فيما دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الشعب السوداني الى الاستعداد لحرب شوارع، والرئيس السوداني عمر البشير الى التوبة، وذلك في شريط فيديو تم بثه الثلاثاء 24-3-2009 على الإنترنت، قالت مصادر عديدة في القاهرة لـ"العربية.نت" إن البشير سيزور القاهرة يوم غد الأربعاء.

وقالت "العربية.نت" انها علمت من مصادر مطلعة أن الرئيس البشير سيقوم الأربعاء بزيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة في ثاني رحلة خارجية له بعد زيارته لإريتريا أمس في تحدٍّ جديد لمذكرة توقيفه التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بشأن مزاعم حول تورّطه في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور المضطرب منذ سنوات بغرب السودان.

وأكدت مراسلة قناة "العربية" الخبر، في حين تتكتم المصادر الرسمية في القاهرة والخرطوم على هذه الزيارة وتفرض عليها تعتيما إعلاميا لاعتبارات أمنية خشية تعرض طائرة البشير للاختطاف لدى خروجها من الأجواء السودانية، بحسب بعض المراقبين.

وزار الرئيس السوداني القاهرة آخر مرة خلال شهر فبراير/شباط الماضي قبل صدور مذكرة توقيفه, فيما أنهى وفد مصري ضم كلاً من اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية زيارة الأسبوع الماضي إلى الخرطوم لإزالة تحفظات السودان على مؤتمر دولي دعت ليه مصر أخيراً حول السودان.

وامتنع كل من عبدالله مسار مستشار الرئيس السوداني في اتصال هاتفي من العاصمة السودانية الخرطوم عن التعليق لـ"العربية.نت" عن هذه المعلومات، فيما قال عبدالمنعم المبروك سفير السودان في القاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية إنه ليس لديه أي معلومات حول هذه الزيارة.

لكن مصادر مصرية مطلعة نقلت لـ"العربية.نت" عن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري قوله إن الرئيس السوداني عمر البشير سيزور القاهرة غداً، وإن طائرته ستحط في مكان ما في مصر في نحو الساعة الثانية عشر ظهراً.

وقالت إن البشير سيجري محادثات مهمة مع نظيره المصري حسني مبارك تتعلق بالعلاقات الثنائية وتنسيق المواقف من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى بحث الأوضاع العربية قبل القمة العربية المقرر عقدها في الثلاثين من الشهر الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة.

وكان مقرراً أن يوفد البشير إلى القاهرة وفداً رفيع المستوى برئاسة نائبه عثمان علي طه لإطلاعها على آخر التطورات الخاصة بالقضية السودانية, لكن مصادر مصرية قالت في المقابل إن البشير قرر بنفسه زيارة القاهرة لتأكيد عدم اكتراثه بمذكرة توقيفه.

شريط الظواهري

وفي شريط جديد تم بثه الثلاثاء، اعتبر أيمن الظواهري في الرسالة التي نقلها مركز "سايت" الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت، أن النظام السوداني "يحصد ما زرع"، في إشارة الى مذكرة التوقيف الدولية.

وتساءل الظواهري، الذراع اليمنى لأسامة بن لادن، في رسالته التي استمرت 17 دقيقة: "هل سيسلك نظام البشير طريق الإسلام والجهاد ويتخلى عن مناوراته السياسية وحيله الدبلوماسية.. التي لم تأت ولن تأتي سوى بالكوارث والمآسي؟".

وكان زعيم تنظيم القاعدة لجأ الى السودان في التسعينات قبل أن يطرد من هذا البلد وينتقل الى أفغانستان.

كذلك دعا الظواهري الشعب السوداني الى "الاستعداد لحرب شوارع طويلة؛ لان الحملة الصليبية المعاصرة أظهرت مخالبها".

وتابع "ان النظام السوداني اضعف من أن يدافع عن السودان، وعليكم أن تقوموا بما قام به أشقاؤكم في العراق والصومال الذين دافعوا عن بلادهم حين كانت الانظمة القائمة ضعيفة جداً".

وتشهد منطقة دارفور حرباً أهلية مستمرة منذ 2003 تسببت حتى الآن بسقوط 300 الف قتيل بحسب الأمم المتحدة، و10 آلاف بحسب الخرطوم، فضلاً عن نزوح 7.2 مليون شخص.

وإثر صدور مذكرة التوقيف الدولية بحق البشير، أمرت الخرطوم بطرد 13 من أهم المنظمات الانسانية الدولية الناشطة في دارفور لاتهامها بالتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية وبالتجسس.