أردوغان يوجه انتقادات لاذعة ضد إسرائيل ويقول إن تركيا لن تغمض عينها.. ومبارك يفتح معبر رفح لدخول المساعدات

الثلاثاء 01 يونيو-حزيران 2010 الساعة 06 مساءً / مأرب برس- متابعات:
عدد القراءات 7930

وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة إلى الحكومة الإسرائيلية معتبرا أن "الجريمة" التي ارتكبتها ضد سفن الإغاثة في المياه الدولية "عمل دنيء وغير مقبول"، وأن عليها دفع ثمن ذلك, فيما أمر الرئيس المصري محمد حسني مبارك بفتح معبر رفح لإدخال المعونات الإنسانية والطبية اللازمة إلى قطاع غزة.

وقال أردوغان إن تركيا لن تدير ظهرها للشعب الفلسطيني، ولن تغمض عيونها، وستتحرك وفقا لما يليق بها وهو ما يتسق مع تاريخها.

وطالب إسرائيل, بحسب وكالة "فرانس برس" برفع الحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، مشددا على استمرار دعم تركيا للشعب الفلسطيني وأهل غزة ولإحلال السلام في الشرق الأوسط. وأشار إلى أنه تم إلغاء ثلاث مناورات عسكرية مع إسرائيل، ومباراة في كرة القدم، واستدعاء السفير التركي من تل أبيب، ودعوة المنظمات الدولية والإقليمية للاجتماع لبحث هذه الجريمة.

وأضاف أردوغان أن "الإبادة الدموية التي بدأتها إسرائيل انتهاك للقوانين الدولية واستهداف للسلام العالمي الذي أصيب بجرح بالغ، وأن على الأمم المتحدة ألا تكتفي بقرار الإدانة، وأن على المجتمع الدولي أن يقول كفى لإسرائيل", مشيرا إلى أن منظمي الأسطول تحركوا بشكل قانوني وبينوا نواياهم ووجهتهم بكل صراحة ووضوح، ورفعوا العلم الأبيض فوق السفن.

 واعتبر أردوغان أن إسرائيل وضعت الإنسانية تحت الأقدام، وقال إنها لا يمكن أن تنظر في وجه العالم إذا لم تعتذر وتُحاسب على ما أقدمت عليه، وإنه لا عذر لها بشأن الدماء التي سالت, معتبرا أن من يوافق إسرائيل على ما فعلت فسيكون شريكا لها فيما ارتكبت.

وأعرب عن ضجره من كذب الحكومة الإسرائيلية بشأن تعرضهم لإطلاق نار معتبرا أنهم "أظهروا للعالم أنهم يجيدون الإبادة بشكل جيد".

وطالب إسرائيل بأن تفرج فورا عن جميع السفن المحتجزة والمعتقلين وتسليم الجرحى لمعالجتهم في تركيا وألا تتباطأ في ذلك حتى لا تتعقد الأمور أكثر, محذرا من اختبار صبر تركيا، محذرا من أن عداوة بلاده قوية مثل صداقتها أيضا. ودعا الشعب الإسرائيلي إلى الضغط على حكومته لوقف ممارساتها الحالية.

إلى ذلك أمر الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الثلاثاء بفتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى لأسباب إنسانية قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث التحرك على الساحة الدولية غداة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي أثار غضبا واسعا في الشارع العربي.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن الرئيس مبارك أنه "أصدر تعليماته بفتح منفذ رفح لإدخال المعونات الإنسانية والطبية اللازمة إلى قطاع غزة وكذا استقبال الحالات الإنسانية والجرحى والمرضى التي تتطلب عبورها إلى الأراضي المصرية".

وفي رفح، قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن "معبر رفح فتح بالفعل اليوم (الثلاثاء 1/6/2010) اعتبارا من الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (10,30 تغ) بعد وصول تعليمات بذلك", مؤكدا أن "التعليمات الواردة إلينا لم تتضمن أي موعد لإغلاق المعبر".

وأغلقت مصر معبر رفح منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في منتصف حزيران/يونيو 2007 بعد الاقتتال بينها وبين حركة فتح وطرد قوات السلطة الفلسطينية وانسحاب مراقبي الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد ذاته, ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية "أن الجيش سيستخدم القوة ضد سفينة (ريتشل كوري) التي انطلقت من ايرلندا وتتقدم ببطء في المياه الدولية بالبحر المتوسط نحو قطاع غزة وتقل على ظهرها نشطاء مؤيدين للفلسطينيين".

وقالت الإذاعة إنه من المرجح أن يستولى الجيش على السفينة الأيرلندية ويمنعها من الوصول إلى قطاع غزة.

وقال قائد في البحرية الإسرائيلية إن قوات البحرية مستعدة للتصدي لسفينة مساعدات أخرى متجهة إلى غزة, مستخفا بتكهنات بأن عناصر قوات الكوماندوز سيتفادون الدخول في مواجهة جديدة بعد أن انتهى تصديهم لسفن "أسطول الحرية" أمس إلى حدوث مجزرة قتل فيها نحو 16 متضامنا وأصيب ما لا يقل عن 30 آخرين. فيما ذكرت معلومات من مصادر أخرى أن عدد القتلى بلغ 20 شخصا.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي, طبقا لصحيفة الدستور المصرية, أن السفينة (ريتشل كوري) ستصل إلى مياه غزة غدا الأربعاء.

ونقلت عن لفتنانت في البحرية الاسرائيلية ـ لم يذكر اسمه ـ قوله انه يتوقع عملية سهلة للسيطرة على السفينة "نحن كوحدة ندرس وسنجري تحقيقا مهنيا للوصول إلى نتائج، وسنكون أيضا مستعدين لريتشل كوري". مشيرا إلى الواقعة التي قتل فيها أفراد وحدته بالرصاص تسعة من النشطاء الدوليين على متن سفينة تركية كانت ضمن سفن أسطول الحرية في المياه الدولية بالبحر المتوسط والتي كانت في طريقها إلى شواطئ غزة.

من ناحية أخرى قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز "إن جنود البحرية الإسرائيلية الذين سيطروا على سفن قافلة "أسطول الحرية" فجر أمس بالبحر المتوسط كانوا يدافعون عن أنفسهم فحسب".

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن بيريز زعمه "إن اعتداء المتضامنين على قوات الجيش الإسرائيلي خلال صعودهم على متن السفينة اضطر هؤلاء الجنود إلى الدفاع عن أنفسهم وحياتهم".

وأضاف "نحمل مسئولية ما جرى كاملة على منظمي هذه القافلة الذين كان كل هدفهم هو استفزازنا فقط.. وليس تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة".

ودعا بيريز جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس حيال ما حدث, معربا عن شعوره بالأسف على وقوع الضحايا. كما أبدى أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي موقفا مماثلا, متهما المتضامنين باستفزاز جنود البحرية الإسرائيلية.