بعد اجتماع مجلس الأمن .. سيناريوهات صالح المحتملة

الخميس 13 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - د. بلال حميد الروحاني – خاص
عدد القراءات 12274
 
  

عاد صالح إلى اليمن بعد رحلة علاجية إلى عاصمته السياسية الرياض, وإلى والده العزيز الملك عبد الله آل سعود, وقبل هذه الرحلة ابتُليَ ثوار اليمن بما يسمى (المبادرة الخليجية) والتي استغلها واستفاد منها الوحيد صالح وعائلته, والتي استخدمها أرضية لمناوراته الماكرة, وسياساته الخادعة, هذا قبل تنفيذها فكيف لو وقع عليها وبدأ تنفيذها فصالح كعادته يستطيع أن يضع العراقيل والتدابير اللازمة التي ستصاحب عملية التنفيذ فهو بذكائه الخارق وحيله الشيطانية, كما يفسره هو يرقص على رؤوس الثعابين فحيله أعجزت المراقبين والمحللين, وصالح كعادته لا يحترم العهود ولا المواثيق فلو افترضنا أنه سيوقع فلن ينفذ بالسهولة التي يتصورها البعض.

ولكن صالح اصطدم باجتماع مجلس الأمن والذي بدوره لن يأت بجديد وإنما تكرار لسيناريو المبادرة الخليجية والتي هي مهزلة على الشعب الثائر, ومع ذلك فقد صرح هو بنفسه أكثر من عشر مرات بقبوله المبادرة وصرح أكثر من ثماني مرات أنه سيتنحى عن السلطة, ومع ذلك لم يوقع ولم يتنحى, وإن وقع فلن ينفذ المبادرة على الأرض وسيستخدم جميع الحيل لكسب الوقت ليحقق مآربه وأهدافه, وصالح يتصف بالعناد والمقامرة مع الحماقة حتى وإن ألزمه مجلس الأمن بالمبادرة فقد يأخذه الكبر والغرور فيعاند ويقامر حتى يلقى مصير رفيقه القذافي ولا يستبعد منه ذلك, وقد بدأت التصريحات الحكومية تثبت ذلك بتحذير لمجلس الأمن وتحذير من التدويل للقضية وهو بداية التحدي.

وعندما عاد صالح إلى اليمن لم يأتِ ليكون رئيساً ولا ليورث الحكم لنجله, وهو يعلم ذلك بل هو على يقين بهذه المسألة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الهدف من عودته؟!

أخطأ صالح فور وصوله حين أشعل نجله الساحة ليومين فسارع إلى الوسطاء وهدأت الأمور نوعاً ما وخصوصاً في العاصمة, واستطاع صالح دغدغت العالم في إحدى خطاباته بأنه سيتنحى خلال أيام قال ذالك وهو سعيد ولم يكن كعمر سليمان بلغ قلبه حنجرته بإعلانه تخلي مبارك عن الحكم فكيف بمبارك, أما صالح فكانت الخدعة تملأ وجهه, ويالها من خدعة مكشوفة, فهو لم يقل ذلك إلا ليكسب مزيداً من الوقت ويرسل الخدعة إلى اجتماع مجلس الأمن.

ويبقى السؤال ما الذي جاء من أجله صالح وما الذي سيقدم عليه بعد اجتماع مجلس الأمن وما الذي يريد فعله الآن؟!

إن الذي يقرأ في تحركاته في الشارع, يجد أن صالح يخطط لما لا يحمد عقباه فهو لازال يستورد الأسلحة من الخارج حتى اللحظة, ويوزع القنَّاصة في مختلف أنحاء العاصمة صنعاء في الفنادق والعمارات, وينزل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في المدارس والمؤسسات والمباني الحكومية في محيط أعدائه الثلاثة ( ساحة التغيير – الفرقة – بيت الأحمر ) فلا مبنى حكومي ولا مرتفع إلا ووضع فيه مجموعة مسلحة من البلاطجة أو الحرس, ليس هذا فحسب بل كل الجبال والتبات المرتفعة في العاصمة مثخنة بالمدافع والدبابات والأسلحة الثقيلة, إضافة إلى المعسكرات المحيطة والمطوقة للعاصمة صنعاء, والعمل العسكري جاري ليلاً ونهاراً, فهذه التحركات والتصريحات الإعلامية تشير إلى أن صالح قد يغادر اليمن إلى عاصمته الرياض وسيوكل مهمته إلى العائلة, وسيشرف عليهم منها, كي لا يقال إن مجيء صالح أشعل الحرب وهو يدرك ذلك جيداً, ولكنه لن يغيب عنها وستكون أهدافه الرئيسة كالآتي:

 1) إشعال فتيل الحرب الأهلية وإدخال البلاد في محنة يصعب الانفكاك عنها.

2) سعيه لإشفاء غليله بتصفية خصومه وتدميرهم بكل ما أوتيَ من قوة, وخصوصاً الأعداء الأربعة: (علي محسن, وأولاد الأحمر, وقيادة الإصلاح, ومحافظة تعز منبع الشرارة الأولى للثورة).

3) إنهاك البلاد اقتصادياً, وتدمير ما تبقى من بُنْـيَةٍ تحتية كي لا يترك مجالاً لمن يأتي بعده للنهوض بالبلاد وتطويرها, حتى يبقى القادم فترات طويلة يعالج هذا الإنهاك وتبعاته.

4) تنشيط خلاياه النائمة وتفعيلها بقوة حتى يشعل البلاد من كل مكان ويربك الخصوم بهم كالحوثي والقاعدة وقد بدأت علاماته تتجلى.

فهذا ما يقرأ من تحركاته في الواقع, ولكن الله غالب على أمره, ولكن أكثر الناس لا يعلمون, والله تعالى يقول ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) .

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية