نظامي صالح والقذافي.. أيهما أكثر تماسكا، وهل تعتبر الثورة اليمنية أكثر قدرة على الحسم العسكري، من نظيرتها الليبية..؟

الأربعاء 24 أغسطس-آب 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس/ تقرير خاص
عدد القراءات 11246

من خلال مقارنة بسيطة بين إمكانيات الثورة الليبية، وإمكانيات الثورة اليمنية، من حيث القدرات العسكرية، تعتبر الثورة اليمنية متفوقة على الثورة الليبية، التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي بعد نحو 6 أشهر من القتال، في الوقت الذي لا زالت فيه الثورة اليمنية تراوح مكانها بانتظار حسم سلمي يبدو مستحيلا، في ظل التحركات العسكرية لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، لتفجير الوضع عسكريا.

المقارنة، أيضا، بين قدرات نظام صالح، ونظام القذافي من حيث القدرات العسكرية، تظهر التفوق العسكري للقذافي، على نظام صالح، سواء من الإمكانيات البشرية، والمادية والتقنية، ويستعرض هذا التقرير أهم ملامح القدرات العسكرية لقوات القذافي، وقوات صالح، وقوات الثوار الليبيين، والثورة اليمنية، والتي تؤكد في مجملها بأن الثورة اليمنية أكثر قدرة من الثورة الليبية على الحسم عسكريا، لولا حرص الثوار على سلميتها..

قوات القذافي

اعتمد نظام العقيد معمر القذافي، في تثبيت نظام حكمه، طوال أكثر من 42 عاما، على خمسة أقسام رئيسية من القوات العسكرية، هي: الجيش الليبي، والقوات الجوية، والبحرية الليبية، بالإضافة إلى ما يسمى بمليشيات الشعب المسلح، التي تنتمي إليها ما تسمى بكتائب القذافي.

ووفقا لآخر الإحصائيات بلغ عدد القوات المسلحة الليبية، حولي 76 ألفا، منهم 59 بالمائة ينتمون للجيش الليبي، و30 بالمائة القوات الجوية، و10 بالمائة للبحرية.

أما مليشيات الشعب المسلح، فقد بلغ تعدادها وفقا لآخر الإحصائيات حوالي مليون ونصف مواطن مدربين على السلاح بكافة أنواعه، ويتم اختيار كتائب خاصة منهم، لحماية وحراسة المرافق والمنشآت الهامة في الدولة، بما فيها كتائب القذافي، المكلفة بحمايته شخصيا، والدفاع عن نظام حكمه.

وقد عمل القذافي طوال سنوات حكمة على تعزيز قوة مليشياته المسلحة من حيث الإنفاق والتسليح والتجنيد، على حساب الجيش الليبي، الذي أضعفه، وفككه، خوفا من أي انقلاب عسكري قد ينفذه الجيش ضده.

أما القوات الجوية الليبية، فيبلغ عدد أفرادها نحو 23 ألفا، وتملك 273 طائرة مقاتلة، و41 طائرة عمودية مسلحة، وقد انهار الجيش الليبي الموالي للقذافي، عقب اندلاع ثورة 17 فبراير، واعتمد القذافي على مليشياته المدربة والمسلحة في مواجهة الثوار.

قوات الثوار الليبيين

تضم قوات الثوار الليبيين الوحدات العسكرية التي شكلها المجلس الوطني الانتقالي، من المتطوعين وجنود القوات المسلحة الليبية السابقين، والملتحقين بالثورة.

وقد تشكلت هذه القوات بصورة عاجلة، خلال شهر فبراير الماضي، ولهذا فقد بدت حركتها غير منظمة في بادئ الأمر، ثم استطاعت تنظيم حركتها عندما قام الضباط السابقون في الجيش بتنظيم صفوفها، خلال شهر إبريل الماضي.

وتتألف هذه القوات من قسمين رئيسين هما القوات البرية التي تعرف بجيش التحرير الوطني الليبي، والقوات الجوية الليبية الحرة، فيما لا تملك قوات بحرية، فليس لديها سوى سفينة حربية واحدة.

أما التسليح فقد تم لهذه القوات من خلال سيطرتها على عدد من مخازن الأسلحة التابعة لكتائب القذافي، كما تمكنوا من السيطرة على عدد من القواعد الجوية، بكل ما فيها من معدات، واستخدموها من خلال الطيارين المستقلين من قوات القذافي، خلال العمليات العسكرية، ومع ذلك فقد ظل سلاح الجو للثوار ضعيفا أمام سلاح الجو التابع للقذافي، المتفوق عليهم.

ويضم جيش الثوار الليبيون، أكثر من 10 آلاف جندي، يملكون عدة أنواع من الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن السلاح في شرق ليبيا، وهي أسلحة خفيفة وثقيلة ومعظمها روسية، كصواريخ غراد، ومدافع 106، ومدافع الهاون، والآلاف من بنادق الكلاشينكوف، والرشاشات الآلية، وبعض مضادات الطيران، ورشاشات 14.5 ملم، وبعض الدبابات والمدرعات، التي استولوا عليها خلال المعارك.

قوات صالح

حرص الرئيس علي عبد الله صالح، طوال سنوات حكمه على التكتم عن جميع المعلومات التي تخص الشؤون العسكرية، حتى وزارة الدفاع ظلت ترفض موافاة مجلس النواب بالمعلومات العسكرية.

ومع هذا يقدر تعداد القوات بحوالي 60 ألف جندي، الذي ينقسم إلى خمس محاور عسكرية، قسمت على أساس جغرافي، وهي المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، والمنطقة العسكرية الشرقية، والمنطقة العسكرية الجنوبية، المنطقة العسكرية الوسطى، والمنطقة العسكرية المركزية، وأربع من هذه المناطق أعلنت انضمامها للثورة وهي المنطقة الجنوبية والشرقية، والشمالية الغربية، والمركزية، باستثناء، المنطقة الجنوبية التي يقودها اللواء مهدي مقولة، ومع هذا فقد انشقت منها بعض الألوية وأعلنت انضمامها للثورة.

أما القوات البحرية فيقدر عددها بحوالي 7 آلاف جندي، وتعتبر ضعيفة من حيث الإمكانيات المادية والتقنية والبشرية.

فقد عمل صالح على إضعاف الجيش اليمني، لصالح تعزيز قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجله، والقوات الخاصة، التي يقودها ابن أخيه، بالإضافة إلى قوات الأمن المركزي التي يقودها فعليا ابن أخيه، وجميع هذه الوحدات مسلحة تسليحا أميركيا أفضل من تسليح الجيش، بالرغم من أنها ليست قوات عسكرية، وإنما قوات مهمتها حماية نظام حكمه.

كما يعتمد نظام صالح على القوات الجوية، التي يقودها أخوه غير الشقيق، ومقارنة بسلاح الجو الليبي في عهد القذافي، فإن سلاح الجو اليمني يعتبر متخلفا للغاية، حيث أن قوامها يتكون من 5 آلاف جندي، وهي ضعيفة من حيث عدد الطائرات والمروحيات التي تمتلكها، فعدد الطائرات المقاتلة لا يتجاوز 64 طائرة، سقطت عدد منها خلال المواجهات التي دارت بين الجيش اليمني والحوثيين، في صعدة.

ويبرز الحرس الجمهوري الذي يعيد انتشاره حاليا في عدد من المحافظات اليمني، كقوة يعتمد عليها نظام صالح بشكل أساسي، وهو يتكون من 23 لواء عسكريا، موزعة على ألوية المدفعية والدبابات والمدرعات والمشاة ميكانيك، ودفاع جوي، ومضلات، وقوات صاعقة، وألوية صواريخ، وقوات خاصة، والحرس الخاص والرئاسي، وقوات مكافحة الإرهاب، كما يعتمد صالح كذلك على قوات الأمن المركزي، التي تتسلح تسليحا عسكريا، وتنتشر في صنعاء وعواصم المحافظات.

قوات الثورة اليمنية

مقارنة بقوات الثوار الليبيين، يعتبر وضع الثورة اليمنية من حيث القوة العسكرية أفضل بكثير، من عدة نواحي، فالجيش الليبي انهار وانضم إلى الثورة منهارا، فيما الجيش اليمني، انضم إلى الثورة، محافظا على كياناته ومعسكراته، كما أن الثورة اليمنية تمتلك بالإضافة إلى الجيش الموالي لها، قوات قبلية متمرسة على القتال، ولديها كميات كبيرة من السلاح، فضلا عن وجود نحو 60 مليون قطعة سلاح في الشارع اليمني، على عكس الثورة الليبية التي كان تسلح الثوار فيها من خلال سيطرتهم على مخازن الأسلحة، وعانوا من ضعف التنظيم خلال الأشهر الأولى من القتال.

وتعتمد الثورة اليمنية من حيث الإمكانيات القتالية، أربعة محاور عسكرية موالية لها، تضم أكثر من 20 لواء ومعسكرا، تعهدوا بحماية الثورة.

كما تشهد القوات الموالية لصالح انقساما شديدا، في الوقت الذي تملك فيه قوات الثورة اليمنية ألوية مشاة ومدفعية ودفاع جوي، وساحلي، وألوية تدريب، في مختلف المناطق العسكرية، ومعسكرات حرس حدود، وقواعد إمداد وتموين بالإضافة لقاعدة الحُديّدة الجوية التي تعد أكبر قاعدة جوية في اليمن، ولواء العمالقة ولواء 26 من الحرس الجمهوري.

وبالإضافة إلى كل هذا تقع أجزاء كبيرة من العاصمة صنعاء، تحت سيطرة الفرقة الأولى مدرع الموالية للثورة، فضلا عن تمركز دفاعاتها في الجبال، وهي مقارنة بالحرس الجمهوري تمتلك خبرة كبيرة في الحروب، من خلال خوضها 6 حروب في صعدة، على عكس قوات الحرس الجمهوري التي لا تمتلك أي خبرات في الحروب، سواء على مستوى الأفراد، أو قيادتها ممثلة بنجل الرئيس صالح.

كما تمتلك الثورة شعبا مسلحا، ومدربا على السلاح، بالإضافة إلى تأييد طيف كبير من القبائل اليمنية التي تعهدت بحمايتها، ولدى العديد من هذه القبائل خبرات قتالية وتسليح جيد، يضمن لها التحكم بمجريات الأوضاع العسكرية، على غرار ما جرى في قبيلتي أرحب ونهم، اللتان استطاعتا منع قوات الحرس الجمهوري من الزحف باتجاه العاصمة صنعاء، والانتقال إلى محافظة حضرموت، وخلال ثلاثة أشهر من قصف الحرس الجمهوري لها لم يتمكن من تحقيق أي انتصار على الأرض.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية