إسرائيل تفقد الأمل في عودة جنديها الأسير لدى حماس في غزة ، بسبب إخفاءه بطريقة ذكية لا تثير الشبه

الإثنين 16 يونيو-حزيران 2008 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رندة عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3366
وصلت دولة الكيان الصهيوني إلىقناعة "و حقيقة مُرة " بأن جنديها الأسير منذ عامين في قبضة حركة المقاومة الإسلامية " حماس " بغزة " جلعاد شاليط -21عاما" لن يعود لبيت عائلته "بالحديد والنار" من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة ، ولكنه سيعود حين التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة حماس التي تدعو علانية إلى محاربة إسرائيل ولا تعترف بوجودها كدولة احتلال مغتصبة للأرض العربية الفلسطينية الوزير الصهيوني  " عامي أيالون" قال :" إن العملية العسكرية الواسعة النطاق في قطاع غزة لن تعيد الجندي " شاليط " للوطن!!" ولكن التوصل إلى اتفاق للتهدئة يمكن أن يساعد في إعادته.. يأتي ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ، و زعيم حركة حماس في غزة ، اسماعيل هنية :" إن حركته استطاعت من خلال المفاوضات فصل ملف الجندي "شاليط "عن مبادرة التهدئة التي قاربت على نهايتها". المقاومة تُخفيه بطريقة ذكية في غضون ذلك ، نقلت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن مصدر مصري وصفته بالكبير والمطلع ، قوله :" إن فكرة وجود الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضة حماس بغزة " جلعاد شاليط " في مكان ثابت محاطا بالمتفجرات والقنابل التي ستنفجر حوله إذا حاولت إسرائيل إنقاذه هي شائعة أثيرت في الفترة الأولى لوقوعه في الأسر قبل زهاء العامين ، وهي غير صحيحة فالجندي " شاليط" يتم نقله من مكان إلى آخر كل يومين أو ثلاثة أيام بطريقة ذكية جدا اخترعها الفلسطينيون لا تثير الشبهات ولا تعطي أي مؤشر على مسار تحركه من مكان إلى آخر. وتابع المصدر المصري الكبير :" إن مصر لا تعرف بالضبط مكان الجندي "شاليط " ، ونحن نفهم أن إسرائيل لا تعرف هي الأخرى مكان وجوده، خاصة وانه يتم نقله بطريقة ذكية ابتدعها آسرو الجندي كل يومين أو ثلاثة أيام خشية قيام إسرائيل بعملية إنقاذ". وفيما يتعلق بالاتصالات المصرية أكد المصدر المذكور عدم وجود أية اتصالات مصرية مباشرة مع المجموعة التي تأسر الجندي، مشيرا إلى أن الاتصالات تتم عبر الوسطاء فقط وهم من يزودون مصر بمعلومات عن وضع شاليط الصحي وغيرها من المعلومات. وقال المصدر:" إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد اصدر أوامره الواضحة والقاطعة بالمحافظة على حياة الجندي وتجنيبه أي سوء كونه مفتاح الفرج للأسرى الفلسطينيين ومع ذلك يستمر الوسطاء الفلسطينيين في حمل أشياء أو رسائل لشاليط سواء من إسرائيل أو من أفراد عائلته . على العدو الإسرائيلي دفع الثمن وسبق أن قال مصدر مصري :" إن وزير المخابرات المصري ، عمر سليمان أقنع إسرائيل بعدم ربط الإفراج عن الجندي شاليط بإعلان وقف إطلاق نار؛ حيث وعد سليمان الجنرال الصهيوني (عاموس جلعاد ) ، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الجيش الإسرائيلية، بأن تكون قضية "شاليط" هي أول ما يطرح للمناقشة بعد إعلان التهدئة وان إسرائيل وحماس وافقتا على ذلك. وفي هذا السياق قال القيادي في حماس ، د . أسامة المزيني: "إن قضية الجندي شاليط هي قضية مستقلة ومنفصلة تماماَ عن موضوع التهدئة لها استحقاق آخر متعلق بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، فإذا ما استعد العدو الإسرائيلي دفع الثمن من خلال السماح للأسرى الفلسطينيين التي تطالب بهم حماس بالإفراج عنهم، عندها ستطلق حماس شاليط، أما ربطه بقضية التهدئة فلن نقبل بذلك مهما حصل في قطاع غزة".  إلى ذلك كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ، وجود تباين في موقف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت وبين وزير حربه أيهود باراك بشأن اتفاق التهدئة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ حيث شدد أولمرت في جلسة الحكومة الأحد على ضرورة أن يكون الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة، جلعاد شاليط جزءٌ لا يتجزأ من اتفاق التهدئة المتبلور، وفي الوقت ذاته أوردت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ردوداً على تصريحات أولمرت من قبل مقربين من وزير الحرب أيهود باراك حيث أكدوا أن شاليط ليس جزءاً من أي اتفاق للتهدئة.. وحسب أقوالهم فإن "باراك" لا يريد أن تتحول قضية شاليط مثل قضية الملاح الإسرائيلي "رون آراد" المفقود في لبنان منذ عقدين من الزمن. مفتاح معبر رفح في يد الجندي المختطف وسبق أن ذكرت صحيفة معاريف العبرية أن رئيس الطاقم الأمني السياسي في وزارة الحرب الاسرائيلية "عاموس جلعاد" انهي خلال زيارته الخميس الماضي للقاهرة كافة تفاصيل الصفقة بين حماس وإسرائيل حول التهدئة.. ونشرت الصحيفة العبرية التفاصيل الكاملة للاتفاق والذي سينفذ على ثلاثة مراحل أولها وقف شامل لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل بما فيها عمليات الجيش في قطاع غزة ووقف إطلاق الصواريخ ، فيما تقوم إسرائيل بفتح المعابر الإنسانية بعد ثلاثة أيام من الهدوء الشامل ما عدا معبر رفح. وحسب الاتفاق الذي نشرته معاريف فان المرحلة الثانية ستبدأ بقيام وزير المخابرات المصري عمر سليمان مباشرة بعد إحلال الهدوء بمحادثات مكثفة بين الجانبين الإسرائيلي وحماس من اجل إطلاق سراح شاليط ، والمرحلة الثالثة ستكون فتح معبر رفح ورفع الحصار والتي ستتم بعد إطلاق سراح شاليط فقط وإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس. ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: إن شاليط لن يكون جزءا من بداية الصفقة ولكنه سيكون عنصرا مهما عند إتمام الاتفاق وفتح معبر رفح موضحة أن إسرائيل ستتلقى ردا من مصر خلال أيام حول شروط إسرائيل للتهدئة.