أرادتها السلطة مهرجانا انتخابيا فتحولت إلى حراك شعبي للمطالبة باستقلال جديد

الأحد 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ ماجد الجرافي
عدد القراءات 5616


كاد الـ 30 من نوفمبر أن يتحول إلى مجرد يوم إجازة روتينية عابرة ضمن قائمة الإجازات الرسمية، ولكن الحراك السلمي الذي اشتعل في الجنوب منذ قرابة العامين أعاد هذا اليوم إلى صدارة الأيام الوطنية، وأجبر السلطة على الدخول في مقامرة مع الشارع الجنوبي للاحتفال بهذا اليوم بزخم مصطنع وفق قاعدة "مجبر أخاك لا بطل"..
وفي ظل هذه المتغيرات حلت الذكرى الـ 41 للاستقلال الوطني من الاستعمار البريطاني، ولكنها حملت في طياتها متغيرات جديدة، فاحتفال السلطة بهذا اليوم الوطني لم يكن مجرد مقامرة للشارع الجنوبي، ولكنه كان أيضا تدشينا دعائيا للانتخابات النيابية المقبلة، هكذا أرادت السلطة، ولهذا فإن أي احتفالات شعبية بهذا اليوم ستكون مصدر تشويش على حملتها الانتخابية التي تخوضها منفردة.
ذكرى الاستقلال لهذا العام كانت مظهرا من مظاهر الأزمة السياسية الراهنة، فقد تحول من مناسبة احتفالية إلى محطة من محطات القمع السياسي الذي تمارسه السلطة على جميع القوى المعارضة، ففي محافظة عدن خرج عشرات الآلاف من المواطنين إلى ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان للاحتفال بيوم الاستقلال، في ظل انتشار أمني مكثف، حيث تم استحداث عشرات نقاط التفتيش لمنع الناس من الوصول إلى مكان الاحتفال.
وشرعت قوات الأمن منذ الصباح الباكر في اعتقال أكثر من 22 مواطنا، واستخدمت الرصاص الحي لتفريق الجماهير، وألقت على المشاركين القنابل المسيلة للدموع، معتقدة أنها بهذه التصرفات تكون قد قضت على من تصفهم بدعاة الانفصال.
اللقاء المشترك لم يفوت ذكرى الاستقلال، فقد أقام مهرجانا جماهيريا في مدينة إب حضره أكثر من 100 ألف مواطن، وألقى كل من الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني (يحي منصور أبو أصبع) وعضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح (عبد الله صعتر) خطابات عبروا فيها عن رفض الإجراءات الأحادية التي أقدمت عليها السلطة للسيطرة على نتائج الانتخابات القادمة .
لم يكن أبناء عدن وحدهم من رددوا شعارات برحيل المستعمر، ولكن عشرات الآلاف من مواطني إب رددوا شعار "برع.. برع يا استعمار"، في إشارة إلى أن النظام المتسلط أصبح أكثر خطورة من الاستعمار الأجنبي الراحل.
كما نظم المشترك في محافظة تعز مهرجانا مماثلا حضره عشرات الآلاف من المواطنين، غير أن السلطات الأمنية منعت الصحفيين من المشاركة في الاحتفال.
أما المهرجان الجماهيري الذي قمعته السلطات الأمنية الخميس الماضي، فقد تعمدت أحزاب اللقاء المشترك تأجيل إصدار بيان بشأنه إلى صباح الأحد، وكأنها تحاول استغلال التوقيت لإرسال رسالة معينة إلى الحزب الحاكم، خصوصا وأنها اختتمت البيان بدعوة أبناء الشعب إلى استلهام الدروس والعبر من مراحل النضال الوطني الذي خاضه أبناء الشعب منذ انطلاقة ثورة 14 أكتوبر المجيدة وحتى نيل الاستقلال.