الواشنطن بوست: العلاقات تتوتر بين اليمن والولايات المتحدة وعائلة صالح أرادت تسقط أمريكا في فخ الوضع الداخلي اليمني والعميد يحي وقواته لم يتم إشراكهم في عملية العولقي

الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - ترجمة: عبدالله سلام – خاص
عدد القراءات 12444
 
  

الترجمة خاصة بمأرب برس

المصدر: واشنطن بوست

بقلم: سودارسان راغافان و كارين ديونج

ملخص:



رغم محاولات صالح لتوريط الولايات المتحدة في المواجهة مع منافسيه، فإن الأخيرة تصر على اقتصار عمليتها على ضرب أشخاص يشكلون تهديدا لها ولحلفائها.

العلاقات بين الولايات المتحدة واليمن تمضي في التوتر مع تصاعد الخلاف حول كيفية المواجهة مع الجماعة الإرهابية في اليمن التي يقول عنها مسئولون أمريكيون أنها أكثر فصائل القاعدة نشاطا.

حتى مع ادعاء كلا الطرفين المسئولية عن مقتل العولقي، يستمر السجال حول أولويات متباينة. ويتهم مسئولون يمنيون كبار الولايات المتحدة بعدم مساعدة قوات الحكومة في محاربة المناوئين الذين يعتبرونهم على صلة بتنظيم القاعدة و لهم نوايا في مهاجمة الغرب.

بدورهم، يبدي مسئولون أمريكان فتورا في مواجهة التمرد في اليمن ويقولون أن جهود مكافحة الإرهاب مقصورة ضد من يصفونهم بأقلية ضمن فصيل القاعدة في اليمن مصممة على مهاجمة الولايات المتحدة. هؤلاء المسئولون يقولون أنهم عازمون على مقاومة جهود حكومة صالح المتأزمة لإقحام القوات الأمريكية في مواجهة التمرد الداخلي وجر الولايات المتحدة إلى (التورط في) الفوضى الداخلية في اليمن.

هذا الخلاف يبرز معضلة جوهرية تواجه إدارة أوباما. فعلى الرغم من تعويلها على تعاون حكومة صالح في جهود مكافحة الإرهاب و استهداف جماعة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فإنها تسعى لاستقالة صالح كخطوة في ربيع الديمقراطية العربي.

أظهرت مقابلات مع مسئولين من كلا الجانبين العلاقات اليمنية الأمريكية المتعلقة بمكافحة الإرهاب أنها علاقات يشوبها الخلاف وأحيانا العدائية، على الرغم من الإدعاءات العلنية لمسولين أمريكان مؤخرا أنها علاقات تعاون وثيق.

يقول العميد يحي صالح – ابن شيق الرئيس - الذي يرأس وحدة مدربة من الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى قوات الأمن المركزي: "المساعدات الأمريكية محدودة جدا، للأسف الجانب الأمريكي يولى الوضع السياسي اهتماما أكبر من مكافحة الإرهاب".

مسئول أمريكي رفيع في إدارة أوباما قلل من أهمية الانتقادات اليمنية، وميز بين مكافحة الإرهاب من خلال استهداف أشخاص، وبين إزالة التمرد من خلال إستراتيجية مكثفة الإمكانيات للقضاء على ملاذات التمرد. الولايات المتحدة لن تنخرط في الأخير، حيث "يختلط التمرد بعناصر سياسية وفصائل متنافسة". و يضيف المسئول أن جهود الولايات المتحدة ستركز فقط على منع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من مهاجمة الولايات المتحدة.

يقول جون برينان – مستشار مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض - أنه في حين أن تنظيم القاعدة "يخوض حربا على الأرض ضد الجيش اليمني،" فإن الكثير من المتمردين ذوو خلفيات قبلية ومقاتلين غير محترفين يريدون الإطاحة بحكومة صالح. القاعدة تركز على مهاجمة الولايات المتحدة وحلفاءها.

يقول المسئول الذي طلب عدم كر اسمه: "أعلم ن هناك سخطا، و تحديدا في أوساط عائلة صالح. لقد كانوا يريدوننا أن نقوم بأشياء مختلفة لكبت التمرد أو أي شيء ضد المصالح السياسية لصالح. ونحن لن نسقط في فخ الوضع الداخلي."

ومع تصاعد العنف، استدعت الولايات المتحدة بهدوء مدرين عسكريين ومستشارين وخبراء كانوا يعملون مع قوات مكافحة الإرهاب اليمنية. يقول العميد يحي صالح:" لم يعد هناك تدريب أو إمداد بالذخيرة والمعدات، الدعم يتناقص باستمرار، طلبنا مساعدتهم في أبين في التخطيط والعمليات، وقالوا أنهم سيفعلوا، ولكن لا شي من هذا حدث". قالت الولايات المتحدة أنها قدمت مساعدات إنسانية للقوات الحاصرة في الملعب الرياضي بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي لكن العميد يحي قال أن المساعدات كانت قليلة جدا ومتأخرة جدا.

الولايات المتحدة تعيد ضبط إستراتيجيتها

يبدو أن إدارة أوباما متأنية في التعامل مع تقارير عن أطلاق قوات صالح النار على المتظاهرين العزل، مما أسفر عن قتل وجرح المئات. و قد اتهم زعماء المعارضة العميد يحي صالح بنشر وحدات مكافحة الإرهاب المدربة أمريكيا ضد المتظاهرين، وهي تهمة ينفيها يحي.

دبلوماسي أمريكي في صنعاء - طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر - قال انه لا دليل على أن القوات المدرية أمريكيا قد استخدمت ضد المتظاهرين، الأمر الذي كان سيشكل انتهاكا واضحا للقانون الأمريكي. لكنه قال أن هناك بعض الأدلة حول استخدام هذه الوحدات مع القبائل المسلحة المناوئة للحكومة في منطقة الحصبة في العاصمة. يقول مسئول رفيع في إدارة أوباما: "لقد قلنا بوضوح للحكومة اليمنية أن استخدام أي من تلك الوحدات أو الإمكانيات أو المعدات التي في قمع المظاهرات الداخلية سينتج عنه وقف أي نوع من المساعدات لتلك الوحدات. ونحن مرتاحون ومطمئنون أن تلك الوحدات لم تستخدم. وأضاف : " الخط الفاصل بين الإرهاب والمعارضة الداخلية غير واضح." لكن "لن نستثمر في أي مقدرات يمكن أن تستخدم ضد المتظاهرين السلميين."

غضب في حكومة صالح

الانتقادات العلنية النادرة من بعض اليمنيين يأتي وسط شعور متزايد بالمرارة من طلب إدارة أوباما من الرئيس أن يتخلى فوار عن السلطة. ففي اليوم الذي اغتيل فيه العولقي أكدت الولايات المتحدة على عدم تغير مطالبها. و هو ما أثار شكوى مسئولين يمنيين من أن الولايات المتحدة لا تقدر حلفاءها الأساسيين في مكافحة الإرهاب.

العميد يحي صالح عبر عن قلقه من أن الاستخدام المتزايد للضربات بالطائرات بدون طيار يمكن أن يؤدي إلي ردود فعل غاضبة في اليمن ضد الحكومة وضد الولايات المتحدة، الذي سيقود إلى المزيد من عدم الاستقرار.

سلطان البركاني قيادي في الحزب الحاكم يقول:" أحيانا لا يكون هناك شراكة، بل تتصرف الولايات المتحدة وكأنها تعطي أوامر لليمن". مضيفا أن الأمريكان " لا يلعبون دورا نشطا."

عندما وصل الأمر لتعقب أنور العولقي، وثقت وكالة الاستخبارات الأمريكية ومنفذو القوات الخاصة في القليل من اليمنيين. الدبلوماسيون الغربيون يقولون أن الولايات المتحدة تتعامل فقط مع مكتب الأمن القومي اليمني، على اعتبار انه الأكثر اعتمادية. وكانت العملية حذرة لدرجة أن العميد يحي صالح وقواته المدربة أمريكيا لم يتم إشراكها، ففي الماضي تم اختراق قوات الأمن اليمنية من قبل متعاطفين مع القاعدة.

يقول المسئول الرفيع في إدارة أوباما: "نحن نتوخى الدقة و الحذر بقدر المستطاع للتخفيف من التهديدات ضد مصالحنا، بدون أن نشارك في الصراع الداخلي في اليمن."