 عاماً (396 شهر) من الذل والإهانة وحياة العبودية؟», وعلى الأقل كما تضيف «خلال الستة الأشهر من عهد الثورة الشعبية شعرنا بالكرامة والشجاعة والأمان الذي لم نشعر به منذ 33 عاماً، يكفي الثورة الشعبية بأنها أنهت نظام صالح الذي كان يُحضِّر لتعديلات دستورية تشرع له البقاء على الكرسي مدى الحياة».

وتؤكد «نحن تواقون لحياة مدنية حديثة ولحكومة مدنية وبلد خالٍ من السلاح يضمن فيها المواطن اليمني الحد الأدنى من المعيشة. نريد أن نطمئن على مستقبل أولادنا ومستقبل الأجيال القادمة, وهذا لن يتحقق إلا بالنجاح الكامل للثورة».

هل تأخر الحسم الثوري؟

يرى مثقفون ومحللون سياسيون أن إطالة أمد الثورة وتأخر الحسم الثوري يعود لجملة من الأسباب, منها «المبادرة الخليجية والتدخل السعودي في الشأن اليمني», و«عدم التنسيق بين شباب الثورة وعدم وجود برنامج تصعيدي ثوري واضح يضم كافة مكونات الثورة».

فـ«الشقيقة السعودية», كما يرون «تحرص على بقاء نظام حليفها صالح، ورغم انها مؤخراً اقتنعت بان التغيير بات أمر محسوم، إلا انها تصر على ان يكون التغيير ليس بفعل الثورة خشية من العدوى وانتقال روح الثورة الى الشعب السعودي».

والكثير يرى ان تاخر الحسم الثوري كان أمرًا إيجابيًا لوصول الثورة الى مرحلة من النضج الثوري بحيث تحقق أهدافها بأقل ما يمكن من التضحيات البشرية والمادية, فـ«طبيعة المجتمع اليمني الذي تحكمه القبيلة والنظام الاسري أرادت وقتًا حتى يصل الناس الى درجة من الوعي، فاليوم نرى القبيلي يناقش حول الدولة المدنية، ووصل الى درجة لم يصل اليها خريج الجامعة في المعظم», حسب تعبيرهم.

إلى أين تتجه الثورة؟

يقول أحد القيادات الثورية, تحفظ عن ذكر اسمه «الثورة اليوم تتجه نحو الحسم الثوري, والثورة الشبابية الشعبية في اليمن ناجحة بكل المقاييس، وهذا شيء لا يختلف عليه اثنان ولم يعد امام الثورة سوى اكمال المرحلة الاخيرة وهي إسقاط النظام بعد ان تهاوت أركانه».

يضيف «الثورة الشعبية ناجحة بمسيراتها اليومية المنقطعة النظير وباصرار ثوارها على المضي قُدماً نحو الحسم الثوري حتى تحقيق كافة الاهداف», ويرى أن «الثورة تتجه إلى السلطة الشعبية وإقامة الشرعية الثورية خلال المرحلة الانتقالية وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية حديثة والقضاء على الفقر والبطالة, بمعنى إنجاز الأهداف السياسية والاجتماعية للثور»؛ أي أنها «تتجه نحو إسقاط النظام وتسليم السلطة للشعب الثائر وتحقيق ما يسمى الشرعية الثورية».

روزنامة الثورة الشبابية الشعبية بـ«تعز»:

11/02/2011: اندلاع الثورة الشبابية الشعبية في مدينة تعز عند الساعة العاشرة من مساء الجمعة بعيد سقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

18/02/2011: أول هجوم على ساحة الحرية بإلقاء قنبلة بعد صلاة الجمعة على المعتصمين سلمياً, وأدى الحادث إلى إصابة العشرات وسقوط أول شهيد في تعز الشهيد مازن البذيجي, الـ22 عامًا.

25/04/2011: خروج أول مسيرة للاحتجاج في شارع الحوبان بالقرب من جولة السوفتيل في محاولة للاحتجاج أمام القصر الرئاسي وتصعيد الفعل الثوري.

08/05/2011: أقام شباب الثورة ساحة اعتصام جديدة في شارع جمال أطلقوا عليها «ساحة الأحرار», وشهد هذا اليوم شللًا عامًا في الحركة العامة داخل المدينة, حيث أغلقت المحال التجارية وتوقفت العملية التعليمية, وخرجت مسيرات طلابية تطالب بتأجيل الامتحانات, كما خرجت مسيرات احتجاجية للمعلمين أمام مكتب التربية والتعليم وإضراب عام من قبل سائقي باصات الاجرة نتيجة انعدام الوقود, وأغلقت المحال التجارية وسقط في هذا اليوم شهيدان و6 جرحى.

09/05/2011: اقتحام الحرس الجمهوري والأمن المركزي لساحة اعتصام الشباب في شارع جمال مما أدى إلى سقوط 6 شهداء و65 إصابة بطلقات نارية, إضافة إلى 365 إصابة باختناقات غازية.

22/05/2011: خروج مدينة تعز عن بكرة أبيها في مسيرات حاشدة للاحتفال بعيد الوحدة اليمنية, وكانت المرة الاولى منذ قيام الوحدة اليمنية أن يتم الاحتفال بعيد الوحدة بهذا الزخم الشعبي الجماهيري وبتلك الروح الثورية, حيث تخللت المسيرة الرقصات الشعبية والاهازيج الثورية المطالبة برحيل النظام والمؤكدة على وحدة الشعب.

29/05/2011: «محرقة ساحة الحرية». اقتحام واكتساح ساحة الحرية من قبل الحرس الجمهوري و (11) قوة أمنية واستخباراتية وأعداد كبيرة من البلاطجة تم جلبهم من محافظات أخرى وقاموا بإحراق الشباب المعتصمين داخل خيامهم.

03/06/2011: بدء الانتفاضة المسلحة لـ «حماة الشعب» في مدينة تعز, واستعاد شباب الثورة لساحة اعتصامهم بعد إحراقها من قبل الحرس الجمهوري وهو اليوم الذي صادف حادث النهدين في القصر الرئاسي بصنعاء.

05/06/2011: خروج أبناء تعز بمسيرات حاشدة للاحتفال بمغادرة صالح اليمن إلى السعودية لتلقي العلاج بعد حادث جامع النهدين. ووصل صالح العاصمة السعودية الرياض في الساعات الأولى من هذا اليوم, ولا يزال يتلقى العلاج فيها حتى الآن.

30/06/2011: وصول اللجنة الأممية التابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول المجازر والانتهاكات التي ارتكبها نظام صالح ضد ابناء مدينة تعز.

15/07/2011: قصف مدفعي على حي المسبح وجبل الجره راح ضحيته 6 شهداء و30 جريحًا نصفهم من الأطفال, ومن ضمن الشهداء نجل العميد صادق سرحان, قائد الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع.

17/07/2011: يوم الغضب الذي صادف الذكرى الـ33 لتولي صالح مقاليد السلطة في اليمن, حيث خرج ابناء تعز في مسيرة مليونية ضخمة أعادت للثورة روحها وللشارع عبق الثورة.

01/08/2011: الأول من شهر رمضان والذي شهد أعنف المواجهات بين حماة الشعب والحرس الجمهوري, واستمرت الاشتباكات 11 ساعة ابتداءً من الخامسة صباحاً وحتى الرابعة عصراً.

07/08/2011: توقيع اتفاقية التهدئة في تعز رغم اعتراض شباب الثورة.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية