طلاب العمارة بالجامعات السعودية يستطلعون التجربة اليمنية في العمارة الطينية

الخميس 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس – الشرق الأوسط
عدد القراءات 3101

نظمت مؤسسة التراث ضمن فعاليات جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني زيارة استطلاعية لعدد من أساتذة وطلاب أقسام العمارة بالجامعات السعودية إلى وادي حضرموت بالجمهورية العربية اليمنية الشقيقة.

وهدفت الزيارة التي تمثل باكورة الموسم الثقافي لبرنامج الجائزة إلى تعريف أعضاء فريق الرحلة على نماذج متنوعة للعمارة الطينية في الوادي التي تتشابه خصائصها مع الخصائص السائدة في البناء العمراني في السعودية.

وضم الوفد مجموعة من رؤساء وطلاب أقسام العمارة في جامعات أم القرى، والملك سعود، والملك عبد العزيز، والملك فهد للبترول والمعادن، والملك فيصل كما ضم معماريا من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومسئول تحرير مجلة «عمران».

في هذا الصدد صرح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مؤسسة التراث ورئيس اللجنة العليا للجائزة أن تنظيم مؤسسة التراث لهذه الزيارة يأتي في إطار حرص الجائزة على تنمية إدراك الطلاب بأهمية الحفاظ على التراث العمراني وسبل ذلك، مشيراً إلى أن الوقوف المباشر على نماذج من التراث العمراني الغني الذي تشتهر به محافظة حضرموت، وكذلك التعرف على المشروعات العديدة التي تبذل في سبيل المحافظة عليه حري بأن يرسخ في أعضاء الوفد الرغبة في الاهتمام بتراثنا العمراني.

وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الزيارة قد أتاحت الفرصة لرؤساء وطلاب أقسام العمارة في المملكة أن يعيشوا تجربة ميدانية فريدة ستكون لها انعكاسات إيجابية في مجال المحافظة على التراث، وتنميته.

وكان الوفد قد وصل صباح يوم الثلاثاء الماضي إلى مدينة سيئون، حيث كان في استقباله أحمد جنيد الجنيد وكيل محافظة حضرموت وعدد من مسؤولي المحافظة، وقام بالتنقل بين مجموعة من مواقع العمارة الطينية في عدد من مدن وقرى الوادي وفق برنامج زمني استمر أربعة أيام.

وقال الدكتور زاهر عثمان مدير عام مؤسسة التراث وأمين عام الجائزة الذي ترأس الوفد إن البرنامج المعد للزيارة قد حرص على أن يتضمن ملامح من التنوع الذي تزخر به المنطقة. وكانت البداية مع أبرز المواقع وهو مدينة شبام التاريخية التي تشتهر بمبانيها الطينية الشاهقة، حيث تعرفوا على مشروع إعادة إحياء المدينة، وسبل ترميم المباني التي يعود بعضها إلى القرن العاشر الهجري، ولا تزال مأهولة بالسكان، وتلقى إقبالاً واسعاً من السياح والزائرين.

وأشار الدكتور عثمان إلى أن أعضاء الوفد استمعوا إلى شرح تفصيلي من قبل المتخصصين في المشروع على آليات الحفاظ على المدينة دون تأثير على هويتها التاريخية، وأتيحت لهم الفرصة كذلك بمقابلة عدد من البنائين الذين لا يزالون يحترفون مهنة البناء بالطين، واطلعوا على تجاربهم في هذا المجال، كما قام الأعضاء بجولة في داخل المدينة زاروا خلالها قصر شبام، جامع هارون الرشيد، وبيت جرهوم الأثري، والتقوا بالعديد من الأهالي، والباعة والمتجولين.

كما قام المشاركون بزيارة مدينة سيئون ووقفوا على عدد من قصورها التراثية من بينها قصر سيئون الذي شيد قبل 400 عام ليكون مقراً للدولة الكثيرية، وتم تحويله إلى متحف تاريخي يضم العديد من القطع القديمة التي تمثل مجموعة من الحقب الزمنية في اليمن، كما زاروا قصر الكاف، وقصر منيسورة.

وشملت جولة الوفد مدينة تريم المشهورة بتاريخها وعلمائها، حيث زاروا مكتبة الأحقاف التي تضم أكثر من ستة آلاف مخطوط أقدمها كتاب «الإكليل في تاريخ اليمن القديم» الذي كتب في القرن الخامس الهجري، كما توقف أعضاء الرحلة عند مسجد المحضار التاريخي الذي صممه وبناه أبو بكر بن شهاب أحد أبرز مهندسي العمارة الطينية في اليمن، ويشتهر هذا المسجد بمئذنته التي ترتفع أكثر من 30 متراً.

وتضمنت الرحلة زيارة إلى وادي دوعن الذي يعدُّ متحفاً مفتوحاً لفنون العمارة الطينية، حيث زاروا مدينة الهجرين، ومصنعة باصرة التي تمثل قمة مجموعة من المباني القديمة المتدرجة في سفح الوادي لا يمكن الوصول إليها إلا بالسير على الأقدام عبر درجات متعرجة.