ويوجه رسالة للشعب من خلف القضبان ومأرب برس تنشر نصها

الأحد 13 إبريل-نيسان 2008 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - خاص: تعز، عبدالهادي ناجي
عدد القراءات 7663

رحل يوم السبت الفنان الشعبي فهد القرني إلى السجن المركزي بعد أن أقرت النيابة العامة حجزه على ذمة القضية المرفوعة ضده بعد أن تعرض للاعتقال من قبل الأمن السياسي وقوبل الاعتقال برفض شعبي وجماهيري تزعمته أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني بتعز حيث نفذت عدد من الاعتصامات الجماهيرية كان احدها بالقرب من الأمن السياسي والآخر أمام محكمة الاستئناف والآخر أمام ديوان محافظة والأخير في ملعب الشهداء بتعز وقد جوبهت تلك الاعتصامات برفض من قبل السلطة المحلية حيث تعرضت لإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وتعرض عدد من المشاركين لإصابات بعضها جسيمة الأمر الذي جعل المشترك يطالب بإحالة المتسببين في إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع إلى القضاء لمحاسبتهم ، وكان اللقاء المشترك قد شكل لجنة قانونية للدفاع عن المعتقلين في سجن النيابة ومن ضمنه القرني وأكدت مصادر قريبة من المعتقلين أن ترحيل القرني إلى السجن المركزي كان من قبل النيابة بعد أن تم التحقيق معه ومن المتوقع أن يمثل أمام القضاء خلال الأيام القادمة فيما يتوقع أن يتم الإفراج عن المعتقلين الآخرين بضمانات حضورية .

إلى ذلك وجه الفنان الشعبي فهد القرني رسالة إلى أبناء الشعب جاء فيها :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . .. أما بعد :

نحمد الله أن جمعنا وكتب لنا أن نصلي صلاة الجمعة جماعة .. وإن كنا في سجن ، إلا أن هذا السجن ؛ لأننا نحمل قضية ، ولأننا لا نبتغي وراء ذلك رياء ولا سمعة ، ولسنا عشاق مغامرات ، إنما نبتغي وجه الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله أولاً ، ثم أما بعد :

أيها الإخوة الكرام الأحبة ، إن وطننا اليوم بأمس الحاجة إلى أصحاب المشروع الجامع الكبير ، إن يمننا اليوم بأمس الحاجة إليكم .. إلى صمودكم ، إلى ثباتكم ، إلى اعتزازكم ، إلى قوتكم ، إلى التحرك لانتزاع حقوقكم ، لن تأتي الحقوق إلا بالتحرك ، اليوم السلطة تواجه كل من يرفع شعار : لا للغلاء ، كل من يقف ضد عبثهم ... يوزعون التهم .. واحد انفصالي ، وواحد تخريبي ، بينما عاجزين .. عجزوا أن يواجهونا بالحجة ، عجزوا أن يواجهونا بالقانون .

أدخلونا السجن ، في السجن كنت أتوقع أن يسألوني عن كثير .. كنت أتوقع أن يسألوني عن المجاري الطافحة لماذا تغني عنها ؟! عن الشوارع المهدمة المكسرة ، لماذا تغني عنها ، عن النهب والسلب للأراضي لماذا تمثل عنها .

كنت أتوقع أن يسألوني : لماذا تتحدث عن ميناء المخا المنهوب ، بل المغدور المقتول الذي لم تستفد منه المحافظة .. ونطالب أن يتحول إلى ميناء حيوي تستفيد منه المحافظة .

لم يسألوني عن الفقر ، عن الجرح ، فقط كانوا يسألونني عن الرئيس .. أنت تسيء للرئيس ، وأنت تفعل بالرئيس !! قلنا لهم : لا تحملوا الرئيس ما لا .... لا تجعلوا الرئيس شماعة تحملونه أخطاءكم ، قضايانا حقوقية ،نحن لم نتكلم على شخص ، ولا نتكلم على أشخاص ، ولن نجرح في أشخاص !!

