السيسي يهرب من الفشل ويختبئ خلف الإخوان

الجمعة 30 يناير-كانون الثاني 2015 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 3861

قال عبد الفتاح السيسي، إن بلاده تحارب "أقوى تنظيم سري في القرنين الماضيين" في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

جاء ذلك في تصريحات للسيسي على هامش زيارته إلى أديس أبابا، للمشاركة في القمة الإفريقية التي قطع مشاركته في اجتماعاتها بعد حضور الجلسة الافتتاحية اليوم، عائداً لبلاده لمتابعة الموقف في أعقاب الهجمات التي شهدتها سيناء، شمال شرقي مصر، الخميس.

وبحسب تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية، قال السيسي مهاجماً الإخوان دون تسميتهم، إن "أفكارهم وأدواتهم سرية والمصريون خرجوا عليهم من قبل، وما يحدث هو أقل ثمن يدفع".

وتابع: "إننا جميعاً في حزن لما جرى في سيناء"، وقال: "الأمر سيستمر حتى ننجح وسننجح وليس عندي شك في ذلك؛ لأننا على حق وهم على باطل والله معنا".

وكانت جماعة "ولاية سيناء" الموالية للدولة الإسلامية أعلنت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، صباح الجمعة، مسؤولياتها عن عدة هجمات، استهدفت الخميس، مقار أمنية وعسكرية بمدينة العريش، بشمال سيناء.

وأسفرت الهجمات عن مقتل نحو 26 شخصاً، وإصابة 45 آخرين، على الأقل، بحسب مصادر طبية، فيما ذهبت تقديرات أخرى إلى أن عدد القتلى وصل إلى 30، من دون أن تصدر أي جهة رسمية حصيلة حول الضحايا.

الإخوان يلومون الجيش

وأدانت جماعة الإخوان المسلمين الحادث في تغريدة لها باللغة الإنجليزية، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وقالت الجماعة : "خالص تعازينا لأسر الجنود المتوفين في سيناء وللشعب المصري"، مضيفة: "نحن ندين بشكل قاطع جميع أعمال العنف".

وفي بيان صدر في وقت لاحق، قالت الجماعة: "الإخوان المسلمون هالهم ما يحدث في سيناء من تهجير قسري وإبادة لمدن بأكملها وحرق وتدمير وقتل وإسالة للدم المصري. كان آخره ما حدث بالأمس من قتل للعشرات من الجنود وأبناء الشعب المصري".

وأوضحت الجماعة أن "ما يحدث مع أهلنا في سيناء العزيزة من قتل العشرات وهدم البيوت وحرق المزارع وانتهاك الحرمات لا بد له من نهاية، فالدم المصري كله حرام".

وحول سبل حل هذه الأزمة، قالت الجماعة: "لا حل لهذا الوضع إلا بعودة الجيش إلى ثكناته وإعادة الاعتبار والحقوق لأهلنا في سيناء، ومحاسبة كل المجرمين والقصاص لكل الدماء".

كذلك أدان عبد الموجود الديردي، القيادي البارز بجماعة الإخوان الذي يتواجد خارج البلاد، الهجمات التي طالت الجنود المصريين في سيناء.

وعبر حسابه الرسمي علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال الديردي: "نرفض كل أنواع القتل"، محملا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "مسؤولية الدماء التي سقطت في سيناء"، داعيا الله أن يحفظ مصر من كل سوء.

وقالت هدى عبد المنعم، القيادية بجماعة الإخوان المسلمين، عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، إن "الدم المصري كله حرام، والحل الأمني لا يجلب إلا الدمار والخراب".

فشل في سيناء

وتشن قوات الجيش المصري مدعومة بعناصر الشرطة المدنية حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سبتمبر 2013 لتعقب ما تسميهم بالعناصر "الإرهابية"، لكن الهجمات على رجال الجيش والشرطة هناك لم تقل، بل زادت كماً ونوعاً.

وكان هجوم "كرم القواديس" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بمنزلة نقلة نوعية في استهداف جنود الجيش من حيث الأسلحة المستخدمة والتكتيك المتبع، مثلت هذه الهجمات الأخيرة نقلة نوعية أخرى في التنسيق الميداني على الأرض، حيث تم مهاجمة عدة أهداف في وقت متزامن وبجرأة كبيرة.

ونقلت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة لنظام السيسي، تصريحات أصبحت معتادة بعد كل عملية للمسؤولين عن بدء القوات المسلحة تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سيناء للرد على الهجمات الأخيرة، يشارك فيها قوات التدخل السريع والوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات تساندها مروحيات الأباتشي الهجومية التي أفرجت عنها الولايات المتحدة مؤخراً، مشيرة إلى أن الإعلان عن نتائج هذه العمليات سيتم خلال الساعات المقبلة.

لكن هذه التصريحات المكررة أصبحت غير مقنعة لكثير من المصريين حيث يشككون في نجاعة الإجراءات الأمنية التي تعلنها الدولة كل مرة عقب العمليات المسلحة، بينما تفشل دائماً وقف قتل الجنود في سيناء.

ووقعت الهجمات في وقت إقامة مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، حيث استغل المهاجمون انشغال الضباط والجنود بمشاهدة المباراة ونفذوا عملياتهم.

تصريحات مثيرة للسخرية

وأثار تصريح المتحدث العسكري سخط وسخرية كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما قالوا إنه كذب مفضوح وانفصال عن الواقع.

وقال العميد محمد سمير إن هجوم العناصر الإرهابية على مقار تابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالعريش باستخدام عربات مفخخة وقذائف صاروخية، جاء نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء.

وأشار سمير عبر بيان على صفحته الرسمية على فيس بوك، إلى أن فشل جماعة الإخوان المسلمين والعناصر الداعمة لها في نشر الفوضى في الذكرى الرابعة لثورة يناير، كان أحد الدوافع لتنفيذ هذه الهجمات.