فشلت الوساطة التي قام بها الوكيل الأول في محافظة لحج ياسر اليماني بين قبائل الصبيحة في كرش بقيادة العقيد حازم طمبح, والتي تستولي على إدارة أمن القبيطة في كرش منذ الـ15 من سبتمبر الجاري, وبين قيادة المحافظة.

وقام اليماني اليوم الأحد بزيارة إلى منطقة كرش حاملا معه رأي قيادة المحافظة التي كانت قد أرسلته الجمعة الماضية لينقل إليها مطالب القبائل هناك, إلا أن اليماني لم يعد بأي جديد يطمئن على تهدئة الأوضاع التي يشوبها حذر, في حين كان قد قال إنه أتى إلى كرش الجمعة الماضي بدافع شخصي.

وتطالب قبائل الصبيحة في كرش السلطة بإلقاء القبض على قتلة الجنديين "صدام فيصل علي عماد" و"فيصل عبد محمد" اللذين كانا قد قتلا في المواجهات التي اندلعت بين عناصر من الحراك الجنوبي والسلطات الأمنية, عصر السبت, 4/9/2010م, في مديرية الحبيلين, إحدى مديريات ردفان الأربع. إلا أن المطلب الأكثر حساسية هو تعيين العقيد حازم طمبح مديرا لأمن مديرية القبيطة خلفا للمدير الحالي العقيد عباس مهدي الذي ينتمي جغرافيا إلى ردفان. وطمبح هو عقيد في الأمن, وسبق أن تولى منصب مدير الأمن في عدد من مديريات محافظة لحج, منها القبيطة والمسيمير وحبيل جبر.

وقال الشيخ حازم طمبح, وهو عقيد في الأمن, إن اليماني التقاهم اليوم, ونقل لهم موقف قيادة محافظة لحج إزاء مطالب القبائل, مؤكدا أن قيادة المحافظة رفضت تعيينه مديرا لأمن القبيطة طارحة عليه منصبا بديلا في أن يكون قائدا لقطاع ردفان, وهو القطاع الذي يضم أربع مديريات تتبع محافظة لحج.

وأكد طمبح لـ"مأرب برس" أنه يرفض أي منصب غير المنصب الذي تتمسك به قبائل الصبيحة في كرش, لافتا إلى أنه لا يزال ينتظر رد قيادة المحافظة الذي قال إنه يأمل أن تحل القضية بالشكل الودي.

وشدد على أنه سيتخذ موقفا آخر "إذا كانت قيادة محافظة لحج تتمهزل بمطالب القبائل".

هذا ولا يزال الهدوء الحذر مخيما على أجواء المنطقة بعد فشل مساعي ياسر اليماني- وكيل أول محافظة لحج.

وتتهم قبائل الصبيحة في كرش أبناء ردفان بالتواطؤ في قتل الجنديين "صدام", و"فيصل", مطالبة السلطة بالقبض على قتلة الجنديين, مهددة بـ"خيارات مفتوحة" إذا لم تتم الاستجابة لطلباتها. في حين كانت قد وجهت نداء إلى أبنائها الضباط والجنود المتواجدين في ردفان ويافع والضالع بالعودة إلى ديارهم بسبب ما قالت إنهم يذهبون ضحية الصراع بين الحراك الجنوبي والسلطة.

إلى ذلك, وزع "نداء" باسم أبناء الصبيحة في كرش, اليوم الأحد, يصف أبناء ردفان بالعصابات المارقة التي تطرد الناس من أماكن عملهم, وتصفيهم بالبطاقة الشخصية. إلا أن بعض المصادر شككت أن يكون النداء صادرا عن قبائل الصبيحة, وقالت لـ"مأرب برس" إن من قام بتوزيعه هم رجال عسكريين بلباس مدني من المرجح أن يكونوا تابعين للواء 33 مدرع المتمركز في منطقة عقان التابعة لمديرية المسيمير المجاورة.

لكن فيصل علي عماد, والد القتيل "صدام", أكد لـ"مأرب برس" أن النداء يعبر عن رأي قبائل الصبيحة, التي قال إنها ارتاحت له كثيرا, مضيفا أن ولده قتلى على مرأى ومسمع من أبناء ردفان.

*الصورة لمبنى إدارة أمن القبيطة في كرش.