قراءة في رسائل الثوار إلى «تيس الضباط» والشقيقة الكبرى، وراء تسمية جمعتهم الـ34 بـ«جمعة الشهيد إبراهيم الحمدي»

الجمعة 07 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 22276
 
  

تحمل التسمية التي أطلقتها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية على جمعة الغد التي تحمل الرقم 34 منذ اندلاع الثورة السلمية، بجمعة «الشهيد إبراهيم الحمدي»، عددا من الرسائل للداخل والخارج، لعل أهمها رسالة إلى المملكة العربية السعودية التي عمل الحمدي خلال فترة حكمه على التخلص من وصايتها على الشؤون الداخلية، قبل أن تكون السعودية فيما بعد على رأس قائمة المتهمين بتدبير عملية اغتياله.

كما تحمل التسمية رسالة، إلى الرئيس صالح، الذي يعتبره الكثيرون المتهم الأول إلى جانب الرئيس الراحل أحمد الغشمي، في تنفيذ عملية اغتياله، برصاصة من الخلف، أثناء تلبيته لدعوة الغداء في منزل الثاني بمنطقة ضلاع همدان بصنعاء، عشية عزمه على السفر إلى الجنوب لتوقيع اتفاقية تمهيدية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.

وتنطوي هذه الرسالة تأكيدا على عزم الثوار على فتح عشرات الملفات المتعلقة بالاغتيالات السياسية في عهد الرئيس صالح، وعلى رأس هذه الملفات التي ظل صالح يحاول طمس ملامحها طوال سنوات حكمه، قضية اغتيال الحمدي.

وفي هذه الرسالة، أيضا، إشارة إلى الذكرى الطيبة التي تركها الحمدي في الذاكرة اليمنية، بصفته رئيسا كان يحمل مشروع دولة، تعرض للاغتيال من قبل صالح الذي يحمل مشروعا أسريا، ستقضي عليه ثورة الشباب السلمية، فيما سيترك صالح ذكرى سيئة في الذاكرة اليمنية، بصفته الرئيس الذي قتل أبناء اليمنيين من أجل أن يكون ابنه خلفا له في الرئاسة.

ولعل المفارقة بين الحمدي وصالح في هذه الجزئية هي أن الحمدي صعد إلى السلطة بحركة تصحيحية لمسار الثورة اليمنية، فيما يتشبث صالح بالسلطة لتقويض النظام الجمهوري، ومحاولة توريث السلطة لأسرته ولأبنائه من بعده.

استعادة السيادة هي أهم رسالة تحملها هذه التسمية، بعد أن وضع صالح الدولة اليمنية رهنا لرغبات الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، التي يتهمها الثوار حاليا بدعم نظام صالح، والتآمر على الثورة الشعبية ضد نظامه، من أجل استعادة السيادة اليمنية.

كما تحمل جمعة الشهيد الحمدي رسالة إلى صالح الذي لقبه الحمدي بتيس الضباط، بأن اليمنيين يبحثون عن رئيس لم يكن مهتما بتأسيس حرس جمهوري يسخره لقمع إرادة شعبه في التغيير، ويستخدمه في قصف القرى والمدن وترويع الآمنين في منازلهم، فقد كان الحمدي متخففا إلى حد بعيد من أي حراسة شخصية، وظل يردد طوال أشهر حكمه بأن حب الناس هو أفضل حرس رئاسي يحميه من أعدائه.

وبمعنى آخر يؤكد الثوار من خلال هذه التسمية عن إرادتهم في تأسيس دولة مدنية، يحميها جيش وطني، ليس مسخرا لحماية أسرة حاكمة، أو فرد حاكم، يسخر كل اليمن لخدمته، ويترفع عن خدمة شعبه، والاستجابة لمطالبه في التغيير.

ولأن الحمدي كان يمقت الكذب والمراوغة التي يتفنن فيها صالح، فقد ظل في قلوب اليمنيين، يحمل لقب الشهيد إبراهيم الحمدي، رغم رحيله عن السلطة، فيما رحل صالح من قلوب اليمنيين، حاملا لقب السفاح، بالرغم من تشبثه المستميت بالسلطة.

باختصار إنه تأكيد من قبل الثوار على أن ثورتهم ثورة ضد نظام قتلة الحمدي، الذي تم اغتياله، من قبل نظام يحاول أن يستثمر اليوم محاولة اغتيال صالح، من أجل تنفيذ عمليات انتقامية، ضد شعبه الذي خرج إلى الساحات للمطالبة برحيله.

عاد الحمدي، في جمعته كبيرا في قلوب ملايين اليمنيين، ومحمولا على أكتاف الثوار الطامحين إلى بناء يمن جديد يسود فيه العدل والمساواة، فيما عاد صالح إلى صنعاء، صغيرا ومشوها، للانتقام من الثوار، الذين ارتكب بحقهم عشرات المجازر، ولم يتورع بقصفهم بالأسلحة الثقيلة، وهذا ما سيرويه الثوار لأبنائهم، وسيدونه التاريخ للأجيال القادمة.

للاطلاع على سيرة الرئيس إبراهيم الحمدي هنــــا

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية