القرني ل"مأرب برس" بعد الحكم عليه: القاضي ضعيف ومتعصب للمؤتمر وذكر المؤتمر اكثر من ذكره الله

الأحد 13 يوليو-تموز 2008 الساعة 06 مساءً / مارب برس - خاص - تعز- حوار: محمود طاهر الحمزي
عدد القراءات 7751

بعد يوم واحد فقط من إصدار قاضي محكمة التعزية حكماً على القرني بالسجن سنة ونصف وتغريمه نصف مليون ريال, قدر الله أن التقية بعد حيله مفتعلة تكللت بالنجاح لان من يريد أن يلاقي القرني ليزوره يقابل بالرفض وحجة الأوامر العلياء.

دلفت قدماي البوابة الرئيسية للسجن وقصدت المسجد لأجده في أفضل بقاع الأرض وأوضح القرني أن ما تلاه القاضي عليه ليس حكما قضائياً بل بيان المؤتمر الشعبي العام في الوقت نفسه وهو يحدثني يحذرني من تسمية كلامه تصريحاً صحفياً أو مقابلة صحفية لأنه يدفع ثمناً لكل تصريح يقوله وأخرها رسائله التي خص بها الأهالي وبقي في سجن انفرادي يوم كامل ولو سميت كلامه لي تصريحات فعقوبة ذلك ثلاث أو أربع أيام سجناً انفرادياً وقد يتعرض للاهانة فيه . يصف القرني القاضي بأنه ضعيف ومتعصب للمؤتمر أكثر مما نتصوره فقد ذكر المؤتمر أكثر مما ذكر الله في حيثيات بيان المؤتمر الشعبي العام.

إغراءات ما قبل الحكم

هو أسلوب تستخدمه الأنظمة المستبدة لإطالة عمرها وهو قديم وجديد يختلف بالأسلوب الاغرائي والزمان الذي يعيشه الناس فقد أكد القرني انه عرض عليه تذاكر سفر إلى الخارج وأموال والعودة بعد الانتخابات القادمة لكنه رفض ذلك وعرض عليه الانتماء للمؤتمر وإعطاءه منصب مدير عام الثقافة بحجة ( يضحك ) ويتساءل مع من عرضوا عليه ذلك – ولماذا حجة ؟ فقالوا له سيكون بعدها في تعز وكان العرض الأخير البقاء في السجن وهو ما اختاره لنفسه (السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) وهو ما فسره القرني بحسبة رياضية بقوله يا أخي اسمع : حيثيات بيان المؤتمر يقضي بعام ونصف أي إلى ما بعد الانتخابات تماماً فكم لي في السجن ؟ ثلاثة أشهر وكم تبقى للانتخابات ؟ عام وهو ما يعني خروجي بعد الانتخابات بأشهر قليلة .

توقيت الجلسة ومطالبة القرني بالحكم:

كان القرني عند خروجه للجلسة في سيارة أمامها طقمين وخلفهما كذلك . وتم عقد الجلسة في الساعة السادسة والنصف صباحاًُ في ظاهرة غريبة هي الأولى من نوعها لا ولن يشهدها القضاء اليمني في أي زمان وهو ما يجلب إلى الأذهان حادثة إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع فارق التشبيه. حينما أنهى القاضي قراءته للحكم ناداه القرني : يا قاضي يا قاضي باقي الحكم قال : هذا الذي قُرئ فقال لا هذا بيان المؤتمر الشعبي العام فقال له الادعاء أنت ألان تسيء للقضاء فكان القرني يصيح اللقاء يا قاضي يوم القيامة أمام الله وردد : "الله أقوى من الرئيس ... الله أقوى من علي عبد الله صالح ... الله اقوي من المؤتمر الشعبي العام "

استغراب القرني ... وما أضحكه : 

يستغرب القرني ويستعجب من إن عقوبة اتهام الادعاء تصل إلى السجن عشر سنوات أو الإعدام بينما اثبت القاضي ثبوت التهمة الموجهة إليه وحكم ببيانه كما اسماه القرني بالسجن عام ونصف الأمر الذي يجلب التناقض في إثبات التهمة وعقوبة القاضي مما يؤكد إن الحكم معد سلفاً في إدراج المؤتمر الشعبي الحاكم ويضحك القرني – بقوله : أنا أدعو المؤتمر الحاكم لإيقاف العبث بالمال العام ثم يأتي القضاء ليغرمني نصف مليون للمؤتمر ومكتب الثقافة بتعز وكأنني من اعبث بالمال العام في الوقت الذي لا يخفي على احد من ذا الذي يعبث بالمال العام .

مهرجانات وأشرطة القرني... وانزعاج المؤتمر:

القرني الذي جاب البلاد شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً منذ ظهوره على خشبة المسرح الفني مهرجاناته كثيرة وأشرطته سمعها الشعب بأكمله كانت أخر مهرجاناته في عامه هذا (139) مهرجاناً وقد رصدها المؤتمر تماماً بما مثلته من مصدر إزعاج عليهم فقلد قالوا له أن عدد من تابعوا وحضروا مهرجاناته (2.075.000) اثنين مليون وخمسة وسبعون ألفا فضلاً عن إزعاجه للمؤتمر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأشرطته ولقد أقام المؤتمر قافلة إعلامية رصدت أموالا طائلة لمجابهة أشرطة القرني ومهرجاناته كمحاولة مؤتمريه للتخفيف من إزعاج القرني لهم لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك ولم يكتب لها النجاح .

الذكرى الثلاثين لرئيس الجمهورية.... والقرني

يعيش الرئيس ذكراه الثلاثين لتوليه الحكم في ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية فقلاقل الجنوب وحرب صعده وأزمات سياسية وانهيار اقتصادي كبير... يقول القرني : ما كنت أظن أن يحتفل الأخ الرئيس بالذكرى الثلاثين لتوليه الحكم باستخدام القضاء لتصفية خصومه السياسيين وأضاف الرئيس يحرق آخر كروته وهو القضاء . القرني الذي بعث برسالة عبر الأهالي قال لي : ما كنت أتوقع من القضاء أن ينصف لي من غرماء الشعب ولو كنت أؤمل ذلك لما كتبت رسالتي للقاضي .

الرئيس .. القاضي ... القرني:

  القرني المتهم بالإساءة لرئيس الجمهورية وإثارة عصيان مسلح و ...لا يشك القرني بأن القاضي تلقى اتصالات من جهات عليا تقول له بأن تبرئة القرني تعني براءة ما حدث في الشارع من مظاهرات سلمية ومطالبة بالحقوق ومحاكمة الوعود الانتخابية. وأكد القرني على أن الرئيس لا يحترم من يستخدم النضال السلمي لحياة حرة وكريمة ولكنه يحترم من يلجأ إلى القوة والعنف مشيراً إلى صعده واتفاق الدوحة وعشرات الوساطات مع الحوثي مؤكداً ومحذراً من أن استخدام العنف هو الذي يمزق البلاد ووحدة النضال السلمي الذي يحفظ البلاد .

الإصلاح .... والقرني

القرني الذي يؤكد انه مع التجمع اليمني للإصلاح قلباً وقالباً لأنه لديه مشروع كما قال وأضاف : "كلما درسته في منهج الإصلاح وجدت بشائر النصر فيه حين سمعت منطوق بيان المؤتمر" (الحكم) .

ومما يثير الدهشة لدى القرني بقوله لقد جاء فاجأني القاضي حين دافع عن الغلاء العالمي ووصفني بالمستغل له وحملني مسئولية كل الأحداث التي مرت بها البلاد .  يا لوقاحة الفكرة التي جعلت من القرني شبحاً مخيفاً حين جعلته المسئول عن الأحداث التي تعيشها اليمن وتناست الرقص على رؤوس الثعابين والعبث بالمال العام واستغلال الوظيفة العامة وناهبي الأراضي و .... و..الخ. أيها القاضي : ألا تستحي أفٍ لك ولما تزعمه , كل الفاسدين مبرؤون مما تمر به البلاد أما القرني المناضل فهو أصل كل بلاء .

عش الدبابير ... وزائره نمساوية :

القرني الذي يزوره الناس جميعاً بالمئات ويمنعون حطم الرقم القياسي في عدد الزائرين ومن ضمن من وفقوا لزيارته إمرأة نمساوية تتبع لمنظمات حقوقية قالت : لقد اطلعت على أعمالك بعد الترجمة وما خلصت إليه هو انك يا فهد اكتشفت بيت الدبابير ثم قمت بتحريك أعشاشها فخرجت الدبابير لتلسعك فلا تندم على لسعها لك . نعم ورب محمد إن ما يتعرض له القرني اليوم جزء من لسعات الدبابير أزعجها أيما إزعاج ولذا هو يدفع ثمناًً لذلك . القرني الذي يتهم السلطة بأنها أعطت الضوء الأخضر لمن أراد شيئاً باللجوء للقوة وذلك عبر إصداره مرسوما ضدي لأني رفضت وارفض العنف لنيل الحقوق والحريات ويدعوا القرني رئيس الجمهورية أو من ينوب عنه لمناظرة تلفزيونية لتحديد غريم الشعب.

المستقبل .... والقرني :

يرى الناظر لملامح فهد القرني أنه أسدا يزأر خلف القضبان يبدو للناضر انه اشد تمسكاً بنضاله السلمي من ذي قبل وهو ما قاله لي بأنه سيواصل مهرجاناته وأشرطته بأكثر مما كان وما هو فيه ألان هي استراحة محارب .

القرني الذي طمأن جمهوره لي بمواصلة المشوار أكد شكره لكل من وقف معه وحبه لشعبه الذي يتابع قضيته أولا بأول ويختم بتأكيده على ثورة النضال السلمي وسلامه الحار لأنس وأويس. زوجته التي استقبلت الحكم كما تقول بكل فخر واعتزاز وثبات وشرف وإيمانا بالقضاء والقدر تصف الحكم القضائي بأنه مرسوم رئاسي بعيداً عن النزاهة واستقلالية القضاء وأضافت بقولها لأبناء المؤتمر وقادته والناس جميعا لئن غاب فهد فسيخرج ألف فهد بإذن الله وقالت هنالك الكثيرين ممن ينبغي أن يبقوا خلف القضبان وفي المعتقلات لعشرات السنين .

زوجة القرني التي تبدوا وبثبات عظيم وهو السر الذي رأيناه في زوجها الشامخ فكل رجل عظيم وراءه امرأة. تضيف الانتخابات على الأبواب وهي ما أقلقتهم وجعلتهم يذهبون بالقرني خلف القضبان. وتؤكد أنها لن تتأثر بالحكم الظالم بمعنى الكلمة وتتحدث عن ولديها (انس واويس) بأنها أخذتهم بالحكم فقالوا نحن واقفين مع أبينا والله لن يضيعنا .

ابنه اويس كان في المسجد أما انس فيقول بابا حر ... بابا مر "ما يقدروش يبلعوه وهم ما ضروهش هم فضحوا أنفسهم ويختم بقوله بابا بطل ... بابا مظلوم .... بابا حي .