نحن نتحدث عن هموم الناس ، عن مشاكل الناس !! عن قضايا الناس !!

يعني ضاقت صدوركم بأغنية .. بمسرحية .. عجزتم .. تقابلون المسرحية بالدبابات والهراوات ، باعتقالات . وإن كان اعتقال الأمن السياسي اعتقالاً غير قانوني ، وبطريقة استفزازية ، إلا أننا نقول ونستمر : كلما يحدث لنا يزيدنا إصراراً ، يزيدنا قوة .

خرجنا من السجن أكثر إيماناً بالنضال السلمي وانتزاع حقوقنا ، ونحن ما زلنا داخل المعتقل ، ومن داخل المعتقل نقول : قد يصلوا إلى أجسادنا ، لكنهم لن يصلوا إلى أرواحنا ، لن يزعزعوا ثقتنا بمشروعنا ، ثقتنا بالله أولاً ثم ثقتنا بحقوقنا .

ولذلك أوصي الناس ، وأوصي نفسي وإياكم بأن هذا الحراك هو الذي سيخرجنا إلى طريق ، التحرك بالمسيرات ، سيخرجنا إلى طريق .. السلمي للحفاظ على وحدتنا ؛ لأن الوحدة مهددة من الفساد أولاً ، من الظلمة ، ومن هؤلاء دعاة الشعارات الصغيرة أو المشاريع الصغيرة .

ولا يزايد أحد على وحدويتنا نحن أبناء تعز ، نحن وحدويون حتى النخاع ، نحمي وحدتنا ، حميناها وسنحميها من الفاسدين والظالمين .

مستمرين في النضال السلمي ، مستمرين بانتزاع حقوقنا ، لن يجرعونا ، يجوعونا ، يهينونا ، ونصمت ، لن نصمت ، سنظل نبحث في الجدار حتى نخرق للضوء وللنور .

إذا لم نستطع لنمت واقفين !! لن يرهبونا إن شاء الله ، مستمرين !

أحيي كل من خرج وظاهر !! أحيي كل من أيد وناصر !! أحيي كل من وقف معنا !

وحينا خرجت من السجن ، وعرفت أن الناس خرجوا يطالبون بإخراجنا وغيرنا من السجون ، عرفت أن الناس بخير وأن الشعب قادر على التحرك قادر على الاستمرار .

ولذلك وصيتي لكل الإخوة لكل المواطنين .

صمتكم يزيد بفقركم ! صمتكم يزيد بأوجاعكم وأناتكم ، لكن نضالكم السلمي والسلمي بلا عنف وبلا تخريب بلا تكسير .

لنحافظ على الوطن لأن الوطن هذا وطننا ، ونحن نحب الوطن ، هو غالي علينا على قلوبنا ، خرجنا لأجل الوطن ، سجنا لأجل الوطن ، اُعتقلنا لأجل الوطن ؛ لأننا لسنا عشاق مغامرات ، ولا طلاب شهرة ، بالعكس ، الشهرة عند السلطة ، لو أردنا شهرة أو مال يمكن نروح عند السلطة .. عرضت علينا كل شيء ، لكننا قلنا: السجن ، التعذيب ، الإهانة ، تعذيب أسرنا نفسياً ، ومستعدون نتحمل من أجل حقنا في الحياة ، حقنا في انتزاع حقوقنا ، لن نستسلم للخوف والذل ، وتحيا اليمن وتبقى اليمن عالية . لأجل اليمن ، اليمن تستحق منا جهداً .. وطننا يستحق منا أن نعمل ، وأن نحافظ على مسيرتنا السلمية من أي اختراق من المخربين المستبدين الذين يدخلون ليثيروا الشغب فيكون هذا الشغب مبرراً لقمع المسيرة.

علينا ونحن نخرج للمسيرات أن نحمي مسيرتنا من دعاة الشغب ، ونحيي رجال الأمن ونقول لهم : هم إخواننا ، يا رجال الأمن أنتم إخواننا ، نحن نطالب بحقوقكم ، نحن نضارب عليكم ، أنتم تعانون .. قد يكون الميري منعكم من التكلم ، لكن خلوني أنا مدني شاتكلم ، لا تحبسونيش ، خلوني أتكلم عليكم ، إحنا نضارب على مستقبل عيالكم.

إحنا وأنتم يجمعنا المعاناة ، ونحن لا يمكن أن نزايد ، لا يخدعوكم بأننا ضد الوطن .. مخربين ، لا لا ، نحن درع الوطن الوافي ، نحن نعتز بكم كمؤسسة أمنية ، نفخر بكم ، فأنتم يا رجال الأمن تضحون من أجل راحتنا ، وجدتم دستوريا لحماية أمتنا لذلك لا يجبروكم لتخويفنا ، أحييكم يا رجال الأمن ، ونحيي الميري ونحيي صمودكم ونقول لكم ونحن لسنا مخربين ، ولن نسمح بالتخريب .

ونشكر الإخوة الجنود الأشاوس ، ونقول لكم : نحن وحدويون وطنيون ، نخرج من أجل الوحدة ، الوطن ، مستمرين بالنضال إن شاء الله ، مستمرون بانتزاع حقوقنا لأجل شعبنا ، لأجل أمتنا ، لا نخاف في الله لومة لائم ، لن نخاف في الله لومة لائم ، وسنكون مع الإخوة في الأمن ، صوت واحد لانتزاع حقوقنا ، صوت واحد لانتزاع حقوقنا إن شاء الله.

أقول للإخوة أيضا المعتقلين معي في هذه الزنزانة : اصبروا وصابرو ، وأشهد أنكم خير الناس ، أشهد أنكم أعز الناس ، أشهد أنكم أجرأ الناس !!

أشهد أنكم أحرار ، وأنكم مدارس في الحرية ، وأنكم خير أبناء تعز ! أقول للإخوة المعتقلين معي هنا في الزنزانة : أشهد أنكم الأوفى لتعز ولشعبكم ولليمن الواحد ، أشهد بأنكم خير أبناء هذه المحافظة !

خرجتم وتحملتم وأنتم رجال ، اعتزوا بمواقفكم ، وكما أيضا نحن من هذه الزنزانة ، أوجه نداء إلى كل الأحرار ، إلى كل الرجال ، أن يتضامنوا مع كل المعتقلين في كل المحافظات المعتقلين ظلما ، يا إخوة ، أنا والله – شوفوا – أن يتكلم الواحد عن الظلم سهل ، لكن أن تذُوق الظلم ، وأنا في سجن الأمن السياسي عرفت معنى الظلم ، معنى أن تقهر ، أن تظلم ، معنى أن تهان ، لذلك نتضامن من أجل كل المعتقلين السياسيين الأبرياء في كل الوطن الواحد.. في عدن ، في لحج ، في الضالع ، في أبين ،في صنعاء ،في الجوف !!

نتضامن مع كل معتقل ، ونطالب بالإفراج عنه ، لا نطالب استجداءً ، ولا نطالب استعطافاً ، نطالب انتزاعاً لحقوقنا، نطالب حق ، نحن دعاة حق، لا نستجدي حقنا من أحد ، لا يمكن أن نساوم أحد ، أو أن يأتي أحد يبتزنا بوحدويتنا ، نحن وحدويون ، الوحدة عندنا دين ، وإن كانت عند البعض المتنفذين ، مشروع تجاري، يستثمر لصالحهم الشخصي ، لكن وحدتنا ، الوحدة عندنا دين ، لن نقبل .. لن نسمح بأن تهان ، وهي اليوم تهان من المعتدين ، وهي اليوم تهان من ناهبي الأراضي ، وهي اليوم تهان من المتنفذين !!

هذه الزنزانة تزيدنا حباً لوطننا أكثر، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا صبراً ، وأن يصبرنا ، وأن نخرج من هنا أكثر حماساً ، وأكثر جهد إن شاء الله وجزاكم الله خيراً !!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن