تبرئة مبارك: سخرية بلا حدود واحتجاجات في الجامعات

الإثنين 01 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - dw
عدد القراءات 3316
 

جاء الحكم بتبرئة حسني مبارك بمثابة فرصة للتفكير فيما آلت إليه ثورة 25 يناير2011 التي أسقطت نظامه قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وخرج الغاضبون في احتجاجات منددة بالحكم الذي أثار في الوقت نفسه موجة ساخرة على مواقع التواصل.

كالعادة لم تغب السخرية عن ردود أفعال الكثيرين عقب الحكم بتبرئة الرئيس المصري حسني مبارك ومجموعة من رموز نظامه من تهمة قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011. فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بطوفان من التعليقات والرسوم الساخرة من فكرة عودة الحرس القديم للساحة السياسية.

وانتشر مقطع فيديو على الإنترنت يحتوي على رسوم كارتونية لمجموعة من رموز مبارك وهم في زنزانة سجن مظلمة قبل أن يفرج عنهم واحدا تلو الآخر وينتهي الأمر باحتفالهم مع رئيسهم السابق على وقع أغنية تقول "يلا نرجع لمتنا".

احتجاجات في الجامعات المصرية

وبعيدا عن السخرية اندلعت احتجاجات في عدد من الجامعات المصرية اليوم الأحد للتنديد بالحكم القضائي الصادر أمس السبت (29 تشرين الثاني/نوفمبر) والذي يقضي بعدم جواز نظر دعوى جنائية ضد مبارك الذي أشعلت ثورة شعبية أزاحته من السلطة عام 2011، آمالا في انطلاق عهد جديد من الانفتاح السياسي. وفي جامعة القاهرة تجمع مئات المتظاهرين ولوحوا بصور مبارك خلف القضبان وطالبوا "بإسقاط النظام" وهو الهتاف السائد في انتفاضات الربيع العربي. واعتبر نشطاء هذا الحكم مؤشرا أخيرا على ضياع الحقوق التي اكتسبت بعد ثورة يناير 2011.

الشرطة فضت تجمعات ميدان التحرير وما حوله بالقوة

المظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت منذ يوم أمس السبت أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 13 على الأقل، عندما أطلقت قوات الأمن عبوات الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا دخول ميدان التحرير بالقاهرة وهو المعقل الرمزي للثورة على نظام مبارك كما أغلق الأمن محطة مترو أنفاق قريبة من المنطقة.

وتكررت تظاهرات مئات الطلاب في عدد من الجامعات. ووقعت اشتباكات بين طلاب جامعة الإسكندرية بشمال البلاد وأفراد شركة أمن خاصة كما اعتقل تسعة طلاب بجامعة المنيا في صعيد مصر خلال مظاهرة منددة بالحكم. وشهدت جامعة كفر الشيخ مظاهرة رافضة للحكم لكن لم تقع مواجهات مع الأمن.

استجابة محدودة

ورغم هذه المظاهرات إلا أن الاستجابة لدعوات التظاهر ضد حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي بدت محدودة للغاية ولا تقارن بمظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف بميدان التحرير عندما صدر حكم على مبارك بالسجن المؤبد في نفس القضية في يونيو/ حزيران عام 2012 وما لبث أن طعن على الحكم وأعيدت محاكمته.

انصار مبارك لم يخفوا فرحتهم، بل نزلوا للشوراع يهتفون له.

وشهد المقر الرئيسي لجامعة الأزهر بالقاهرة حالة هدوء تام ولم يشهد أي مظاهرات ضد الحكم القضائي لقضية مبارك رغم أنها كانت معقلا رئيسيا للاحتجاجات والمصادمات العنيفة مع الأمن خلال العام الدراسي السابق بعد عزل مرسي. كذلك كان الحال في جامعة عين شمس القريبة التي وقف الباعة الجائلون حول أسوارها يبيعون أغطية الرأس والإكسسوارات للطالبات في هدوء وبلا خوف من اندلاع مواجهات بين الطلاب والأمن.

كانت مصر قد شهدت أول انتخابات رئاسية حرة بعد الإطاحة بنظام مبارك، وفاز بها محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين لكن أطيح به العام الماضي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وفاز عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق وقت عزل مرسي، بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في مايو أيار.

وسجن مرسي بعد عزله واعتقل الآلاف من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين وحكم بالإعدام على مئات منهم في محاكمات جماعية أثارت انتقادات دولية. وعلى النقيض أفرج عن رموز حكم مبارك وأثارت قوانين جديدة تحد من الحريات السياسية مخاوف بين النشطاء من عودة النظام القديم للحكم.