آخر الاخبار

أكثر من 100 شهيد منذ فجر اليوم بغزة

الثلاثاء 29 يوليو-تموز 2014 الساعة 06 مساءً / مأرب برس – وكالات:
عدد القراءات 2778

تجددت الغارات الإسرائيلية والقصف على قطاع غزة في أكثر من موقع، وكان حي الشعف الأكثر استهدافاً بالغارات، حيث أكد مراسل الجزيرة أن الحي تعرض لوابل من القنابل ألقتها أربع طائرات عسكرية، وقد تشكلت سحابة سوداء فوق مكان القصف.

واستشهد أكثر من مائة فلسطيني في قطاع غزة بينهم عدد كبير من الأطفال بغارات إسرائيلية مستمرة منذ فجر اليوم، شملت أحياء سكنية مختلفة فضلا عن أهداف أخرى من أبرزها محطة كهرباء الوحيدة في غزة التي أصيبت بأضرار فادحة وتعطلت تماما ومنزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.

وسجلت حالات الاستشهاد إلى جانب مئات الإصابات في معظم أنحاء غزة، فيما كان معظم الشهداء والمصابين من الأطفال يلعبون قرب بيوتهم ابتهاجا بالعيد حينما سقطت عليهم القذائف.

وقال مراسل الجزيرة إنه في مقابل القصف تبادل عناصر المقاومة الفلسطينية إطلاق النار مع جنود الاحتلال الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق غزة خلال عملية للجيش الاسرائيلي للكشف الانفاق، فيما قصفت المقاومة الفلسطينية عسقلان بعدد من الصواريخ.

وفيما تواصل طواقم الدفاع المدني محاولاتها للسيطرة على النيران المشتعلة في محطة كهرباء غزة، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة على مقر رئاسة الوزراء الذي تحول الى كومة من الركام. كما قصفت المدفعية ليل أمس منزل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأكد نجل هنية وقوع الهجوم في صفحته على موقع فيسبوك، وقال إن منزل هنية كان خاليا.

وكانت اسرائيل شنت الليلة الماضية غارات هي الأعنف على قطاع غزة منذ بدء العدوان وقد شملت قصفا من الجو والبر والبحر استهدف منازل ومؤسسات عامة وخاصة ..

وقد استشهد رئيس بلدية البريج وأربعةٌ من أفراد عائلته، في قصف على منزله، كما استشهد صحفي يعمل في مؤسسة إعلامية محلية مع عدد من أفراد عائلته في رفح، وبذلك يرتفع عدد الشهداء من الصحفيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة إلى ثلاثة شهداء، فيما بلغ عدد الشهداء خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى خمسة وأربعين.

أهداف القصف

وتعرض للقصف كل من مبنى وزارة المالية ومقر قناة الأقصى وإذاعة الأقصى في غزة، بينما واصلت القناة الفضائية بثها من مكان آخر. وبثت وكالة رويترز صورا تظهر لحظة استهداف المبنى الذي يضم الشبكة الإعلامية فجر اليوم، وتظهر صور -بثت لاحقا- حجم الدمار الذي لحق بمبني الشبكة.

 

ووصف المراسل تامر المسحال هذه الليلة في غزة بأنها من الليالي العصيبة والأكثر مرارة، وقال إنها تنذر بيوم جديد سيشهد مزيدا من التصعيد، خصوصا بعد التهديدات التي أطلقها نتنياهو ووزير دفاعه.

وشمل القصف الإسرائيلي للمرة الأولى منذ بدء العدوان محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، وتسبب بحريق ضخم، وانقطاع الكهرباء بشكل كامل.

وقال المتحدث باسم محطة توزيع كهرباء غزة إن جمال دردساوي إن قذائف الدبابات أصابت واحدا من ثلاث خزانات للوقود وتسببت بحريق ضخم.

وقال مراسل الجزيرة إن القطاع يشهد تواصل قصف جوي وبري ومن الزوارق الحربية، وسط تحليق الطائرات المكثف التي لا تغادر سماء غزة، وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 1156 و6500 جريح.

مجزرة جديدة

وكان القصف الإسرائيلي تسبب في استشهاد 47 فلسطينيا في أول أيام عيد الفطر بما في ذلك المجزرة التي راح ضحيتها عشرة -بينهم ثمانية أطفال- في غارة إسرائيلية على متنزه بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وأصيب 45 آخرون بجروح، بينهم سبعة في حالة خطيرة.

وقال المراسل تامر المسحال إن ما يقرب من مائة طفل فلسطيني كان يلهون في المتنزه عندما وقعت الغارة.

وتزامن هذا القصف تقريبا مع قصف لمجمع الشفاء بقطاع غزة, وهو أكبر مستشفى في القطاع. وقال مصدر طبي إن الصواريخ الإسرائيلية سقطت عند البوابة الرئيسية لقسم العيادات الخارجية في المستشفى، مما أوقع إصابات بين المدنيين.

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية هي المسؤولة عن الحادثتين, وتحدث عن "إطلاق فاشل" لصواريخ من قبل المقاومة.

وكان جيش الاحتلال أنكر أن يكون وراء المجزرة التي وقعت قبل أيام في مدرسة ببيت حانون شمالي قطاع غزة, تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتضم نازحين, لكنه أقر بعد ذلك بمسؤوليته عن القصف الذي أسفر عن استشهاد 15 شخصا وجرح عشرات آخرين.

تصعيد إسرائيلي

وفي ما يشير إلى تصعيد إسرائيلي محتمل, أنذر الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين سكان أحياء الشجاعية والزيتون شرقي غزة, وجباليا شمالي القطاع, بإخلاء منازلهم فورا، وتمت عملية الإنذار عن طريق رسائل عبر الهواتف الجوالة.

وجاء هذا التهديد -الذي قد يكون تمهيدا لعمليات توغل بري أوسع نطاقا- بعيد مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين إثر سقوط قذائف هاون أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على تجمع لقوات الاحتلال في مستوطنة أشكول التي تقع شرقي خان يونس.

وبعد هذا الإنذار, قال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن الجيش الإسرائيلي بدأ بقصف حيي الزيتون والشجاعية شرقي مدينة غزة بالمدافع.

وتواصل القصف الإسرائيلي رغم أن الساعات الأخيرة شهدت هدوءا نسبيا، حيث تقلصت الغارات وعمليات القصف، في ظل التهدئة الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة. وواصل جيش الاحتلال اعتداءاته بعدما رفضت تل أبيب هدنة إنسانية لـ24 ساعة دعت إليها الأمم المتحدة, ووافقت عليها فصائل المقاومة.

وكانت حركة حماس أعلنت أمس أنها والفصائل الأخرى وافقت على "تهدئة إنسانية" في قطاع غزة لمدة 24 ساعة "استجابة" لطلب من الأمم المتحدة. وترهن إسرائيل أي وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة, ولقي شرطها هذا دعما صريحا من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

في المقابل، تؤكد فصائل المقاومة أن التهدئة الشاملة مرهونة بوقف كامل للعدوان ورفع الحصار بالكامل, كما تؤكد أن سلاحها خط أحمر. وفي أول أيام عيد الفطر خيمت أجواء من الحزن على قطاع غزة حدادا على الشهداء.

وكانت المحال التجارية أغلقت أبوابها مساء الأحد، وحل الظلام في أرجاء القطاع نتيجة ما خلفه العدوان الإسرائيلي من دمار واسع جعل غزة تبدو مدينة أشباح، وترك الشوارع خالية من سكانها الذين انشغلوا بدفن شهدائهم وتضميد جراح مصابيهم.