لأول مرة في اليمن وبأول إعلان عن اسمها "كامرأة يمنية من نسل بلقيس وأروى" أعلنت الشيخة هند بنت محمد بن ناجي الشائف "حفيدة شيخ مشايخ بكيل " أنها انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على المعرض الذي يعد الأول من نوعه في اليمن والخاص بالخيل العربي الأصيل ، مشيرة إلى أن اختيارها لهذا التوقيت بالذات لتعمل معرضها الأول لم يكن بالصدفة وإنما تزامناً مع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني الـ16 لقيام الجمهورية اليمنية.

وأضافت الشيخة هند أن المعرض الذي من المقرر ان يفتتح صباح الغد "الثلاثاء" بقاعة المدينة "كبرى القاعات اليمنية المعروفة في صنعاء" سيضم450 لوحة فنية كبيرة تمثل أعمالاً بالرسم الزيتي والمائي والرسم على الزجاج والنحت والصور الفوتوغرافية للخيل العربي الأصيل ، وسيشارك فيه 172 فناناً من مختلف محافظات الجمهورية ومن بعض الدول العربية التي تزدهر فيها هواية الخيول وتربيتها والاعتناء بها ، كما سيضم المعرض عدداً من الأجنحة الخاصة بالخيل الأصيلة المعروفة باليمن منها جناح خاص برئاسة الجمهورية وأجنحة خاصة بإسطبلات خيول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وإسطبلات خيول "جدها" الشيخ ناجي بن محمد الشايف ، وجناح خاص بنادي الفروسية والكلية الحربية وكلية الشرطة ، وستضم هذه الأجنحة صوراً فوتوغرافية ورسومات لأفضل الخيول الموجودة لديها.

وقالت الشيخة هند الشائف أنها وجدت كل الترحيب بإقامة هذا المعرض من قبل الرئيس علي عبدالله صالح الذي رحب بالفكرة ودعمها وأولاها اهتمامه بشكل كبير ، مشيرة إلى أنها تعمل حالياً على العديد من المشاريع المستقبلية للحفاظ على السلالة الأصيلة للخيل اليمني الذي يعتبر أصل الخيول الموجودة في العالم العربي والعالم أجمع كما تؤكد المراجع التاريخية.

الجدير ذكره أن اليمنيين يعتزون كثيراً بالخيل العربية ، وللخيل في الموروث الشعبي اليمني حضور كبير ، فقد وردت في مواضع كثيرة في الامثال الشعبية على انها رمز للأصالة والكرامة، كما في قولهم (عز الخيل صُبولها) أي بوجودها في الإسطبل، كما وردت رمزا للشيء النفيس، في المثل القائل: (دجاجة الدولة فرس)، وغيرها، كما مثلت الخيل عنواناً للوجاهة ، والمكانة الاجتماعية ، وللكرم أيضاً .. ولكن السؤال أين توارت الخيول اليمنية!؟

والمعروف أن المشائخ والمواطنين اليمنيين كانوا والى عهد قريب لايزيد عن 50-60 عاما يقتنون الخيول في تنقلاتهم إلا أنه بعد قيام ثورة سبتمبر عام 1962م أخذت القوات المصرية التي كانت تدعم الثورة اليمنية بترحيل أعداد كبيرة من الخيول إلى مصر على ظهور البواخر برفقة القوات المنسحبة، حيث كانوا يستخدمونها في المعارك في المناطق الوعرة، مما أدى إلى تناقص أعداد السلالات الجيدة منها ، إضافة إلى الإقبال الكبير من قبل دول الجوار، والخليج على شراء الخيول اليمنية، حيث كانوا يدفعون مبالغ كبيرة ومغرية، مما دفع أصحاب الخيول إلى بيعها- خاصة- وقد بدأت تنتشر السيارات بمختلف أنواعها، ولم تعد في البلاد حروب مثل الأول ليحتاج الناس للخيول ، فالحاجة لها قلت".

ويقدر عدد الخيول المتبقية في اليمن بـ(1000- 1200) خيل أما الذين يرعونها فهم قلائل جداً فالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب – يمتلك حوالي (60) خيلا، معظمها من سلالات يمنية توارثها أباً عن جد مثلما توارث الحب لها ولركوبها وهو لا يبيع منها إطلاقا لكنه أحيانا يهدي منها المشائخ وشخصيات من دول عديدة تربطه بهم علاقات حميمة ، والشيخ ناجي الشائف والرئيس علي عبدالله صالح الذي يُعتبر من أبرز عُشاق الفروسية في اليمن، وكان ظهوره عام 2001م في وسائل الإعلام وهو يمتطي صهوة أحد الخيول إيذاناً ببدء عهد حقيقي لرياضة الفروسية في اليمن إذ أعطت تلك اللقطة دعما معنويا كبيراً للتوجه نحو ركوب الخيل ، ولديه في دار الرئاسة حوالي (30) خيلا من سلالات يمنية وعربية أصيلة وجميلة