مصدر رسمي :نقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى عدن صعب لعدة عوامل أبرزها الوضع التاريخي

الأربعاء 22 إبريل-نيسان 2009 الساعة 08 صباحاً / مارب برس - متابعات
عدد القراءات 9401
 
 

نفى مصدر يمني رسمي مأذون أي نوايا لنقل العاصمة السياسية اليمنية إلى عدن بدلا من صنعاء، واعتبر الأنباء التي ترددت حيال موضوع نقل العاصمة إلى عدن نوعا من التكهنات غير المبررة.

وقال لـ' صحيفة القدس العربي' أمس 'إن الأنباء التي ترددت حول موضوع المباحثات بشأن نقل العاصمة السياسية من صنعاء إلى عدن غير دقيقة، وأعتقد أن الحديث عن ذلك من باب إشغال الشارع اليمني بقضايا جانبية، بدلا من الانشغال بالقضايا التنموية'.

وأكد أنه يصعب نقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى عدن 'لعدة عوامل أبرزها الوضع التاريخي العريق لمدينة صنعاء والعامل الأمني الذي تتميز به، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى'.وأوضح أن الشيء المطروح حاليا أمام القيادة السياسية هو إحياء الدور التجاري لمحافظة عدن كعاصمة اقتصادية، كما كان مخططاً لها منذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990، ومحاولة إنعاش ميناء المنطقة الحرة بعدن الذي كان حلما يمنيا كبيرا ولم يتحقق ذلك عمليا بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها اليمن، وبسبب العوامل الخارجية والمعوقات الاقليمية التي خلقت أمام ذلك، 'للحيلولة دون إحياء المركز الاقتصادي الحيوي لمدينة عدن كميناء إقليمي هام في المنطقة، كما كانت منتصف القرن الماضي'.

وكانت الأنباء تحدثت منذ أمس الأول عن مشاورات على مستوى رفيع في اليمن لنقل العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدينة عدن جنوب البلاد. وقالت 'إن هناك توجها رسميا يمنيا بنقل العاصمة صنعاء إلى عدن بهدف إخماد الحراك الجنوبي والقضاء على دعوات الانفصال، واستباقا لشبح نضوب الماء الذي يهدّد العاصمة صنعاء'.

وأرجعت الأنباء المبررات لنقل العاصمة اليمنية إلى عدن إلى 'التواجد القبلي المسلح والكثيف والذي يحيط بالعاصمة صنعاء من مختلف الجهات'. وذكرت أن هذا التواجد القبلي يكلف السلطة كلفة مالية كبيرة للحماية الأمنية، بينما ترى القيادة السياسية هذا الوجود بأنه (امتياز) وليس (سلبية) لحماية عاصمة البلاد من أي اعتداء أو احتلال أجنبي، وأن رجال القبائل المسلحين، على الرغم من إزعاجهم للدولة في وقت السلم إلا أنهم وقت الحرب يصبحون درعا واقيا لعاصمة بلادهم.

الجدل الذي أثير في هذا الصدد نابع من (التواجد القبلي) حول العاصمة صنعاء الذي اعتبر أحد العوائق الرئيسية أمام خلق كيان الدولة اليمنية الحديثة، وتحديدا مع تصاعد دور القبيلة على حساب دور الدولة والذي وصل إلى درجة (قَبْيَلة الدولة) بدلا من (تمدين القبيلة).

وذكر محللون سياسيون أن أسباب التفكير في نقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى عدن يعود إلى محاولة خلق توازن في تركيز الاهتمام السياسي والتنموي بين المدينتين، حيث كانت الأولى عاصمة لدولة الشمال سابقا، فيما كانت الثانية عاصمة لدولة الجنوب سابقا، وأن أي خطوة باتجاه نقل العاصمة إلى عدن، ستسهم في تعميق معاني الوحدة اليمنية وفي مواجهة دعاوى التهميش والإقصاء التي يطرحها الجنوبيون ويقولون إن الجنوب تعرض لها منذ إقصاء الحزب الاشتراكي عن السلطة عقب حرب 1994.

وفي إطار هذا الجدل اليمني المحتدم بين مؤيدي ومعارضي نقل العاصمة إلى عدن 'تظل التكهنات بذلك مجرد وجهة نظر إذا ما نظرنا إلى الواقع العملي الذي يرى أن القبيلة المسلحة ما زالت هي درع الحماية للعاصمة إلى جانب القوات النظامية، بالإضافة إلى أن أبرز القيادات العليا للدولة تنتمي للقبيلة، فيصعب عليهم الابتعاد عن الأصل مقابل مكاسب سياسية'.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن