في ندوة منظمة سياج لحماية الطفولة : زواج القاصرات نتاج ثقافة وموروث متخلفين ،ونتائجه كارثية

الثلاثاء 29 إبريل-نيسان 2008 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - - رداد السلامي-صنعاء- خاص
عدد القراءات 6059

أقامت منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن اليوم الثلاثاء ندوة تحت عنوان"زواج القاصرات بين الشرع والقانون والعرف الاجتماعي" ناقشت فيها زواج القاصرات وما يترتب عليه من أضرار .

الدكتور عبدالله الكامل مستشار الصحة الإنجابية في صندوق الأمم المتحدة قال أن حجم مشكلة زواج القاصرات والقاصرين في اليمن كبيرة ،وهناك دراسات تناولتها وصفت بالمبالغة ،ولكن الحقيقية أن المشكلة كبيرة، وأضاف الكامل "فما نسبته 25% من النساء في اليمن يتزوجن في سن أقل من 15عاما ،70% منهن في المناطق الريفية

مشيرا إلى أن الأضرار الصحية والمخاطر الناجمة عن الزواج المبكر للفتيات فضلاً عن زواج القاصرات والتي منها "فقر الدم ومشاكل التغذية والافتقار للرعاية الصحية وعدم التهيئة النفسية والوجدانية للمزوجة لتكون أماً إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفاة للأطفال والأمهات على حداً سواء، مشيراً إلى أن اليمن تحتل معدلات مرتفعة في الوفاة بين الأمهات من ذوات الزواج المبكر ومواليدهن، وأرجع الكامل سبب الزواج في سن مبكر لأسباب اقتصادية واجتماعية وتعليمية حيث أن للفقر وانعدام الوعي وقلة التعليم والعادات والتقاليد دوراً مهماً في هذا الجانب.

من جانبه اعتبر الدكتور مرتضى المحطوري -عالم زيدي -:أن زواج الصغيرة دون رضاها وإدراكها باطل" وقال أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة لا يقاس عليه لأنه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" كما جاء في القرآن الكريم،منتقدا بشدة من وصفهم بـ"آباء زواج المناسبات والمصالح والزواج السياحي"، وقال أن المرأة في بلادنا ضحية الثقافة البدوية والتراث المتراكم الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة.

وأكد د.حسن الأهدل- أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة جامعة صنعاء – على عدم جواز تزويج وإجبار الفتاة إلا بعد أن تكون عاقلة وبالغة برضاها واختيارها" وقال أن الشرع مناطه العقل والعقل مناط التكليف وهذا ما أخذ به القانون اليمني من أن سن الزواج لا يقل عن 18 عاماً ، مشيرا إلا أن -بعض علماء وأئمة الدين قالوا "أنه لا يجوز إجبار الفتاة الصغيرة على الزواج إلا لمصلحة كأن تكون يتيمة أو لا مأوى لها أو أقارب على أن يكون لها الخيار بعد نضجها، مؤكداً أن الأصل عدم الإجبار، معتبرا زواج الصغيرة كارثة .

وقال المحطوري"هناك روايات نسبت الى الرسول صلى الله عليه وسلم حقرت من المرأة مع ان الرسول بريء من ذلك التحقير الذي يتنافى مع رحمته وعظمته ،وأضاف :التراث محشو بروايات ضعيفة ولا بد من مراجعته ،فمن غير المعقول أن يحقر الاسلام المرأة فقد قال الله في كتابه"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" معتبرا المذهب الحنفي هو الأولى بالاتباع في العصر الحديث

نسيم الرحمن المسئول الإعلامي في منظمة اليونسيف أثنى على منظمة سياج ومؤسسها الصحفي والحقوقي أحمد القرشي لتناولها مثل هذه القضايا الهامة "وأكدت أن الزواج تحت سن أقل من 18 عاماً منافي لحقوق الطفل الذي وقعت عليه اليمن علاوة على منافاتها لتعاليم الدين الإسلامي.

وقال نسيم "قامت قبل مدة منظمة اليونسيف بتنفيذ مسح ميداني عن الزواج المبكر في اليمن في كلاٍ من محافظتي حضرموت والحديدة وكانت النتيجة أن من بين كل عشر نساء واحدة تزوجت في سن مبكرة ،أي ما يعادل 10% وهي نسبة كبيرة"

وأكد نسيم الرحمن على دور الإعلام في التغيير ونشر المفاهيم والقيم السليمة في المجتمع فيما يخص الزواج.

الكاتبة والصحفية منى صفوان قالت ان العرف الاجتماعي اليمني والثقافة الصعبة هي من تحتاج اولا إلى التغيير والفت فيها دون الصدام معها معتبرة إجبار الفتيات الصغيرات على الزواج نتاج ثقافة مجتمعية متخلفة .

وأكد المحاميان العاصمي والمجيدي والنائب البرلماني عبدالباري دغيش عضو لجنة الصحة والسكان في البرلمان على ضرورة الضغط في البرلمان من أجل تعديل قانون الأحوال الشخصية ووضع القوانين والتشريعات الكفيلة بالحد من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال والفتيات وضمان حماية حقوقهم.

منظمة سياج لحماية الطفولة منظمة حديثة أنشأها الصحفي والحقوقي اليمني أحمد القرشي ،إثر قضية الطفلة نجود التي زوجت في سن صغير إجبارا مما ادى بها الى تقديم شكوى في إحدى محاكم العاصمة صنعاء قضت بفسخ زواجها ،وهي قضية أثارت استنكارا واسعا وتناولتها كافة وسائل الاعلام اليمنية وبعض الصحف العربية والعالمية ،كما ستتولى المنظمة مستقبلا الدفاع عن قضايا الطفولة والتشرد واستغلالهم .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن