آخر الاخبار

السفير البريطاني بصنعاء: على الرئيس صالح توقيع المبادرة الخليجية ولندن لا تخشى من حكومة يقودها «الإخوان المسلمون» في اليمن

الجمعة 07 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ متابعة خاصة
عدد القراءات 9223
 

أكد السفير البريطاني بصنعاء، جوناثان ويلكس، بأن التغيير في اليمن بات حتميا، وأن على الرئيس علي عبد الله صالح، التوقيع على المبادرة الخليجية والبدء في نقل السلطة سلميا.

وقال ويلكس بأن بريطانيا لا تخشى من حكومة يقودها «الإخوان المسلمون» في اليمن، إذا التزموا بمبادئ الديمقراطية، مؤكدا بأن هناك مداولات تدور حول اليمن في مجلس الأمن، غير أنه نفى الحديث عن فرض أي عقوبات على النظام أو أشخاص فيه.

وأوضح ويلكس في حوار مطول له مع صحيفة «الشرق الأوسط» بأن الموقف البريطاني يتمثل في ضرورة إيجاد حل سلمي وسريع، وقال بأن «التغيير قادم إلى اليمن من دون شك، وهذا لم يعد محل تساؤل، والتساؤل فقط حول طريقة هذا التغيير، هل ستكون سلمية أو عنيفة، سريعة أو بطيئة».

 وأشار ويلكس إلى أن هناك حوارا شهدته الأسابيع الماضية بين المعارضة والحزب الحاكم، تم الاتفاق فيه على عدد من المبادئ، بإشراف المبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، مؤكدا بأن هناك قبولا واسعا في الحزب الحاكم، وفي المعارضة للمبادئ المطروحة والمتفق عليها كآلية لتنفيذ المبادرة الخليجية.

غير أن ويلكس شدد على ضرورة اقتناع عناصر في الحزب الحاكم، وكذلك في المعارضة بفكرة تقديم تنازلات، وقال بأن «هناك نقاشا حول تفاصيل آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، مثلا هناك اتفاق حول مبدأ الانتخابات المبكرة بعد أشهر، لانتخاب رئيس جديد، لكن هناك خلافات حول بعض التفاصيل، ولذا فإن هناك حاجة إلى إجراء حوار جدي من أجل إكمال ما سبق وأن تم الاتفاق عليه».

وأضاف ويلكس: «نحتاج من الرئيس صالح قرارات شجاعة، للوفاء بالتزاماته خلال المفاوضات الماضية، بحضور السفير الأميركي وسفراء آخرين، ولا نحتاج إلى كلام فقط، لأن الوقت قد فات على الكلام الكثير»، مشيرا إلى أن صالح لديه تحفظات على الآلية التنفيذية وبعض التفاصيل، وقد تم العمل على إكمال حول هذه التفاصيل، وقال بأن «اليمن كوكب آخر سياسيا، فالعالم يؤيد حلا سلميا، وممثلو الأطراف المعنية في اليمن يؤيدونه، ومع ذلك هناك عناصر تسعى إلى خراب البلاد».

وأوضح ويلكس بأن هناك خلافات وصراعات شخصية، هي من تعرقل التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن الصراعات الشخصية تتمثل في ما وصفه بالصراع بين «عيال الأحمر وعيال صالح وعلي محسن، مؤكدا بأن هناك حاجة إلى تسوية سياسية بينهم»، مؤكدا بأنه حتى لو تم توقيع الاتفاقية، ودخل اليمن في الفترة الانتقالية، فإن بريطانيا لا تريد فكرة الاجتثاث الكامل للنظام، لأن هناك حاجة للخبرة الموجودة في بعض المؤسسات العسكرية والأمنية، نظرا للخبرة التي اكتسبتها خلال تحالفها مع الغرب في الحرب على الإرهاب.

من جانب آخر أكد ويلكس بأن بريطانيا لا تعارض وجود التيار الإسلامي ممثلا بجماعة الإخوان المسلمين، أو أي تيار آخر في السلطة، مشيرا إلى أن هناك تواصلا بين الحكومة البريطانية وبين جميع القوى السياسية بما في ذلك حز الإصلاح، ولذلك فلا توجد لديها أي خشية من أي تيار يقبل بالمشاركة والتعددية، مشيرا إلى أنه لا يتوقع إلا تشكيل حكومة ائتلافية في الفترة الانتقالية.

وحول قضية إحالة ملف اليمن إلى مجلس الأمن الدولي، أكد ويلكس بأن هناك نقاشات في مجلس الأمن حول الملف اليمني، مؤكدا بأن الموقف الروسي والصيني فيما يخص الملف اليمني أكثر قربا لمواقف بريطانيا وفرنسا وأميركا فيما يخص تشجيع الحوار والمبادرة الخليجية، بمعنى أن هناك إجماعا دوليا حول اليمن، وهذا يجعل الحالة اليمنية مختلفة عن الحالتين الليبية والسورية.

ونفى ويلكس وجود أي نقاشات حول فرض عقوبات على اليمن، حتى لا تؤدي هذه العقوبات إلى مزيد من المعاناة بالنسبة للشعب اليمن، كما نفى وجود أي نقاشات حول فرض عقوبات على أشخاص في النظام حاليا، لأن هناك عملية حوارية جارية، والمجتمع الدولي يريد أن يستمر الحوار، وهذا الوضع يختلف مقارنة بالوضع السوري، ولذلك فإن النقاش بين الدول الكبرى في مجلس الأمن سيكون حول إكمال الحوار والمبادرة الخليجية والفترة الانتقالية.

لمتابعة نص الحوار اضغط هنا