مئات الآلاف يؤدون صلاة جمعة الفرصة الأخيرة في شارع الستين بصنعاء وخطبتي الجمعة توجه رسائل برنامج المرحلة القادمة من تصعيد الاحتجاجات..(فيديو+ صور)

الجمعة 22 إبريل-نيسان 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس/ خاص: تصوير : رضوان الشريف
عدد القراءات 13985

أدى مئات الآلاف صلاة جمعة "الفرصة الأخيرة" جمعا مع صلاة العصر، في شارع الستين بصنعاء، للمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس علي عبد الله صالح، عن الحكم، والتأكيد على رفض أي مبادرة لا تتضمن الرحيل الفوري لصالح، ومحاكمته على جرائمه بحق المعتصمين المطالبين برحيله، منذ نحو 80 يوما.
شاهد الفيديو: .. (..1..).. ( ..2..).. ( ..3..).. ( ..4..).. (..5..).. ( ..6..)

هذه الجمعة، التي أطلق عليها المعتصمون "جمعة الفرصة" ليست كسابقاتها، فالحشد الجماهيري فيها لم يكن مسبوقا، لأنها الجمعة الأخيرة وفقا لهتافات الجماهير التي احتشدت على طول شارع الستين، ابتداء من جولة مذبح وانتهاء بجولة شارع 20 بالقرب من منزل نائب رئيس الجمهوري عبد ربه منصور هادي،حيث ردد المحتشدون "لا جمعة بعد الآن، وقت السقوط قد حان"، و"بعد مبارك يا سفاح"، وغيرها من الشعارات التي اعتادوا على ترديدها خلال الجمع الماضية.

لأسباب تبدو فنيه تأخر أذان صلاة الجمعة في ميدان الستين لبضع دقائق عن موعد الصلاة وفقا للتوقيت المحلي لصنعاء وضواحيها، ثم صعد خطيب الجمعة، الدكتور صالح الضبياني، ليقطع هتافات الجماهير، إيذانا ببدء شعائر خطبتي الجمعة، وصلاتي الظهر والعصر جمعا، بالإضافة إلى صلاتي الجنازة الغائب على شهداء النضال السلمي الذي سقطوا خلال الأسبوع الماضي في عدد من المحافظات اليمنية.

لم تكن خطبي الجمعة تقليدية، ولكنها كانت أشبه ما تكون ببرنامج سياسي، يرسم تفاصيل مرحلة جديدة من تصعيد الاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط النظام، ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح، حيث وجه خطيب الجمعة عدة رسائل سياسية لداخل والخارج.

ففيما يتعلق بالداخل، كان الخطاب موجها لثلاثة أصناف في الشارع اليمني، الصنف الأول هم المعتصمون في ساحات الحرية والتغيير، الذين وجه لهم خطيب الجمعة نصائح تبدو تعبوية استعدادا للمرحلة أكثر صعوبة من سابقاتها، فأوصاهم بلم الصفوف وعدم التفرق، وأثار حماسهم بكرامة الشهداء عند الله، وما ينتظرهم من نعيم في الآخرة، وبشرهم بأن نصر الله قريب، وسرد آيات قرآنية في تبشير المؤمنين بنصر الله والتمكين لهم في الأرض كوعد من الله، الذي لا يخلف الميعاد.

أما الصنف الثاني فهم الذين لا زالوا يناصرون الرئيس علي عبد الله صالح، وقد خاطبهم خطيب الجمعة، بالترهيب من حرمة دماء المسلمين، وحذرهم من مظاهرة الظالمين، داعيا جميع أعضاء الحزب الحاكم، والمؤسسات الحكومية التي لم تنظم إلى الثورة بعد بأن تلتحق بركبها، وأن يدينوا الجرائم التي ترتكبها السلطة في حق المحتجين سلميا.

أما الصنف الثالث ممن خاطبهم خطيب الجمعة فهم صنف المحايدين الذين لا زالوا في منازلهم، حيث دعاهم إلى نصرة إخوانهم المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير، باعتبار ذلك جزءا من الجهاد في سبيل الله، ضد الظلم الفساد.

أما للخارج فقد أكدت خطبتي الجمعة على الترحيب بجهود الأشقاء في دول الخليج لاحتواء الأزمة الراهنة، مع التأكيد على رفض أي مبادرات لا تنص على الرحيل الفوري والعاجل، كما حيا خطيب الجمعة الاتحاد الأوروبي، والأشقاء في دول الخليج على جهودهم.

كما تطرق خطيب الجمعة إلى عدد من القضايا المتداولة في الشارع السياسي، كقضية الحراك الجنوبي، وقضية مشاركة المرأة في الجهاد، وقضية انقلاب النظام القائم على أهداف ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وقال بأن أكبر دليل على واحدية الثورة الشبابية في شمال الوطن وجنوبه، هو أن أول شهيد لهذه الثورة كان في عدن، وقال بأن الذي حمى الوحدة هو الذي سيحمي الثورة الشبابية، وسينصرها، مستنكرا تخويف الناس بالانفصال فيما لو سقط الرئيس صالح.

كما أكد خطيب الجمعة على أن هذا النظام قد انقلب على أهداف ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وعلى أهداف الوحدة اليمنية، مؤكدا بأن الثورة الراهنة تهدف إلى إعادة ألق ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وإعادة الاعتبار للوحدة اليمنية، التي أزالت الثورة الشبابية كل ما كان يحيط بها من مخاطر.

واستنكر خطيب الجمعة تعريض الرئيس صالح بالمعتصمات واتهامهن بالاختلاط، وقال بأن الذي يقذفون المؤمنات الغافلات هم الفاسقون عند الله، والذين لا تقبل لهم شهادة أبدا، عند الناس، وفقا لما جاء في القرآن، مشيرا إلى أن مشاركة المرأة اليمنية في الاحتجاجات هو نوع من الجهاد في سبيل الله في سبيل إقامة الدولة المدنية ودولة النظام والقانون، وإقامة العدل في الأرض، وإزالة الظلم والظالمين.

وعقب أداء الصلاة، توجه المصلون في عشرات المسيرات التي جابت الشوارع المحيط بشارع الستين، حيث توجه بعضهم إلى ساحة التغيير، فيما جابت مسيرات أخرى شوارع هائل، وعشرين، والرباط، و16، مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس صالح.

 

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية