ستة حروب خاضوها ضد الدولة في خمس سنوات و..صراع سعودي إيراني على أرض اليمن

الجمعة 04 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 01 صباحاً / مأرب بس – الشروق - محمد الشهاري
عدد القراءات 11880
 
 

في الاحتفال بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على توليه الحكم في اليمن الذي صادف يوم 17 جويلية 2008 فاجأ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجميع بإعلانه وقف العمليات العسكرية في محافظة صعده بشمال البلاد، وكان ذلك الإعلان بمثابة نهاية الحرب الخامسة التي شهدتها المحافظة ضمن سلسلة حروب بين الحكومة اليمنية والحوثيين بدأت العام 2004 وتجددت بنسختها السادسة مطلع شهر أوت 2009.

• حينها دخلت صعدة في حالة تشبه "اللا سلم واللا حرب"، فقد كان اتفاق الحكومة اليمنية مع الحوثيين والذي تم بموجبه وقف الحرب الخامسة بينهما هشاً وضعيفاً حسب المراقبين الذين اعتبروه فرصة ليحكم الحوثيون سيطرتهم على صعدة، وبدأ البعض يتحدث عن اتجاه الحوثيين لتشكيل إمارة شيعية في صعدة في الوقت الذي أدارت فيه الدولة ظهرها للحوثي في الشمال لتصرف أنظارها وتنشغل بتداعيات أزمة الجنوب المتصاعدة التي بدأت بحركة احتوت على حزمة من المطالب الحقوقية المشروعة لتصل إلى حد المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله والعودة باليمن الواحد إلى ما كان عليه من تشطير قبل العام 1990.

• وكشف تقرير رسمي عن ارتكاب عناصر التمرد التابعة للحوثي العديد من الخروقات والاعتداءات على المواطنين وهتك أعراضهم ونهب ممتلكاتهم منذ إعلان وقف إطلاق النار العام الماضي. وكانت اللجنة الأمنية قد حددت ست نقاط أمام الحوثيين في محافظة صعدة لتحقيق السلام شريطة الالتزام بها دون مماطلة أو تسويف، لكن القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي رفض تلك النقاط -الشروط- التي تطالبهم بالانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين والنزول من الجبال والمواقع التي يتمترسون فيها وإنهاء التقطيع وأعمال التخريب وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، مدنية وعسكرية وغيرها، مع الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (أسرة ألمانية وبريطاني)، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية في محافظة صعدة.

• ورد الحوثي على البنود الستة بتمسكهم باتفاقية الدوحة التي وقّعها مع السلطة وقال إن اتفاق الدوحة فيه جميع البنود التي تحل قضية صعدة، وأكثر مما ورد في البنود الستة التي حددتها السلطة، ولكن السلطة -حسب قوله- هي من رفضت الاتفاق وعرقلت تنفيذه.

• الكثير من المراقبين أشاروا إلى أن اندلاع الحرب السادسة جاءت نتيجة للكثير من المقدمات والأسباب؛ فقبيل أيام من اندلاعها كانت الأخبار الواردة من صعدة تتحدث عن قيام الحوثيين بمناورة عسكرية على الحدود اليمنية السعودية في رسالة واضحة تقول للطرفين على الحدود: نحن هنا. 

• إمارة شيعية في شمال اليمن 

• لم يكن خافياً بأن الحوثيين قد استفادوا من الإعلان الرئاسي بوقف العمليات العسكرية في صعدة وامتلكوا خلال الهدنة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري وسعوا إلى إحداث زعزعة في الجانب الأمني للمواطنين وللتواجد الحكومي في المحافظة على حد سواء؛ فقد بدأوا خلال الأيام الأخيرة قبل اندلاع الحرب السادسة في تسيير دوريات عسكرية على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية التي يتهمها الحوثي بأنها تموّل حكومة صنعاء لشن الحرب عليه، وكأن الحوثيين بهذا التحرك يعلنون بذلك اللمسات الأخيرة لإمارتهم المستقلة في صعدة.

• ربما كانت الدولة في صنعاء تتابع هذه التطورات بقلق بالغ، ولكنّ صبرها نفد على ما يبدو وخاصة عندما بدأ الحوثيون البحث عن منفذ بحري على البحر الأحمر -مديرية ميدي الساحلية تحديدا- غير أن حكومة صنعاء لم تتماد في تغافلها عن تطورات الأوضاع في صعدة فسرعان ما انتفضت بكل أجهزتها ومؤسساتها معلنة حربها السادسة على الحوثيين، وهي الحرب التي أثارت قلقاً دولياً غير مسبوق، واهتماماً عربياً وخليجياً، حيث تصدرت أنباء الحرب، وما تزال، عناوين الصحف والقنوات العربية والدولية، ويأتي هذا في الوقت الذي تسببت فيه المعارك بنزوح المئات من الأسر من مناطق القتال ووصول عدد النازحين إلى أكثر من مائة ألف شخص منذ بداية الحرب في العام 2004 حسب إحصائيات الهلال الأحمر الدولي.

• من هي جماعة الحوثي؟

• ظهرت حركة جماعة الحوثيين في اليمن في محافظة صعدة شمال اليمن وهي حركة تصفها الدولة أنها "متمردة وإرهابية وخارجة عن القانون"، وتُعرف بانتمائها للمذهب الزيدي "الشيعي" تنسب إلى العالم اليمني الزيدي بدر الدين الحوثي الذي يعد الأب الروحي للجماعة، وباتت تعرف بالحوثيين أو جماعة الحوثي، وهي امتداد لما يسمى بجماعة "الشباب المؤمن".

• ورغم ظهور الحركة فعلياً خلال العام 2004 إثر اندلاع أولى مواجهاتها مع الحكومة اليمنية، فإن بعض المصادر تعيد جذورها في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، ففي العام 1986 تم إنشاء "اتحاد الشباب" لتدريس شباب الطائفة الزيدية على يد صلاح أحمد فليتة، وكان من ضمن مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي.

• وعقب الوحدة اليمنية التي قامت في مايو 1990 وفتح المجال أمام التعددية الحزبية، تحول الاتحاد من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال "حزب الحق" الذي يمثل الطائفة الزيدية. 

• منتدى الشباب المؤمن

• تم تأسيسه خلال العام 1992 على يد محمد بدر الدين الحوثي وبعض رفاقه كمنتدى للأنشطة الثقافية، ثم حدثت به انشقاقات، ويقال ان حزب المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" هو من قام بداية بدعم "منتدى الشباب المؤمن" بهدف تقويته ضد اكبر الاحزاب الاسلامية والمعارضة في البلاد (التجمع اليمني للاصلاح).

• وفي العام 1997 تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي من الطابع الثقافي الى حركة سياسية تحمل اسم "تنظيم الشباب المؤمن" آنذاك، غادر كل من صلاح احمد فليتة ومجد الدين المؤيدي التنظيم واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي، وقد اتخذ المنتدى منذ 2002 شعار "الله اكبر.. الموت أ.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" الذي يردده عقب كل صلاة ويكتبه على جدران المساجد والمباني والممرات العامة، وهو شعار مقتبس من الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة "الخميني".

• وتشير بعض المصادر الى ان منع السلطات اتباع الحركة من ترديد شعارهم بالمساجد كان احد اهم اسباب اندلاع المواجهات بين الجماعة والحكومة اليمنية.

• 

• قادة الجماعة

• تولي قيادة الحركة خلال المواجهة الاولى مع القوات اليمنية في 2004 حسين بدر الدين الحوثي الذي كان نائباً في البرلمان اليمني لدورتين انتخابيتين في انتخابات 1993- 1997 عن الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وقتل في نفس السنة، فتولى والده الشيخ بدر الدين الحوثي قيادة الحركة، ثم تولى القيادة عبد الملك الحوثي الابن الاصغر لبدر الدين الحوثي، بينما طلب الابن الآخر يحيى الحوثي اللجوء السياسي في ألمانيا ويقود الجناح السياسي للحركة.

• من هو حسين الحوثي؟

• ولد حسين بدر الدين الحوثي عام 1956 في قرية آل الصيقي بمنطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة (250 كيلومترا شمال العاصمة صنعاء) قبل نحو 6 سنوات من اندلاع الثورة اليمنية في 26 سبتمبر عام 1962 التي قضت على الحكم الإمامي الذي شكل امتداداً للدولة الزيدية لأكثر من 11 قرناً.

• وكانت الدولة الزيدية تأسست في جبال صعدة وانطلقت منها على يد مؤسس المذهب الزيدي (الهادوي)، وهو أقرب مذاهب الشيعة الى السنة وأكثرها انفتاحاً على المذاهب الاسلامية، الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي الذي جاء من الحجاز عام 284 هجرية )القرن التاسع الميلادي). وينتهي نسب الهادي الى الحسين بن علي بن أبي طالب كما ينتهي نسب حسين بدر الدين الحوثي لأسرة هاشمية، ويعتبر والده العلامة بدر الدين أحد أبرز مراجع المذهب الزيدي في اليمن.

• التحق حسين بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة التي كانت حركة "الاخوان المسلمين" تديرها قبل ان تتحول الى حزب سياسي عام 1990 هو "التجمع اليمني للاصلاح". وتلقى العلم على يد والده وعلماء المذهب الزيدي ، وهذه من المفارقات اللافتة في شخصية الحوثي كونه تلقى التعليم في مدارس سنية سلفية وينتمي لأسرة عريقة في التشيع للزيدية.

• وبعد إكماله الدراسة الثانوية التحق الحوثي بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون. وفي عام 1992 قرر الانخراط في العمل السياسي كمؤسس لحزب "الحق" المعارض الذي أسسه علماء ومثقفون ورجال قبائل ينتمون للمذهب الزيدي. وكان حسين الحوثي تعمق في دراسة أصول المذهب وعلومه الشرعية وتاريخه السياسي في اليمن. وساند الحزب الاشتراكي اليمني )الشريك في الحكم آنذاك) تأسيس حزب "الحق" في اطار حساباته السياسية وحرصه على ايجاد قوى سياسية باتجاه ديني لمواجهة خصمه اللدود "التجمع اليمني للاصلاح" (ذي الاتجاه الاسلامي) الذي كان حليفاً لشريكه في الحكم "المؤتمر الشعبي العام".

• وفي عام 1993 فاز بأحد مقعدين في مجلس النواب عن حزب "الحق" في محافظة صعدة في الانتخابات النيابية ، وتراجع عن ترشيح نفسه في انتخابات عام 1997 لمصلحة شقيقه يحيى عن المؤتمر الشعبي العام الحاكم بعد مرور عام على استقالة حسين ووالده بدر الدين والمئات من أنصارهما من حزب "الحق" بدعم غير مباشر من الحزب الحاكم.

• وبعدها تفرغ لإدارة نشاط منتدى "الشباب المؤمن" وقرر ايضاً الالتحاق بإحدى الجامعات السودانية لتحضير رسالة الماجستير في علوم القرآن وحصل عليها بتفوق ، غير انه مزقها عام 2000 لقناعته بأن الشهادات الدراسية تعطيل للعقول. ويشهد له زملاؤه وأساتذته وأصدقاؤه بالذكاء والتفوق والتوسع في الدراسات الاسلامية والمذهبية ويأخذون عليه تشدده لآرائه وأفكاره وتعصبه المذهبي.

• استقل عام 2000 بإدارة "الشباب المؤمن" الذي كانت تديره مجموعة من المؤسسين في مقدمتهم شقيقه محمد، ومنذ ازدهار نشاط "الشباب المؤمن" وتوسيع قاعدته بين أوساط الشباب من أبناء المذهب الزيدي في مختلف المدن ، قام بتسيير التظاهرات ورفع الهتافات في المساجد التي تدعو بـ "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا". وحدثت مصادمات بين أنصاره ورجال الشرطة واعتقلت اجهزة الأمن المئات من اتباعه ، فيما رفض الحوثي الحوار مع الحكومة ومبادرات الوسطاء للعدول عن تشدده المذهبي قبل اندلاع المواجهات في صعدة في 18 يونيو في جبال مران التي تمركز الحوثي والمئات من أنصاره فيها.

• ورفض الحوثي منذ بدء المواجهات مع القوات الحكومية 3 وساطات بادر الرئيس اليمني لإرسالها بعد وقف اطلاق النار من جانب القوات الحكومية ، غير ان الحوثي رفض أي وساطة تطالبه بتسليم نفسه للسلطات الى ان لقي مصرعه في الحرب الاولى على يد القوات العسكرية الحكومية في 8 سبتمبر 2004.

• هذه عقيدة الحوثيين

• يصنف بعض علماء الدين الحركة بأنها شيعية اثنا عشرية، وهو ما ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون أنهم "لب الزيدية عقيدة وفكرا وثقافة وسلوكا" رغم إقرارهم بالالتقاء مع الاثني عشرية في بعض المسائل كالاحتفال بعيد الغدير وذكرى عاشوراء.

• ويدعي الزيديون أنهم تعرضوا قبل الوحدة وبعدها للتمييز السياسي والاجتماعي والتهميش في الوظائف الحكومية والقمع المذهبي والفكري من قبل الأكثرية الشافعية، بل ويعيدون سياسات التمييز الى عام 1963 عندما أطيح بالإمامة الزيدية التي حكمت لأكثر من أحد عشر قرناً، بانقلاب أتى بالجمهورية. ويطالبون بموافقة رسمية على صدور حزب سياسي مدني وإنشاء جامعة معتمدة في شتى المجالات المعرفية، وضمان حق أبناء المذهب الزيدي في تعلم المذهب في الكليات الشرعية، واعتماد المذهب الزيدي مذهباً رئيسياً في البلاد، إلى جانب المذهب الشافعي، غير أن السلطات اليمنية تؤكد أن الحوثيين يسعون إلى إقامة حكم رجال الدين، وإعادة الإمامة الزيدية، ما ينفيه الزيديون ويؤكدون أنهم لا يعارضون النظام الجمهوري، ولا يعتبرون أن النظام الملكي له أساس في الفكر الزيدي.

• مطالب الحركة

• ترى جماعة الحوثيين ان الوضع الذي تعيشه يتسم بخنق الحريات، وتهديد العقيدة الدينية وتهميش مثقفي الطائفة الزيدية، وهي تطالب بموافقة رسمية على صدور حزب سياسي مدني وإنشاء جامعة معتمدة في شتى المجالات المعرفية، وضمان حق ابناء المذهب الزيدي في تعلم المذهب في الكليات الشرعية، واعتماد المذهب الزيدي مذهباً رئيسياً بالبلاد الى جانب المذهب الشافعي.

• غير ان السلطات اليمنية دعت اكثر من مرّة الحوثيين لتأسيس حزب سياسي معلن ليتم تأطير دعواتهم وأهدافهم وتحركاتهم في هذا الحزب غير انهم سعوا -حسب اتهامات السلطات لهم- الى ارغام الناس على اتباع مذهبهم بالقوة، ويقومون بقطع الطريق وترهيب الناس بالقتل والتهجير والخطف والتدخل في أعمال السلطة المحلية للمحافظة المتواجدين فيها، وتؤكد ان الحوثيين يسعون لإقامة حكم رجال الدين، وإعادة الامامة الزيدية بعد ان تم القضاء عليها في العام 1962 م بمساعدة دول اقليمية تمدها بالدعم المادي واللوجستي. 

• الدعم الإيراني 

• وتشير بعض المصادر الى أن الحوثي كان يدفع رواتب لبعض مؤيديه، ويركز على تقديم المساعدات الاجتماعية والخيرية، وتلفت الى أن التطورات التي حدثت في اليمن فيما بعد حرب الخليج، وعودة أكثر من مليون يمني كانوا يعملون في السعودية، والأعباء الاقتصادية التي ألقيت على الاقتصاد اليمني، ساعدت الحوثي على استقطاب مئات العائدين العاطلين عن العمل.

• ويرى المحللون أن الصعود المتنامي لتنظيم الشباب المؤمن، يعود إلى استغلال حسين الحوثي للدعم الإيراني المخصص لنظرية "تصدير الثورة"، والذي كان في بداية الأمر دعماً فكرياً أكثر منه مادياً، إلا أنه تحول إلى دعم مادي وعسكري بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق والفورة التي شهدها النفوذ الإيراني.

• وكان مسؤول امني يمني ذكر أن الجيش اليمني عثر على مخابئ أسلحة ومعدات إيرانية الصنع، لكن إيران أعلنت أنها "تحترم" وحدة الأراضي اليمنية ودعت الى إرساء السلام في البلد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي: "نحن نحترم وحدة أراضي اليمن، ونعتقد انه يجب إرساء السلام والهدوء فيها. وأكد ان "مسألة صعده هي مسألة داخلية ونأمل في أن يعود السلام هناك من خلال حل سلمي لأن سفك الدماء لا يمكن أن يكون حلا".

• الحروب الستة.. بين الحوثيين والحكومة اليمنية

• اندلعت اولى الحروب الستة في 19 يونيو 2004 وانتهت بمقتل زعيم الحركة الحوثية حسين بدر الدين الحوثي في 8 سبتمبر 2004 لتنطلق بعدها الحرب الثانية بعد اقل من ستة اشهر وتحديدا في فبراير 2005 بقيادة بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي وانتهت الحرب فجأة لتبدأ الحرب الثالثة نهاية العام 2005 وهذه المرة بقيادة عبد الملك الحوثي الابن الاصغر لبدر الدين الحوثي وتوقفت هذه الحرب في فبراير 2006 عند دخول الطرفين في مفاوضات ثنائية افضت الى اتفاق ابريل 2006.

• في يناير 2007 اندلعت الحرب الرابعة على خلفية اتهام الحكومة اليمنية للحوثيين بطرد اليهود من محافظة صعدة (اقلية يمنية تعتنق الديانة اليهودية ولا يتعدى عددهم العشرات) والعمل على الانفصال وتكوين دولتهم الشيعية هناك، وفي يونيو 2007 اعلن الطرفان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار برعاية قطرية وهو ما عرف باتفاق الدوحة، لكن هذا الاتفاق لم يكتب له النجاح سوى لأسابيع قليلة، حتى تم خرق وقف اطلاق النار وسط تبادل الطرفين تهم ذلك الخرق.

• ومع عودة اللجنة القطرية من صعدة الى صنعاء في نوفمبر 2007 ثم بعد ايام اللجنة الرئاسية التي كانت شكلت من قبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كرديف للجنة القطرية، ومع دخول العام الجديد 2008 اتهم الحوثي السلطة بتسليم بعض المساجد في المحافظة لمن اسماهم بالتكفيريين الخارجين عن مسار دعوته ومذهبه.

• ومع مطلع شهر فبراير توصل الطرفان الى توقيع اتفاق الدوحة في دولة قطر تحت رعاية اميرها، وكان الاتفاق اكد على ضرورة وقف التزام الطرفين مبدأ وقف اطلاق النار والسير في التفاوض من اجل تنفيذ بنود الاتفاق القطري السابق (جوان 2007).

• وفي مطلع أفريل من العام 2008 تجددت المواجهات بشكل مناوشات طفيفة بين الحين والآخر، كان ابرزها في مديرية حيدان في الوقت الذي كانت المفاوضات مستمرة بين اللجنة القطرية والرئاسية ومندوبي الحوثي.

• وفي نهاية الشهر وصلت المفاوضات الى طريق مسدود حول تنفيذ بعض بنود الاتفاق، وأثناء ذلك استمرت بعض المناوشات بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين.

• وفي مايو من العام نفسه تجددت المواجهات بشكل عنيف، ليعلن رسمياً عن بداية الحرب الخامسة وتميزت هذه الحرب بأن توسع الحوثيون في معاركهم حتى بلغوا مديرية بني حشيش -على مداخل العاصمة صنعاء- ومديرية حرف سفيان -محافظة عمران- واستمرت الحرب حتى 17 جويلية 2008، حين اعلن الرئيس ايقافها من طرفه، اثناء خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم آنذاك.

• ولم تخل الهدنة من بعض المناوشات الصغيرة واستمرت قرابة العام وبضعة اسابيع تقريباً، لتندلع مطلع أوت من العام الحالي حرب سادسة وتفيد المعلومات الواردة من محافظة صعدة ان مقدمات هذه الحرب حتى الآن تشير الى انها ستكون عنيفة جدا حيث بدأت القوات الحكومية بتكثيف القصف الجوي والمدفعي منذ اليوم الاول للمواجهات.

• الشروط الستة وبنود اتفاق الدوحة

• عند انطلاق الحرب السادسة حددت الحكومة اليمنية ممثلة باللجنة الامنية ستة شروط لتحقيق السلام في صعدة هي:

• 1- انسحاب الحوثيين من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق.

• 2- نزول الحوثيين من الجبال والمواقع التي يتمترسون فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب.

• 3- تسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها من مدنية وعسكرية وغيرها.

• 4- الكشف عن مصير المختطفين الاجانب الستة )اسرة ألمانية وبريطاني واحد) كون المعلومات تؤكد بأن عناصر التمرد وراء عملية الاختطاف.

• 5- تسليم المختطفين من ابناء محافظة صعدة.

• 6- عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال.

• وكان قد سبقها في جوان 2007 اتفاق الدوحة الموقع بين الدولة والحوثيين والذي نص على:

• 1- الالتزام الفعلي من الجانبين بوقف العمليات العسكرية بالكامل في جميع المناطق.

• 2- تأكيد تنفيذ قرار العفو العام بما في ذلك سحب طلب تسليم السيد يحيى الحوثي من الشرطة الدولية )الانتربول).

• 3- إطلاق المعتقلين خلال فترة لا تزيد عن شهر من تاريخ هذه الوثيقة.

• 4- عدم التعرض بشأن الحق العام من قبل الدولة لمن شارك في احداث صعدة وتتعاون حكومة الجمهورية اليمنية وحكومة قطر لإيجاد حلول لتسوية الحقوق مع اصحاب الحق الخاص في القضايا المحالة للنيابة العامة أو المنظورة أمام المحاكم بعد صدور الاحكام في هذه القضايا.

• 5- تشكيل لجنة من الطرفين يتم الاتفاق عليها للبحث عن المفقودين وتسليم الجثث الموجودة لذويها ويقدم كل طرف الكشوفات المتوفرة لديه.

• 6- تشكيل لجنة مشتركة من جمعية الهلال الأحمر اليمني وجمعية الهلال الأحمر القطري ومديري المديريات ووجهاء المناطق بمساعدة وإشراف من السيد صالح أحمد هبرة تختص بعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق.

• 7- بسط نظام الدولة العام في المديريات كغيرها من المديريات الأخرى في الجمهورية.

• 8- إعادة الاسلحة التابعة للجيش والامن وكذا تسليم الاسلحة المتوسطة بعد الاطمئنان واستقرار الامور بالتشاور مع الوسيط، على ان تسلم القوائم بعدد وكميات الاسلحة للوسيط للنظر فيها واقتراح ما يلزم بشأنها.

• 9- تسليم السيارات والمعدات التابعة للدولة وتسليم سيارات ومعدات المواطنين او التعويض عنها.

• 10- ان تكون نقاط التفتيش في المنطقة كنقاط التفتيش في المناطق الاخرى من الجمهورية.

• 11- احتفاظ المواطنين في المنطقة بأسلحتهم الشخصية بحرية دون استعراض او ترديد شعارات عند نقاط التفتيش.

• 12- ان يكون وصول عبد الملك الحوثي وعبد الكريم الحوثي وعبد الله عيضه الرزامي الى قطر بعد استقرار الاوضاع وتطبيق الاتفاق وعودة الوضع الى ما كان عليه وبالتشاور مع الوسيط وعودتهم من دولة قطر خلال ستة اشهر وبطريقة رسمية.

• 13- اضافة اربعة اعضاء الى اللجنة الرئاسية وهم: حسين ثورة، محمد محمد ناصر المؤيد، علي ناصر قرشه، صالح شرمه، وتكون مهمتهم الاشراف والمتابعة الفعلية على ارض الواقع لتنفيذ ما جاء في الاتفاق الخاص، وهذه الوثيقة الخاصة بالإجراءات والخطوات التنفيذية المذكورة أعلاه.

• 14- تعتبر هذه الوثيقة سرية ولا يجوز نشرها او الإفصاح عن محتوياتها إلا لأطرافها ولأغراض تطبيقها.