آخر الاخبار

تصعيد الحوثي يقلق "العاصمة" ويقابل برد قاس ومصادر تكشف نتائج مفاوضات صعدة (تقرير)

الجمعة 22 أغسطس-آب 2014 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - تقرير – نايف الجرباني
عدد القراءات 15163

تعيش العاصمة صنعاء منذ الاثنين الماضي، حالة من القلق مع انتشار آلاف المسلحين وغير المسلحين من الحوثيين وأنصارهم في مخيمات عند مداخل صنعاء تلبية لدعوة عبد الملك الحوثي الذي أطلق احتجاجات تصاعدية ومنح السلطات مهلة حتى الجمعة لإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار برفع أسعار الوقود.

نصب مسلحي جماعة الحوثي لمخيمات اعتصام وسط العاصمة صنعاء، وبالقرب من عدد من الوزارات والمقرات الحكومية، زاد من حدة التخوف والترقب، لدى ساكني العاصمة خصوصا، وبقية المحافظات بشكل عام.

واستغرب مصدر سياسي "تواجد المخيمات الحوثية بالقرب من المطار والمعسكرات وكأن هناك نية للانقضاض على المدينة"، مشيرا الى ان صنعاء "تعيش حالة سباق بين الانفجار والتهدئة" التي يسعى إليها الوفد الرئاسي. ولم يستبعد هذا المصدر "حصول تسوية في اللحظة الأخيرة".

وأكد شهود عيان لـ" أ ف ب": أن حالة خوف وهلع تسود في صنعاء. وقال أحدهم "الناس يتزودون بالمؤن، وغير المسلحين يتزودون بالسلاح".

نتائج مفاوضات صعدة

وفي ظل ذلك القلق يترقب جميع اليمنيين، نتائج مفاوضات اللجنة الرئاسية التي شكلها هادي، من كل الاطراف السياسية، للذهاب الى صعدة لمفاوضة زعيم جماعة الحوثي على وقف التصعيد، مقابل مكاسب سياسية.

اللجنة الرئاسية انهت نقاشها امس مع زعيم جماعة الحوثي في صعدة دون ان تتوصل الى اي اتفاق، لتستمر اليوم الجمعة في نقاشها التي قالت مصادر اعلامية انها تسير بشكل ايجابي، لكن تصعيد الجماعة في العاصمة صنعاء وبدءهم في حصار المؤسسات الحكومية يقول عكس ذلك.

مصادر اعلامية نقلت عن مصدر في اللجنة الرئاسية، أن الحوثيين متمسكين بمطلب حصولهم على تمثيل أوسع لهم في حكومة وحدة وطنية وإعادة تشكيل الأقاليم الاتحادية، وأن تـُضم مناطق إضافية إلى إقليمهم، موضحا أن اللجنة تناقش مقترحات للحوثيين وتعمل على إعداد مسودة اتفاق مبدئي معهم.

وقال مصدر حكومي إن "الخلاف تركز على ...طلب الحوثثين تأسيس حزب سياسي والانضمام لحكومة جديدة (لكن) مع استبعاد التراجع عن قرار (رفع) الدعم عن الوقود، لكن الحوثيين رفضوا ذلك"، حسبما نقلت عنه رويترز

وتنص تلك المسودة، وفقا لعضو في اللجنة الرئاسية، على تحديد فترة زمنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون والحراك الجنوبي وإنجاز صياغة الدستور الجديد للبلاد والدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية مطلع العام 2015.

وأكد المصدر أن دعوة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لأتباعه ببدء ما سماها المرحلة الثانية من التصعيد "انعكست سلبا على سير المفاوضات وأثرت على مسارها في ظل غموض موقف الحوثيين".

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وجه انتقادات حادة لرعاة المبادرة الخليجية، ممثلين في الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، على خلفية بيانهم المندد بتهديدات الحوثيين وتلويحهم بعقوبات دولية ضدهم.

كما اتهم الحوثي سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا في صنعاء بممارسة ضغوط وصفها بغير المقبولة ضد الحوثيين وتوعد برد قاس على اي تدخل خارجي في شؤون اليمن.

تصعيد حوثي وتهديد رسمي..

وسبق لزعيم الحوثيين وان لوح الحوثي باتخاذ إجراءات "مزعجة" اعتبارا من اليوم الجمعة، الا ان تصعيد الجماعة قوبل برد قاس من اللجنة الأمنية التي حملت الحوثيين نتائج حصارهم للمؤسسات الحكومية، وأكدت أنها وفي ضوء هذا التصعيد الخطير ملزمة بالقيام بواجباتها الوطنية لحماية أمن واستقرار الوطن وحماية السكينة العامة والممتلكات العامة والخاصة.

واعتبرت الأمنية ان هذه الأعمال تجاوزت حق التعبير السلمي وحق التظاهر والإعتصام ، وهي الحقوق التي يمارسها الحوثيون وغيرهم على مدى أكثر من عامين من خلال مخيمات الاعتصام المقامة في ساحة جامعة صنعاء والمظاهرات اليومية والأسبوعية التي يمارسونها بكل حرية.

وأوضحت اللجنة أن محاصرة صنعاء من خلال المخيمات المسلحة على مداخلها والمخيم الذي تم نصبه اليوم هذا في وسط العاصمة يزيد من تأزيم وتعقيد الموقف، محملة الحوثيين مسؤولية هذا التصعيد وما يترتب عليه من تداعيات ونتائج.

وفي مداخل العاصمة صنعاء، أكد شهود عيان ومراقبون أن التجمعات الحوثية موجودة خصوصا عند المدخل الشمالي لصنعاء بالقرب من المطار، وفي الشمال الغربي بالقرب من معسكر لقوات الاحتياط، وفي المدخل الغربي بالقرب من منطقة المساجد ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وفي الجنوب في منطقة حزيز القريبة من قيادة قوات الاحتياط.