لماذا بن مبارك رئيسا للحكومة ولا أحد غيره ؟ .. تحليل سياسي : قراءة في عقل هادي

الأربعاء 08 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – خاص: د. فيصل الحذيفي
عدد القراءات 7257

هذا التحليل السياسي يرتكز على الأهداف الخاصة لعبده ربه منصور تحديدا وعلى رأس هذه الاهداف تعزيز بقائه في السلطة والاستفراد بها دون منغصات ... ولفهم اسباب اصراره على تعيين عوض بن مبارك سناتي على سرد ( أولا : مؤشرات ظاهرية .. وثانيا : مؤشرات مسكوت عنها ) تفصح عن اسباب تعيين رئيس حكومة للرئيس عبده ربه منصور وليس رئيس حكومة للشعب اليمني .. بشخص بن مبارك ولا أحدا سواه :

أولا : المؤشرات الظاهرية :

1-  بن مبارك شخصية تتميز بقدرة فائقة على ادارة الازمات على المستوى المحلي : وقد كان نجاحه في الامانة العامة لمؤتمر الحوار مؤشر على نجاحه في ادارة المتناقضات ... واليمن في هذه المرحلة بحاجة الى شخصية استثنائية ... كما ان لديه القدرة على نسج علاقات ايجابية على المستوى الدولي باعتباره احد الشخصيات المفضلة للأوصياء على اليمن في هذه المرحلة ..

2- بن مبارك شخص سهل القياد من قبل رئيسه وموضع ثقة لا محدودة للرئيس عبده ربه منصور ، وبالتالي لا مجال للتعايش السياسي – حاليا - بين رئيس جمهورية ورئيس حكومة لا يكونا على وئام تام في هذه المرحلة بالتحديد ...

3- عبده ربه منصور اراد ان يقوي مركز قوته السياسية في السلطة ( = الاستئثار الكلي بها ) على حساب كل مراكز القوى السياسية العصية على الترويض من خلال قصقصة اجنحتها مقابل تفوق الرئاسة سلطويا ونفوذا وقدرة على الاستمرار والبقاء ...

4- بن مبارك شخصية جنوبية تمنح الحراك الجنوبي اطمئنانا وقربا اكثر من الرئاسة وأقل حملا للمضي قدما في اي تسوية قادمة ، وغير محسوب على مراكز النفوذ المتنافسة ، بما يسقط خيارتها في احتدام الصراع ... على اعتبار ان رئيس الحكومة لا ينتمي الى اي منها .. ولن يكون للحوثي أي قدرة على المناورة في التصعيد لرغبة جامحة في نفس الرئيس منصور ..

5- بن مبارك بوسعه انه ينجز سياسيا على مستوى الأداء الحكومي - لمهاراته الخاصة - بتنفيذ المتطلبات العاجلة من جهة ،كما بوسعه ان يرضي رئيس الجمهورية في انفاذ اي قرار يريده منه مهما كان غريبا او متناقضا او مخالفا خصوصا في الصرف المالي المتجاوز لبنود الموازنة .. كما كان يفعل سلفه بالتحديد دون قيود .. ( فقد شكل صخر الوجيه وباسندوه قيودا امام رغباته الى حد ما..)

ثانيا : المؤشرات المسكوت عنها

1- يريد الرئيس من خلال بن مبارك الترتيب للانتخابات القادمة ليكون الرئيس الاكثر حضوة فيها والفوز الانتخابي السهل بإعادة ترتيب الملعب السياسي لصالحه دون قلق او منافس محتمل .. ( تصعيد نخبة جديدة تدعمه من العسكر والقبائل والاحزاب ) على مستوى كامل التراب الوطني ..

2- يريد الرئيس من خلال بن مبارك ان يمضي في تنفيذ مخرجات الحوار وفقا للمسكوت عنه والمقدور عليه ، وليس وفقا لأدبيات مؤتمر الحوار وبما يفضي الى تعزيز سلطته الاستفرادية ...

3- يريد الرئيس من خلال بن مبارك تمرير نص الدستور والاستفتاء عليه وفقا لطموحه السياسي وتعزيز سلطته وليس وفقا لحاجات ومتطلبات الثورة الشعبية والتغيير السياسي العميق ..

4- يريد الرئيس من خلال بن مبارك رسم سياسة مستقلة عن مراكز النفوذ المضادة له وقصقصة اجنحتها بتأجيج الصراع فيما بينها من جهة بغرض اضعافها وتصعيد قوى جديدة تكون سنده المستقبلي في اي تفوق سياسي محسوم .. وهو على استعداد ان يدعم الحوثي والقاعدة في آن واحد للإضعاف وتسوية الملعب السياسي بغض النظر عن الخسائر ..

5- يظل خيار الانفصال خط رجعة لعبده ربه منصور في حال فشل في ادارة اليمن الموحد لصالحه بسلطة استفراديه صلبة معززة بامتلاك كل أدوات القوة ( العسكر الجدد ، والقبائل الجدد ، والنخبة السياسية الجديدة. .. )

خاتمة :

الضعف الرئاسي الجلي ظاهريا كان مصطنعا لتمرير سياسته واجندته ، فبدلا من مواجهة الخصوم بنفسه سمح للمتصارعين ان يضعفوا بعضهم بعضا في حين كان يعيد ترتيب وضعه على نار هادئة ... فقد احتفظ بالقوة العسكرية دون اقحامها في أي موجهة لحين الحاجة ... بينما تخلص من مراكز الثقل القبلي ( = بيت الاحمر وسنحان) والعسكري ( = علي محسن واحمد علي ) والحزبي ( الاصلاح ) دفعة واحدة وهو يتفرج بشكل حيادي كما يعلن دوما ..

وستظهر الايام المقبلة ما يعزز هذا التحليل او ما يناقضه وفقا لمعطيات ليست بين ايدينا كاملة ...

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن