آخر الاخبار

في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ... مخطط إيران الذي استخدمت فيه الحوثيين وجعلت من أحداث غزة ذريعة لتنفيذه مصادر عسكرية مطلعة تدحض ادعاءات الحوثيين وتكشف حقيقة ابرام اتفاق غير معلن لانتشار قوات بريطانية في سواحل المخا تعرف على القائد الفعلي للحوثيين ومن وجّه بالضربة الأولى في البحر الأحمر؟ مصادر دبلوماسية تكشف لـ"مأرب برس" عن تغييرات وشيكة في السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج وأبرز المرشحين لمنصب سفير اليمن لدى السعودية

مؤسس الحركة الجهادية وحليف السلطة في الجنوب يكشّر أنيابه للنظام بعد إعلانه الانضمام للحراك الجنوبي

الجمعة 17 إبريل-نيسان 2009 الساعة 09 صباحاً / مارب برس - صنعاء القدس العربي خالد الحمادي
عدد القراءات 8766

 كشف مؤسس الحركة الجهادية في اليمن والصديق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الشيخ طارق الفضلي انه أوقف كل قدراته السياسية وعلاقاته الاجتماعية وثقله القبلي، وإمكانياته المادية من أجل "تعزيز النضال السلمي ودعم شعب الجنوب الصابر".

وأوضح الفضلي إثر إعلان انضمامه إلى تنظيم (الحراك الجنوبي) الذي ينادي باستقلال الجنوب في اليمن، ان ما دفعه للانضمام إلى الحراك الجنوبي هو "المظالم التي لا تعد ولا تحصى بدءًا من نهب دولة الجنوب وجيشه، وطائراته العسكرية والمدنية وبواخره وموانيه، وغيره مما لا يعد ولا يحصى" .

وكانت السلطة في صنعاء تمكنت من استقطاب الفضلي أثناء حرب صيف 1994 بإقناعه بالمشاركة في الحرب إلى جانبها ضد القوات الاشتراكية الجنوبية، ومنحته منصبا قياديا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، كما منحته عضوية مجلس الشورى (مجلس الأعيان)، ليصبح بذلك أحد أبرز حلفاء النظام من القيادات الجنوبية، كما أنه دخل في علاقة مصاهرة مع قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر، وهو أحد أقارب الرئيس علي عبد الله صالح وأحد أقوى القيادات العسكرية في اليمن.

وأكد الفضلي في مقابلة مع صحيفة (الأيام) العدنية الأهلية ان الزعيم الاشتراكي الجنوبي الأبرز ورئيس الحكومة الانفصالية أثناء حرب 1994 علي سالم البيض اتصل به، وأنه حياه كرئيس ـ دولة ـ ووعده بأن يستقبله في أرض الجنوب استقبال الأبطال والأحرار وان البيض لم يكن صامتاً ولكن عقله وقلبه كان في الجنوب.

وطالب المجتمع الدولي بأن يصدر قرارات جديدة لحماية هذا الشعب (شعب الجنوب) "الذي يتعرض للتجويع والإبادة وطمس الهوية" على حد تعبيره. وأضاف "مثلما يتم حماية دارفور فالجنوب ـ اليمني ـ ليس أقل شأنا وكانت لهم دولة ... وأن الوحدة وُلدت مشوهة وعاشت معوقة وهاهي تدفن غير مأسوف عليها".

وقال في هذه المقابلة، التي تعد الأولى من نوعها منذ إعلان انضمامه للحراك الجنوبي قبل نحو اسبوعين والذي يعتبر في نظر الكثير من المراقبين مكسبا غير عادي للحراك الجنوبي وضربة موجعة للنظام "كنا كجنوبيين في 1994 نتقاتل فيما بيننا، بينما هم ـ الشماليون ـ كانوا يسحبون الفيد (الغنائم) بالقاطرات".

وأوضح الفضلي "كانت مطالبنا في البداية حقوقية لكن الأمر تطور والآن مطالبنا سياسية، وتتلخص في استقلال تام وعودة الجنوب إلى أهله"، وهي مطالب كبيرة تجاوزت المطالب المعلنة لقادة الحراك الجنوبي.

وعن المقدمات التي شكّلت الدوافع لدى الفضلي للإعلان عن الانضمام إلى الحراك الجنوبي قال "كانت هناك منذ مدة طويلة مناصحات ومحاولات للإصلاح منذ 7 تموز (أيلول) 1994 يوم انتهاء الحرب، لكننا كنا نشهد في كل يوم أن قادة الفيد (الشماليون) يتعاملون كمنتصرين عسكريين وهم الذين لم يقاتلوا، ففي حرب 1994 أقول حقيقة إننا كجنوبيين كنا نتقاتل فيما بيننا في الجبهات بينما هم كانوا يسحبون الفيد بالقاطرات مثل الجراد تأكل الأخضر واليابس".

وقال "عندما قررت الانضمام إلى حركة النضال السلمي الجنوبي فإنني أوقفت قدراتي السياسية وعلاقاتي وثقلي الاجتماعي والقبلي وإمكانياتي المادية فداء للنضال السلمي ولشعب الجنوب الصابر المقهور".

وحيال المظالم التي دفعت به إلى الخروج من صف السلطة إلى صفوف الحراك الجنوبي، قال "إن المظالم لا تعد ولا تحصى بدءا من نهب دولة الجنوب وجيش الجنوب وطائراته العسكرية والمدنية وبواخره وموانئه ومصانعه ومصافيه وأراضيه ومؤسساته ...الخ مما لا يعد ولا يحصى".

وتردد في الوسط السياسي اليمني مؤخرا أن انضمام الفضلي إلى الحراك الجنوبي أخرج علي سالم البيض عن صمته، غير أن الفضلي أكد في مقابلته أن "الرئيس علي سالم البيض لا أعتقد أنه كان صامتا ولكن عقله وقلبه كان في الجنوب ولم يفارقه لحظة وعندما اتصل بي حييته كرئيس ووعدته أن أستقبله في أرض الجنوب استقبال الأبطال الأحرار وقال ليس بغريب عنك هذا يا طارق".

واعتبر الفضلي أن تأييده للنظام في صنعاء ومشاركته في حرب 1994 لم تكن غلطة ولكنها كانت من أجل العودة إلى الوطن والعيش الكريم في حين أنه لم يكن مع النظام ولم يكن مع أحد.

وكشف أنه لم يعد أبدا من خصوم الحزب الاشتراكي اليمني، كما كان في الماضي، وأن "دعوة التصالح والتسامح تجب ما قبلها، وأرى في هذا دعوة مفتوحة لكل أبناء الجنوب تحت مظلة التصالح والتسامح" أي الحراك الجنوبي.

وأشار إلى أنه يراهن على النضال السلمي للوصول إلى الغايات المرجوة "لنثبت للعالم أن السلطة تتصرف في الجنوب كسلطة احتلال، أما نحن فشعب راق وحضاري ويستطيع أن يلعب بكل أحجار اللعبة السياسية السلمية إلى أن يصل إلى ما يرنو إليه".

وكشف أنه "لم تقم وحدة يمنية أصلا، فالوحدة وُلدت مشوّهة وعاشت معوقة وهاهي تدفن غير مأسوف عليها".

وعن تعليقه حول اعتبار انضمامه للحراك الجنوبي بمثابة طلاق رجعي للسلطة والحزب الحاكم، قال "لم يكن هناك زواج حتى نجعله طلاق"، موضحا أن كل ما في الأمر أنه أبرمت "اتفاقيات بين سلطة حاكمة في الشمال وبين الجنوب وغدرت السلطة الحاكمة بما تم الاتفاق عليه وغدرت بشعب الجنوب".

في غضون ذلك ذكر العديد من المحللين السياسيين لـ(القدس العربي) أن انضمام الشيخ طارق الفضلي للحراك الجنوبي، بما يمثله الفضلي من ثقل قبلي وسياسي وتأثير روحي على الجهاديين في محافظة أبين والجنوب عموما، قد يكون ضربة قاصمة لظهر النظام، الذي يفقد حلفاءه يوما بعد يوم، ويمثل دفعة غير عادية للحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال المحافظات الجنوبية السابقة عن الشمال، الذي بدأ العام الماضي بمطالب محدودة لمتقاعدين عسكريين وأمنيين، ووصل الأمر حاليا إلى المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال اليمني بعد 19 عاما من قيام الوحدة اليمنية، ربما بسبب سوء إدارة النظام للأوضاع وللمطالب الحقوقية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن