سفيرة واشنطن السابقة في صنعاء تؤكد عجز اليمنيين عن حسم ثورتهم، والماوري يرد بأنها كانت سفيرة لصالح في واشنطن وليس العكس

الثلاثاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ متبعات خاصة
عدد القراءات 13238
 
  

قالت السفيرة الأميركية السابقة في صنعاء، بربرا بودين، بأن الأوضاع اليمنية في غاية التعقيد، ففي الوقت الذي توجد فيه ثورة شبابية تعتبر جزءا من ثورات الربيع العربي، هناك صراع بين أبناء الرئيس علي عبد الله صالح، وبين اللواء علي محسن الأحمر، وبين أبناء الشيخ عبد الله الأحمر، بالإضافة إلى وجود مشاكل وانقسامات وتباينات داخل المعارضة اليمنية والحزب الحاكم، وحتى في حركة الشباب المحتجين، الأمر الذي يفاقم من تعقيدات الأزمة اليمنية الراهنة.

وأضافت بودين بأن المأساة في الأزمة السياسية الراهنة في اليمن هي أن هناك لاعبين كثيرين، ولكن الكثير منهم لا يمتلك القدرة على المضي بالانتفاضة اليمنية إلى نهايتها، غير أن لديهم القدرة جميعا على إفساد كل شيء، وعلى إدخال اليمن في صراع دامي، وحرب طويلة.

إحباط أميركي

أكدت بودين بأن الموقف الأميركي من الأزمة اليمنية، كان منسجما مع هذه النظرة، وداعما لنقل السلطة سلميا، ولطموحات المحتجين للتغيير، وحقهم في التظاهر.

وفيما أكدت بأن هذه السياسية الأميركية المتناغمة مستمرة، قالت بودين بأن هناك إحباطا من عدم قدرة أي طرف من الأطراف اليمنية على إنهاء ما يحصل، وحسم الانتفاضة اليمنية، وكل ما هنالك هو أن هناك إجماعا على ضرورة تنحي الرئيس علي عبد الله صالح بشكل توافقي.

واعتبرت بودين، خلال مشاركتها في برنامج «من واشنطن» على قناة الجزيرة، بأن خروج صالح عن السلطة ليس حلا نهائيا للأزمة اليمنية، إذ أن هناك أزمة جديدة ستنشب عقب رحيله بين الأطراف، وقالت بأنه يجب أن يتفق الجميع على ما بعد الرحيل، وليس على سياسة تقوم على الإطاحة بشخص واحد.

سفيرة لصالح في واشنطن

وخلال البرنامج، اعتبر الناشط السياسي، منير الماوري، ما طرحته السفيرة الأميركية السابقة في صنعاء، متناغما مع الطرح الذي يروج له الرئيس صالح، وقال هذا الفهم الأميركي الخاطئ لطبيعة الأوضاع في اليمن جزء من العقبات التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التعامل مع الأزمة اليمنية.

وأضاف الماوري في معرض رده على بودين، التي اعتبرت مغادرة صالح وأسرته ليس حلا للمشكلة، بأن صالح المتشبث بالسلطة هو المشكلة بحد ذاتها، مشيرا إلى أن بودين كانت توصف خلال فترة عملها كسفيرة لواشنطن في صنعاء بأنها سفيرة صالح في الولايات المتحدة الأميركية وليس العكس.

وفيا أكد الماوري على أن هذا الطرح الذي تطرحه بودين هو سبب سياسة أميركا المرتبك حيال الأزمة اليمنية، اعتبر بأن المشكلة هي صالح وليس ما سيأتي بعده، وإذا رحل فإن اليمنيين يستطيعون التعايش فيما بينهم، وقال بأن اليمنيين لا يريدون أن يتوحدوا ولكن يريدون أن يتعايشوا، وأن يكون هناك تداول سلمي للسلطة، ويريدون أن يسلم صالح السلطة لنائبه، وللحزب الحاكم، وليس للمعارضة.

القرار يظل يمنيا

وردا على الماوري، أكدت بودين بأنها ليست جزءا من الحكومة الأميركية، وقالت بأن مغادرة صالح وعائلته أمر تدعمه الحكومة الأميركية، ولكن مغادرته ليست كافية لمعالجة المشكلة الجوهرية في اليمن، ولا بد من وجود بعض الأدلة على وجود خطة للمرحلة الانتقالية، لأن اليمن يواجه مشاكل كبيرة وكثيرة.

وأضافت بودين بأن صالح يجب أن يغادر السلطة، والولايات المتحدة الأميركية لا تريده أن يبقى حتى تحل جميع مشاكل اليمن، ولكن الأمر كله بيد اليمنيين لحسم ثورتهم، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن يمكن أن يدعم، ولكن القرار أولا وأخيرا يظل يمنيا.

وأشارت بودين إلى أن المحتجين في الساحات يؤكدون بأن الثورة قد توقفت في مكانها، بسبب الانقسامات والخلافات بين قوى المعارضة، ولا بد أن توحد المعارضة صفها، وأن تتوصل إلى إجماع حيال الأوضاع الراهنة.

الثعابين الدولية

وتعليقا على تعقيب بودين، أكد الماوري بأن اليمنيين لا يريدون أن يكون هناك أجماعا، لأن الإجماع معناه الديكتاتورية، وقال بأن هناك ثقة في النائب والحزب الحاكم كي يتم تسليم السلطة إليهم، مؤكدا بأن الثوار لا يريدون أن تتم انتخابات في ظل وجود صالح في السلطة، لأن الشباب لم تعد لديهم أي ثقة به.

وأضاف الماوري بأنه يجب على صالح ألا ينتقل من الرقص على رؤوس الثعابين في اليمن، إلى الرقص على رؤوس الثعابين الدولية، لأنها أخطر من الثعابين المحلين.

وأشار الماوري إلى أن المؤسسة العسكرية التي حسمت الثورتين المصرية والتونسية، انقسمت في اليمن، فجزء منها أيد الثورة، والجزء الآخر ظل مع صالح، وهذا أخر الحسم الثوري في اليمن.

غير أنه أكد بأن مشكلة انقسام المؤسسة العسكرية في اليمن، يعتبر جزءا من مشاكل السلطة القائمة، التي عملت على تفتيت الجيش وتحويله إلى مؤسسة عائلية.

وأضاف الماوري بأنه ليس هناك أي مشكلة بين الثوار وبين الحرس الجمهوري والأمن المركزي، ولكن مشكلتهم مع قادة هذه المؤسسات التي سيطرت عليها أسرة صالح، وقال بأن المشاكل في اليمن ستحل برحيل الأشخاص.

وتطرق الماوري إلى قضية تلاعب صالح بملف القاعدة، وتوظيفه ضد خصومه، وقال بأن الإدارة الأميركية اكتشفت بأن صالح غير أمين في حربه مع القاعدة، مؤكدا بأن الولايات المتحدة تغامر بمصالحها بالوقوف مع أسرة أو أشخاص ضد الشعب اليمني، وقال بأن مصلحتها على المدى الطويل بالوقوف إلى جانب الشباب.

واختتم الماروي حديثه بتنبيه الإدارة الأميركية إلى أنه فيما إذا انتصرت الثورة فإن الآلاف الذين في الساحات لن ينظم أحد منهم إلى تنظيم القاعدة، أما إذا فشلت الثورة فإن واحد بالمائة على الأقل منهم سينظم إلى القاعدة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن