آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

صنعاء في الأسر: لماذا نجح الحوثيون في اليمن

الأربعاء 01 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - ماريكيه ترانزفيلد
عدد القراءات 4021


ترجمة: ريان الشيباني:

وقعت الحكومة اليمنية، وحركة الحوثيين، الأحد 21 سبتمبر، اتفاقاً للسلام، بعد سيطرة مليشيات الحوثيين على المؤسسات الحكومية في العاصمة صنعاء، بما في ذلك وزارة الدفاع. وترى حركة الحوثيين، والمعروفة باسم "أنصار الله"؛ أن أفعالها تأتي استمراراً لثورة 2011، وأنها تحاول من خلالها أن تحقق مطالب الشعب اليمني. ويصف معارضو الجماعة سيطرتها هذه بالانقلاب. وفي كلتا الحالتين، فالأحداث في صنعاء كشفت، وبسرعة، أن المراقبين الداخليين والخارجيين، وقعوا في حيرة من الطريقة التي مكنت حركة الحوثيين من السيطرة على المدينة بهذه السرعة.

ويعتبر الدعم الشعبي للجماعة سبباً رئيساً لنجاح الجماعة في الأسابيع الماضية. فمنذ اندلاع احتجاجات حاشدة في أوائل عام 2011، اكتسب الحوثيون تأييداً شعبياً مستمراً خارج قاعدة الدعم التقليدية. ومن جهة أخرى، مثلت الحركة المطالب والمظالم التي يعانيها الشعب اليمني. وشملت هذه المطالب تشكيل حكومة جديدة، والتي انتظرها اليمنيون بفارغ الصبر. والمطلب الرئيسي الثاني للحوثيين، هو إعادة دعم الوقود، والذي رفعته الحكومة في أواخر يوليو من العام 2014، مما تسبب في ارتفاع أسعار الوقود، وأشعل غضباً شاملاً، استغله الحوثيون.

من ناحية أخرى، كسبت جماعة الحوثيون تعاطفاً بين جزء من السكان، والذين يعارضون بشدة سياسات حزب الإصلاح. وترى الغالبية من السكان الزيدية (وهم جزء من الإسلام الشيعي)، في شمال اليمن، يرون على نحو متزايد، أن التجمع اليمني للإصلاح يمثل لهم تهديداً، منذ صعوده إلى السلطة بعد احتجاجات عام 2011.

والسبب الثاني لنجاح الجماعة، هو عدم رغبة الحكومة في الدخول في صراع معهم. فمنذ عام 2011، والحوثيون يواصلون باطراد سيطرتهم على أقاليم خارج محافظة صعدة الشمالية. كما أن الجماعة تسللت ببطء إلى مناطق قريبة من العاصمة، وخاضت معارك أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، وتشريد المئات، إلا أن الجيش لم يتدخل بشكل رسمي. وبدلاً من ذلك اكتفى الرئيس عبد ربه منصور، إلى جانب المجتمع الدولي، بحث الحوثيين على وضع أسلحتهم والجلوس على طاولة المفاوضات.

وتنتمي القوات التي واجهت الحوثيين -لمحاولة وقف تقدهم- إلى اللواء علي محسن، الجنرال السابق في الجيش اليمني، وقائد الفرقة الأولى مدرع، وهو المسؤول عن حرب الحكومة ضد الحوثيين في صعدة بين عامي 2004 و2010. وشملت هذه القوات جماعات أخرى من القبائل التابعين لحزب الإصلاح، في هذه الجولة من المواجهات.

لكن العديد من القبائل الأخرى في المنطقة، انضمت إلى الحوثيين، أو سمحت لهم بالمرور دون عراقيل، ويعتبر هذا هو السبب الثالث لنجاح الجماعة. وفي مسار الصراع يزعم عديد من المراقبين أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أقنع القبائل الشمالية بعدم محاربة الحوثيين. وبالفعل، عندما دخلت الجماعة محافظة عمران، كانت قادرة على السيطرة وبسرعة على معقل زعماء قبيلة حاشد، وهم من خلفاء صالح السابقين.

وعندما دخل الحوثيون صنعاء، وصفت القوات الحكومية بأنها وقفت محايدة، ولم تمنع الحوثيين من السيطرة على المدينة. ويوم الأحد، وبعد توقيع اتفاقية السلام، أعلن وزير الداخلية على الفور أن الشرطة وقوات الأمن لا ينبغي لها أن تقاوم الحوثيين، ويجب أن يتبعوا أوامرهم.

عندما بدأت جماعة الحوثيين حملتها العسكرية على العاصمة، كان من الواضح أن هدفها الرئيس كان حزب الإصلاح، وليس الحكومة. وبدأت القتال داخل العاصمة من منطقة شملان، شمال غرب صنعاء، وفي الحصبة، شمالاً. وفي هذه المناطق يتركز الوجود القوي لحزب الإصلاح، والفروع التابعة له. حيث جامعة الإيمان التي يديرها عبدالمجيد الزنداني، وهو رجل دين محافظ له علاقات مزعومة مع تنظيم القاعدة، وتقع هذه الجامعة في شملان، وكان التركيز الأكبر للحوثيين عليها. كما يقع مقر قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن حتى عام 2012، وتقع على مقربة منها جامعة الإيمان ومقر حزب التجمع اليمني للإصلاح.

ورمزياً، يعتبر محيط الفرقة الأولى مدرع على درجة من الأهمية، حيث ساحة التغيير في التقاطع مع الجانب الجنوبي لجامعة صنعاء، قريباً من قاعدة الجيش هذه. فمن هنا بدأت الانتفاضة الشعبية غير الحزبية، عام 2011، في صنعاء. وبعد انضمام الإصلاح للاحتجاجات في أواخر فبراير 2011، نظمت احتجاجات كبيرة في الطريق السريع على الطرف الشمالي من الحرم الجامعي، بجوار معسكر الفرقة، فضلاً عن وجود جامعة ومستشفى آخرين يديرهما حزب الإصلاح، في المنطقة ذاتها. وفي حين تحولت هذه المناطق التي يهيمن عليها الإصلاح، إلى بؤرة قتال خلال الأعوام القليلة الماضية، احتلت ساحة التغيير من قبل المتظاهرين الحوثيين، والذين واصلوا فيها التظاهر على نطاق شامل ضد فساد الدولة، وطالبوا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

وهاجم الحوثيون هذه القوى، التي كانت متهمة باختطاف ثورة 2011. حيث استهدفت منازل علي محسن، وحميد الأحمر، أحد زعماء قبيلة حاشد، والتي تقع في جنوب صنعاء. ودخل أعضاء الجماعة بيوتاً لحزب التجمع اليمني للإصلاح، مثل منزل محمد قحطان في شملان. والجدير بالذكر أن منزل علي عبدالله صالح، الذي شنت الحرب على الحوثيين في ظل رئاسته للبلاد، لم يهاجم.

ويعتقد معارضو حركة الحوثي، أن صالح ترك للحوثيين السيطرة على المدينة للقضاء على حزب الإصلاح. وبالنسبة للإصلاحيين تمثل سيطرة الحوثيين على صنعاء نهاية لثورة 2011. وعند النظر إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة والحوثيين، فهو يحمل أسباباً كثيرة للتفاؤل، على أية حال، على الأقل، حالياً، على الورق، وفي خطاباتهم، والتي تدعو إلى إقامة دولة تمثل جميع شرائح المجتمع اليمني، بما في ذلك الحراك الجنوبي ذو المظالم. ويطالبون أيضاً بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني، ومحاربة الفساد، وزيادة الشفافية. ويبقى الأمر متروكاً للحوثيين لإثبات ما إذا كانوا مهتمين حقاً بالإصلاحات الإيجابية التي تستجيب لمطالب الشعب اليمني.

*نقلا عن صحيفة الاولى

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن